عرضت جهات حكومية مبادرات وأنظمة، طورتها ضمن معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية، أمس، والتي تهدف إلى تعريف المشاركين بهذه الإنجازات، والاستفادة من الخبرات المحلية والعالمية، إذ يشارك في المعرض 80 عارضاً من 20 دولة، وتضمنت هذه المشاركات «روبوتات سعادة» و«وردة ذكية»، ومبادرات ترفع كفاءة أداء المؤسسات بما يخدم المتعاملين.
وقال رئيس قسم الابتكار في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، المهندس غانم إبراهيم، إن مركز الإبداع والابتكار في الإدارة شارك بعدد من المبادرات والابتكارات، التي كانت نتاجاً لأفكار موظفي الإدارة، ومتعامليها، والتي قيّمها المركز، بغية تطبيقها على مستوى الإدارة، موضحاً أنه تم خلال مشاركتهم في المعرض عرض «طائرة بدون طيار»، تم تصنيعها بشكل كامل في الإدارة.
وأضاف أن الطيارة أو «الدرون» قام مركز الإبداع والابتكار برسم الهيكل وطباعته باستخدام الطابعة الثلاثية الأبعاد، وتجربتها لمعرفة مدى ثباتها والارتفاع الذي تستطيع الوصول إليه، مقارنة مع الطائرات بدون طيار التي تطورها الشركات الأخرى، موضحاً أنه سيتم استخدام هذه الطائرة في نقل الوثائق بين عدد من المراكز القريبة من نفق الشندغة وخور دبي، بدلاً من الاعتماد على المراسلات السابقة، ما يسهل انتقالها ويسرع العملية.
وتابع أن الإدارة عرضت كذلك «روبوت سعادة المتعاملين»، الذي تم تصنيعه كاملاً في الإدارة، بالاعتماد على أفكار الموظفين، وطباعته بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، موضحاً: «الروبوت نسخة أولية عن روبوت آخر يتم تطويره في الإدارة، والذي سيكون ضعف حجمه، وسيتم تحسين أدائه».
وأشار إبراهيم إلى أن الإدارة اعتمدت على وجود طابعة ثلاثية الأبعاد، لتحويل الأفكار والمقترحات إلى مجسمات واقعية، وبالتالي تجربتها بما يتناسب مع استخدامات الإدارة واحتياجات متعامليها، وتجربتها في مختلف الأقسام لمعرفة كيفية تطويرها.
من جانبه، قال مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والمجتمع في بلدية دبي، محمد مبارك المطيوعي، إن البلدية تشارك هذا العام في المعرض بستة مشروعات أطلقتها خلال الفترة الماضية، وهي مشروع «الوردة الذكية» لتوليد الطاقة الشمسية، وهي الأولى من نوعها في المنطقة، إذ تحوي نظام تتبع الشمس بشكل تلقائي، لتوجيه سطح الوردة المكون من ألواح شمسية وفق مكان أشعة الشمس على مدار اليوم، ما يزيد كفاءتها بنسبة 23%.
وأضاف أن الوردة تتميز كذلك بتقنية التنظيف الذاتي للألواح الشمسية، لتخفيف أعباء تنظيف الألواح، ما يزيد كفاءتها بـ60%، مقارنة مع أسطح أنظمة الطاقة الشمسية التقليدية، كما يتضمن تصميم الوردة آلية التكيف مع الطقس، ولا تتأثر كفاءة أدائها بالظروف الجوية في دبي، كما يتوافر فيها نظام تهوية لضمان تحقيق الكفاءة المثلى، وتجنب ارتفاع درجة حرارة الأجهزة.
وأوضح أن البلدية عرضت، خلال مشاركتها، مشروع القمر الاصطناعي المخصص للتطبيقات البيئية، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي يهدف للارتقاء بمنظومة الرصد البيئي في دبي، بإطلاق أول قمر اصطناعي بيئي متخصص تحت مسمى «DMSAT1»، مضيفاً أن القمر يهدف إلى معرفة جودة الهواء الخارجي والتغيرات المناخية ورصدها، لضمان وضع خطط مناسبة للتصدي للتحديات البيئية المختلفة.
وأشار إلى أن البيانات التي سيوفرها القمر، ستسهم في توفير إمكانية تطوير وتصحيح عمليات نمذجة نوعية الهواء، مع إمكانية تحديد طبيعة المصادر المسببة لانبعاثات ملوثات الهواء في دبي، ومدى مساهمة كل مصدر من هذه المصادر في الانبعاثات، وستتيح البيانات إمكانية التصحيح الجوي لمعالم الأرض، التي تم رصدها بتقنية الاستشعار عن بُعْد، مع إمكانية مقارنة نسبة تركيز الجسيمات العالقة في طبقات الجو العليا مع نظيرتها المرصودة من المحطات الأرضية.
