٠١ رجب ١٤٤٧هـ - ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٥م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين دبي
المال والأعمال | السبت 20 ديسمبر, 2025 2:20 مساءً |
مشاركة:

الشركات السعودية تتطلع إلى اعتماد منصات قادرة على التفكير والتكيف وكسب الثقة

تعمل مجموعة من أكبر الشركات في المملكة العربية السعودية على دراسة الأنظمة التي تدعم عملياتها اليومية. ونظراً للتغيرات السريعة المرافقة للتوقعات من التكنولوجيا المخصصة للمؤسسات، فإنها تسعى إلى استخدام منصات يمكنها تفسير السياسات بمجرد كتابتها، والاستجابة للاستثناءات دون الحاجة إلى إجراءات يدوية تستهلك الوقت، وعرض الرؤى بكل سلاسة دون واجهات معقدة. كما تتوقع أن يكون سلوك الأتمتة قابلاً للتنبؤ ومتوافقاً مع رقابة الجهات التنظيمية.

 

وفي هذا السياق، يُفترض أن تقترب واجهات الاستخدام في تجربتها من الحوار مع المستخدم. أما النموذج التقليدي للتحول الرقمي، القائم على استبدال وحدة تقنية أو تحديث لوحة معلومات، فقد أصبح غير كافٍ، وحلّ مكانه معيار أكثر وطموحاً يقوم على أنظمة تعزّز الثقة بشكل فعلي ومباشر ضمن مختلف مراحل سير العمل.

 

فاليوم، لم يعد تقييم الأنظمة مرهوناً بقدرتها على تخزين البيانات بكفاءة، بقدر ما يرتبط بمدى ذكائها في تمكين الأفراد من اتخاذ القرار والتصرف بناءً على تلك البيانات. ويلخّص أبيناف راجا، المدير العام لدى رامكو سيستمز، المزود العالمي الرائد للمنصات والمنتجات البرمجية المخصصة للمؤسسات، هذا التحول، حيث يقول: "تترسخ الثقة عندما يلمس الموظفون باستمرار دقة النتائج، وسرعة الأداء، ووضوح المعلومات في تجربتهم مع الأنظمة المعتمدة".

 

النظر إلى الثقة بوصفها ميزة تنافسية

 


على امتداد المملكة، نجحت المؤسسات في توسيع أعمالها بوتيرة متسارعة، غير أن أنظمتها التقنية لم تواكب دائماً هذا الإيقاع. فابتعاد الموظفين عن الأدوات الرقمية لا يعود إلى تفضيلهم العمل اليدوي، بل إلى تعقيد التجربة نفسها حين تتحول مهمة بسيطة إلى سلسلة طويلة من الخطوات، أو حين يتصرف النظام في دورة اعتيادية بطريقة غير متوقعة.

 

إن المنصات التي تكتسب زخماً متزايداً في المملكة العربية السعودية اليوم تُبنى على مبدأ إزالة العقبات، لا حول توسيع المزايا. فالخطوات الروتينية والمعرّضة للأخطاء في عمليات محددة، مثل كشوف الرواتب، تنتقل إلى الأتمتة، بينما تبقى القرارات التي تتطلب حكماً وتقديراً بشرياً في يد الإنسان. كما تجري عملية إعادة تصميم نماذج التفاعل مع الأنظمة في ذات السياق.

 

ويقول راجا: "لا تقل أهمية طريقة تفاعل الإنسان مع النظام عن وظائفه الأساسية، إذ نعمل على تحويل التجربة من شاشات تنطوي على قوائم، إلى تجارب عمل على شكل حوار مع أنظمة ذكية قادرة على اتخاذ قرارات بشكل مستقل. كما يجب أن يتمتع المستخدمون بإمكانية الاستفسار والمراجعة والموافقة دون عوائق في التنقل". ويسهم هذا التحول في إحداث أثر ملموس على مستويات الثقة والشفافية في المؤسسات التي يعتمد آلاف الموظفين فيها على المنظومة التقنية ذاتها.

 

وترتبط الثقة كذلك بسرعة مواكبة الأنظمة للتغييرات المستمرة في السياسات؛ فما زالت العديد من المنصات التقليدية تتعامل مع الإعدادات بوصفها عملية طويلة ومتسلسلة. في المقابل، فقد أصبحت الأنظمة الأحدث قادرة على تفسير مستندات السياسات التي يتم تحميلها، وتحويلها إلى قواعد عمل بسرعة أكبر، الأمر الذي يقلّص الفجوة بين النية والتنفيذ. وعندما يلمس الموظفون أن القواعد الجديدة تنعكس بدقة في الدورة التالية، ترتفع مستويات الثقة في النظام.

