أكد خبير عقاري في الإمارات العربية المتحدة ان فوائد قطار الاتحاد ستتجاوز قطاع العقارات وتفتح آفاقاً جديدة للعيش والتجارة والاستثمار في جميع أنحاء الإمارات.
وأضاف فراس المسدي، الرئيس التنفيذي لشركة " fämالعقارية" قائلاً: "ان شبكة قطار الاتحاد ستحدث نقلة نوعية في المشهد الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تعزيز الربط بين المناطق، واختصار أوقات السفر، وتعزز الطلب الحقيقي في الأسواق الناشئة.
وتابع المسدي قائلاً: "عندما رأينا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" يستقل قطار الاتحاد من دبي إلى الفجيرة، لم تكن تلك مجرد لحظة رمزية، بل كانت إعلاناً عن عصر جديد في قطاع العقارات في الإمارات. لقد مثل هذا المشروع نقلة نوعية في البنية التحتية ستعيد تعريف كيفية خلق القيمة واستقطابها واستثمارها في جميع أنحاء الإمارات.
"نحن لا نتحدث فقط عن التنقل، بل نتحدث عن السرعة والترابط والإنتاجية، وكيف يقلص كل ذلك المساحة والوقت. وعندما تقلص المساحة والوقت، تقلل من تكلفة الفرصة. وهنا تكمن القيمة الحقيقية".
"ان قطار الاتحاد ليس مجرد قطار، بل هو إعادة ضبط اقتصادية شاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة. حيث سيغير أنماط الطلب، ويزيل الاختناقات المرورية، ويفتح آفاق جديدة للعيش والتجارة والاستثمار."
"لطالما تميزت كل إمارة بمزايا فريدة. ولكن حتى الآن، كانت تكلفة الفرصة للتنقل سواءً للأشخاص أو البضائع أو رأس المال، مرتفعة للغاية.
" سيغير قطار الاتحاد هذا الواقع، عندما تخفض وقت السفر من ساعتين إلى 50 دقيقة بين المدن، فإنك لا توفر الوقت فحسب، بل تعيد تشكيل أماكن اختيار الناس للعيش والعمل والاستثمار. وما كان بعيداً جداً أصبح فجأة قريباً. لم تعد مدينة الفجيرة نهاية الإمارات العربية المتحدة، بل أصبحت البوابة الشرقية. وأصبحت مدينة العين قاعدةً مثاليةً للمهنيين العاملين عن بعد، والذين يمكنهم الآن الوصول إلى العاصمة أو الساحل في أقل من ساعة. وهذا يحدث إعادة تسعير شاملة لقيمة الأراضي، لا بناءً على الموقع الجغرافي، بل بناءً على سهولة الوصول.
ونوه المسدي بمثال قطار الرصاصة الياباني بين طوكيو وأوساكا، الذي غير مدناً مثل ناغويا في خمس سنوات فقط. وقال: "ارتفعت قيم الأراضي التجارية بأكثر من 40%، وارتفع الطلب على المساكن بأكثر من 60%. لم يكن الأمر يتعلق بالقطار نفسه، بل بالتدفق الاقتصادي الناتج عن سرعة السفر".
"ان الإمارات العربية المتحدة تطبق هذا النموذج نفسه، ولكن بميزة رئيسية واحدة: إنها تبني نظام السكك الحديدية الأكثر تطوراً وتقنيةً في العالم من الصفر، دون أي قيود تقليدية."
وفي إشارة إلى التأثير على الخدمات اللوجستية، وسلاسل التوريد بين الشركات، ولامركزية منظومات الشركات، يقول المسدي: "إن المعادلة التي يغفل عنها معظم المستثمرين هي أن السفر السريع يعني المزيد من الاجتماعات والمعاملات".
وأضاف: "يمكن لمندوب المبيعات المقيم في الشارقة الآن إبرام صفقات في أبوظبي ودبي دون خسارة ست ساعات بسبب الازدحام المروري. وهذا يعزز الإنتاج. وإذا ضاعفنا ذلك في قطاع النقل التجاري، سنبدأ برؤية تأثير حقيقي على الناتج المحلي الإجمالي".
وتابع المسدي قائلاً: "إن تأثير الاتحاد للقطارات سيشهد ارتفاع أسعار الأراضي في المدن من الدرجة الثانية مثل الفجيرة والذيد والرويس، لأن تحسين التنقل سيعزز الطلب الحقيقي".
"سوف مراكز للترانزيت بالقرب من مواقع المحطات مثل المدينة الجامعية في الشارقة وسكمكم في الفجيرة، مع مجمعات سكنية متعددة الاستخدامات قريبة من القطار وستتغير أسواق المنازل الثانية أيضاً. اما بالنسبة للعائلات في دبي، سوف تصبح الوحدات الشاطئية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في الفجيرة خياراً عملياً عندما تكون على بعد أقل من ساعة".
واختتم المسدي قائلاً: "من لا يزالون يسعرون العقارات بناءً على الخرائط بدلاً من تحليلات زمن السفر سيخسرون أموالهم. أما من يدرسون مواقع محطات القطار بنفس الطريقة التي كانوا يدرسون بها المخططات الرئيسية، فسيبنون ثروةً للأجيال القادمة".