عقدت منظمة الأمم المتحدة للسياحة أول ورشة عمل حول السياحة الاستشفائية في الشرق الأوسط، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير منتجات سياحية استشفائية مبتكرة.
أُقيمت الورشة على مدار يومين في 9 و10 سبتمبر2025 في المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط في الرياض وجمعت ممثلين عن الهيئات والمنظمات الوطنية للسياحة، بمشاركة أكثر من 30 ممثلًا عن الدول الأعضاء من منطقة الشرق الأوسط. إلى جانب خبراء في القطاع وأصحاب مصلحة رئيسيين من مختلف أنحاء المنطقة. واستكشفت الورشة الإمكانات المتنامية للسياحة الاستشفائية كمحرك للنمو الاقتصادي وتنويع السياحة والاستدامة في الشرق الأوسط.
متحدثاً عن أهمية الورشة ودور المملكة في تعزيز السياحة الاستشفائية في المنطقة، قال الاستاذ / فهد العبد الكريم
مدير عام الشؤون الثنائية الدولية بوزارة السياحة بالمملكة العربية السعودية”: إن استضافة هذه الورشة الإقليمية في الرياض تؤكد التزام المملكة العربية السعودية، تماشياً مع رؤية 2030، بجعل السياحة محركاً أساسياً للتنوع الاقتصادي وتعزيز الرفاه. فالعافية متجذرة بعمق في تراثنا — من تقاليد الشفاء القديمة إلى المنتجعات الحديثة المتطورة — والتي نؤمن بأنها ستصبح ركناً أساسياً في هوية السياحة الإقليمية، بما يساهم في مستقبل أكثر استدامة وشمولية وصحة."
وصرحت السيدة/ Zoritsa Urosevic، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة: "يتزايد بحث المسافرين عن تجارب تعزز رفاههم الجسدي والنفسي. وتوفر السياحة الاستشفائية فرصة فريدة لتنويع المحفظة السياحية وخلق فرص عمل في الشرق الأوسط. وقد زودت هذه الورشة الدول الأعضاء بأدوات عملية، ورؤى تسويقيه، واستراتيجيات لتطوير المنتجات تتماشى مع الاحتياجات المتطورة لمسافري اليوم، مع خلق فرص للتعاون والتنسيق الإقليمي في هذا المجال."
تبادل الخبرات وأفضل الممارسات
تضمنت الورشة جلسات تفاعلية قادها الدكتور László Puczkó، خبير استراتيجيات الرفاهية والتجارب، والمؤلف المشارك لتقرير "استكشاف السياحة الصحية" الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة. وشارك الحضور في تبادل أفضل الممارسات، ومناقشة التحديات، واستكشاف الفرص لتثبيت السياحة الاستشفائية كقطاع رئيسي في تطوير السياحة في المنطقة.
ويأتي هذا الحدث استجابةً للأولويات التي حددتها الدول الأعضاء خلال الاجتماعين الخمسين والحادي والخمسين للجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط، لا سيما في مجالي بناء القدرات وتنويع المنتجات.
من جانبه، قال الأستاذ سـامر الخراشي، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط: "تتوافق السياحة الاستشفائية تمامًا مع طموح المنطقة لتقديم تجارب سفر ذات مغزى وقيمة عالية. ومن خلال تبني مفهوم الاستشفاء، يمكن لوجهات الشرق الأوسط الاستفادة من توجه عالمي متنامٍ، مع تعزيز أنماط الحياة الصحية، والأصالة الثقافية، والحفاظ على البيئة. وقد شكلت هذه الورشة خطوة مهمة نحو تحويل هذه الرؤية إلى استراتيجيات قابلة للتنفيذ. واستضافة هذه الورشة من خلال المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط يعكس التزامنا القوي بتنفيذ مبادرات تتماشى مع السياق والأولويات الفريدة للمنطقة، كما يؤكد دور المكتب كمنصة للتفاعل والتعاون وتبادل المعرفة دعماً للتنمية الإقليمية."
السياحة في الشرق الأوسط تُظهر نموًا قويًا
وفقًا لأحدث إصدار من مقياس السياحة العالمي الصادر عن منظمة السياحة العالمية، شهدت منطقة الشرق الأوسط في النصف الأول من عام 2025 نموًا في عدد الوافدين الدوليين بنسبة 29% مقارنة بمستويات عام 2019. وقد انعكس ذلك في النمو القوي الذي سجلته عدة وجهات في المنطقة. وفقًا لأحدث البيانات الخاصة بالوافدين الدوليين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، شهدت قطر زيادة بنسبة 150% فوق مستويات عام 2019، البحرين 75%، المملكة العربية السعودية 53%، الأردن 34% وعُمان 9%. كما حققت مصر نتائج قوية أيضًا بنمو قدره 40% في عدد الوافدين في الربع الأول من عام 2025 مقارنة بعام 2019. وكان الشرق الأوسط أول منطقة في العالم تتجاوز أرقام السياحة قبل الجائحة بالفعل في عام 2023، مما يعكس تعافيه القوي وريادته المتنامية في قطاعات السياحة المبتكرة، بما في ذلك السياحة الاستشفائية
روابط ذات صلة
رابط صفحة الحدث page