 

وتزداد هذه الثقة مع مراعاة الخصوصية المحلية. وفي هذا الصدد، يقول سانديش بيلاجي، الرئيس التنفيذي للعمليات لدى رامكو سيستمز: "إن الثقة مرتبطة بالسياق المحلي؛ فكشوف الرواتب والموارد البشرية في أسواق دول الخليج العربي ليست تفاصيل ثانوية، بل مكون أساسي في صميم المنتج، بما يضمن توافق الحسابات وآليات الموافقة وإعداد التقارير مع أسلوب العمل المتّبع في المنطقة. إن هذا التوطين على مستوى المنتج يكفل موثوقية التجربة في كل مرة، وهو ما تعززه المبادرات المتمحورة حول العملاء، مثل نشرها على الصعيد المحلي، وتقديم الدورات التدريبية حولها، وتوفير مستويات أعلى من ضمان الجودة".

 

التحديث يتجه نحو هيكلية المنصات

 


لم تعد المؤسسات تبحث عن تحديثات متفرقة، بل عن منصات تعمل بانسجام كامل ضمن مختلف الإدارات وتثبت قدرتها على الصمود تحت الضغط. ويبدأ هذا التحول من اعتماد هيكلية قائمة على واجهة برمجة التطبيقات ومدعومة بالذكاء الاصطناعي في أساسها، بما يتيح لمختلف المستويات التشغيلية الاستفادة من المعلومات المشتركة.

 

وبالتوازي، تجري إعادة تصميم منهجيات التنفيذ لمواكبة هذا التوجه. فبدلاً من البدء من الصفر، باتت العديد من المنصات تُطرح اليوم بهيكل مخصص للقطاع يتوافق مع معظم السيناريوهات الأساسية، حيث يمنح هذا الأساس الجاهز للتعديل المؤسسات فرصة وضع النظام موضع التطبيق خلال مدة قصيرة.

 

وفي هذا السياق، يوضح بيلاجي: "لقد أعدنا التفكير في مفهوم التنفيذ بحد ذاته؛ فبدلاً من البدء من الصفر، نعتمد استراتيجية الإعداد المبكر من خلال توفير هيكل جاهز بنسبة تتراوح بين 80 و85%، مع تطبيق الأتمتة والاختبارات في المراحل الأولى، مما يسمح للعملاء بالتفاعل في مرحلة مبكرة. ويسرّع هذا النهج تحقيق القيمة في القطاعات والأقسام التي تتولى تنفيذ أعداد كبيرة من المهام أو تخضع للوائح تنظيمية صارمة، مثل الطيران وكشوف الرواتب، فيما تواصل المنصة التعلم من المدخلات المتعلقة بالمجال".

 

واليوم، فقد أصبحت المحركات الذكية قادرة على معالجة دورات كشوف الرواتب ذات الأحجام الكبيرة خلال مدة قصيرة مقارنة بالوقت الذي كانت تتطلبه الأنظمة القديمة. ويؤدي منطق التحسين ذاته دوراً محورياً في تخطيط أعمال صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات، حيث تتعارض الجداول الزمنية ومتطلبات الامتثال ومستويات توفر قطع الغيار. وترتبط أهمية الهيكلية المعيارية بقدرتها على تحمّل أعباء العمل الحقيقية، وهو المعيار الذي باتت المؤسسات السعودية تقيّم به التقنيات التي تعتمدها.

 

الحصول على مساعدة الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الدور البشري

 

 

 

يزداد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات الهامة، ما يطرح تساؤلاً حول النقطة التي يجب عندها الاعتماد على الخبرة البشرية في الإشراف على هذه العمليات. ويقول راجا إن منصات مثل رامكو تحدد بوضوح المهام الملقاة على عاتق المتخصصين.

 

وأضاف في هذا الخصوص: "تحرص رامكو على توزيع المهام بوضوح تام؛ فالذكاء الاصطناعي هو أداة للمساعدة، بينما يتحمل المخصصون مسؤولية اتخاذ القرارات النهائية. يمكن للنظام تقديم صياغة أولية للخطوات الروتينية وتنفيذها أو عرض توصيات في هذا الخصوص، بينما تخضع الإجراءات المالية أو التشغيلية الهامة لمراجعة المتخصصين وموافقتهم". وبناء على ذلك، يجب أن يتولى هؤلاء الخبراء التصديق على جميع المواد التي تولّدها الأنظمة الذكية، بما يشمل تغيير الإعدادات وتوصيات التخطيط وإجراءات سير العمل، وذلك قبل دخولها حيز التنفيذ". وتضمن هذه الآلية بقاء تحمّل المسؤولية من قِبل العنصر البشري، وتسمح باستخدام الذكاء الاصطناعي لاختصار الجهد وإنجاز الإجراءات المتكررة.