وأضاف المطيوعي أن المشروع الثالث، الذي تعرضه البلدية هو مدينة «زهرة الصحراء»، والتي أعلنت عنها البلدية سابقاً، وتتضمن المدينة تقنيات تمكنها من إنتاج الكهرباء بما يصل إلى 200 ميغاوات، وستوفر 40% من الكهرباء بشكل عام، مضيفاً أن المشروع الرابع هو مصباح دبي، الذي أطلقته البلدية مطلع العام الجاري، والذي سيتم تطبيقه على مستوى الجهات الحكومية كمرحلة أولى، ومن ثم على مستوى الإمارة، ويسعى إلى توفير نحو 400 مليون درهم من الطاقة سنوياً، تنفيذاً لخطة إمارة دبي 2030، والتي تستهدف تخفيض الطاقة غير النظيفة بنسبة 30%، بما يوفر نحو 1000 غيغاوات في العام، ويقلل نسبة الكربون في الجو بنسبة 16%، بحلول عام 2021.
وأوضح أن البلدية عرضت تطبيقات، مثل تطبيق الأرصاد الجوية «نجم سهيل»، ويتكون من 16 محطة، تقوم برصد جميع بيانات الأرصاد الجوية والبحرية، إضافة إلى تطبيق تقنية تصوير البنية التحتية الصحية، ويتيح التصوير الدوري لخط أنابيب أنظمة الصرف الصحي، وأنظمة تصريف الأمطار، والوقوف على حالتها التشغيلية وتنظيفها وإصلاحها.
الإعلام الذكي
قالت مديرة إدارة التسويق والاتصال المؤسسي، في مؤسسة دبي للإعلام، سارة الصايغ إن المؤسسة تركز أولاً على الإنجازات الذكية والتكنولوجية في الإعلام، والعلامات التجارية، موضحة: «أطلقنا أخيراً، منصة (دبي بوست) التفاعلية الهادفة إلى الاعتماد على المحتوى البصري والتقنيات الذكية لتفاعل الجمهور والقرّاء معه، عبر مختلف المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي». وأضافت أن مشاركة المؤسسة ضمن معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية يأتي لخدمة رؤية المؤسسة في أن تكون حلقة وصل بين الجمهور والمؤسسات المختلفة سواء الحكومية أم الخاصة، مضيفة: «نهتم بالخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات لنشرها من خلال مختلف المنصات التابعة للمؤسسة في قطاعي التلفزيون، والنشر»، مشيرة إلى أن المؤسسة وقّعت عدة اتفاقات مع المؤسسات الحكومية لنقل هذه المشاركات والمستجدات في التكنولوجيا.
«استشراف مستقبل الحكومات»
أفاد مدير مركز الإمارات للمعرفة الحكومية، ومدير إدارة الاتصال المؤسسي في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، محمد حسن الخطيب، بأن الكلية تشارك بشكل سنوي في المعرض، وتعرض آخر ما توصلت إليه من بحوث، والبرامج التي أطلقتها والتطورات التي حصلت فيها. وأضاف أن المركز يشارك هذا العام في عرض ورشتي عمل: الأولى تحت اسم «البيانات المجتمعية وصنع السياسات العامة»، والثانية تحت اسم «استشراف مستقبل الحكومات»، تنظمان على مدار أيام المعرض، وعرض برامج حكومة المستقبل، التي تقدمها الكلية، وهي معتمدة من وزارة التربية والتعليم.
12 خدمة وتطبيقاً لـ «صحة دبي»
لفتت منصة هيئة الصحة بدبي أنظار رواد وحضور معرض دبي الدولـي للإنجـازات الحكوميـة، حيث حرصت الهيئة على طرح 12 خدمة وتطبيقاً ومشروعاً ذكياً، من بين مجموعة الخدمات غير المحدودة، التي توفرها لجمهور المتعاملين وأفراد المجتمع بوجه عام، والتي تستهدف من خلالها الوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة. وقال رئيس مجلس الإدارة المدير العام للهيئة، حميد محمد القطامي، إن الهيئة تجد في المعرض الفرصة الكاملة لطرح ما لديها من خدمات ومشروعات، إلى جانب تبادل الخبرات والأفكار، والتواصل مع المسؤولين والاستماع إلى آراء جمهور المتعاملين والمهتمين بالشأن الصحي، من أجل تعزيز توجهات الهيئة، وتقديم خدمات صحية تفوق التوقعات لأفراد المجتمع. واشتملت منصة الهيئة على حزمة من التطبيقات الذكية، المتصلة بحياة الأفراد وأنماط معيشتهم وصحتهم، مثل تطبيقات (طفلي، وحياتي، وصحتي)، والصيدلية الذكية، وخدمات التبرع ونقل الدم، ومشروع (سلمت).