 

أما تدابير الحماية، فيتم تعزيزها وفق الأسلوب المتّبع لصياغة المهام؛ إذ يقول راجا: "نحن نسمح للخبراء المسؤولين بتحديد العمليات باللغة الطبيعية، ما يتيح لنا مواصلة التنبؤ بمسارات الأتمتة. واستناداً إلى ذلك، تقوم الشركات بإنشاء تدابير حماية واضحة وفعالة من خلال إصدار تعليمات تدريجية، تشمل تحديد العناصر التي يجب على النظام التحقق منها، وواجهات برمجة التطبيقات المطلوبة، والتقارير التي يجب إنشاؤها، والحالات التي تتطلب موافقات إلزامية. وتحافظ هذه المنهجية على استقلالية المهام ضمن الحدود التي تعكس نموذج حوكمة المؤسسة".

 

وتتوقع الشركات أيضاً أن تعمل المنصات العالمية وفق متطلبات السوق المحلية، الأمر الذي يعزز أهمية الخبرة البشرية في عمل هذه المنصات. كما يتوقف اختيار الأنظمة ودرجة موثوقيتها على عوامل مثل متطلبات توطين البيانات، وتفضيلات استضافة الخدمات، ونماذج إعداد التقارير، وآليات سير العمل وفق ثقافة معينة. ولا تكفي التكنولوجيا وحدها لتحديد مستوى القيمة التي توفرها النظم التفاعلية والمستقلة؛ فالإمكانات الداخلية للمؤسسة تلعب دوراً حاسماً في هذا الخصوص، حيث تحظى المهارات البشرية بالقدر نفسه من الأهمية التي تتمتع به المنصة.

 

واختتم راجا قائلاً: "تتمثل المهارة الأولى في فهم أساسيات الذكاء الاصطناعي، وإدراك ارتباطها الوثيق بحُسن تقدير الخبراء؛ فلا بدّ أن تتولى فرق العمل مهمة الإشراف على الأنظمة الذكية، والتحقق من المخرجات، وتحديد المرحلة التي تقتضي تدخّل المتخصصين وتحمّلهم للمسؤولية. يتولى الذكاء الاصطناعي تنفيذ العمليات الروتينية، أما إشراف المتخصصين فسيبقى عنصراً محورياً في أداء المهام بجودة عالية وسرعة كبيرة".

 

تتكامل إمكانات الذكاء الاصطناعي مع التصميم الفعال للعمليات، وإدارة التغيير، والارتقاء المستمر بالمهارات البشرية. وتحقق الشركات مكاسب كبيرة من الأنظمة الذكية عندما تتعامل مع بناء القدرات كجزء من أجندة التحول الخاصة بها، حيث يكون الموظفون في حالة من الجاهزية التامة لاستثمار هذه الأنظمة.

 

لمحة حول رامكو سيستمز

 

تواصل رامكو سيستمز، المزود العالمي الرائد للمنصات والمنتجات البرمجية المخصصة للمؤسسات، إعادة رسم ملامح السوق العالمية وقيادة الابتكار في القطاع منذ 25 عاماً، بفضل محفظتها من البرامج السحابية متعددة العملاء والبرامج المؤسسية القائمة على الأجهزة المحمولة. كما واظبت الشركة لسنواتٍ عديدة على تقديم خدماتها بصورةٍ مستمرة وموثوقة لأكثر من 800 عميل وما يزيد على 2 مليون مستخدم على مستوى العالم. كما تتميّز العلامة الرائدة بقدرتها على توفير قيمة تجارية مجزية في قطاع كشوفات الرواتب العالمي، وقطاعات الطيران والفضاء والدفاع، وتخطيط الموارد المؤسسية. وتتمثل الأفضلية التنافسية لرامكو في السوق في منهجيتها المبتكرة القائمة على تطوير المنتجات من خلال منصتها الرائدة لتجميع التطبيقات المؤسسية وتسليمها. أمّا من حيث الابتكار، فتعتمد رامكو على أحدث التقنيات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة وأتمتة العمليات الروبوتية وتقنية بلوك تشين للتعاملات الرقمية وغيرها الكثير، لمساعدة المؤسسات حول العالم على المضي قدماً في رحلتها نحو التحول الرقمي.

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين دبي
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة