: أعلنت اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي المشروع الذي انطلق بدورته الأولى في سبتمبر من العام الماضي تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، عن القائمة النهائية لأوائل العرب الذين سيتنافسون في المرحلة الأخيرة من التحدي والتي ستستضيفها دبي في الفترة من 22 لغاية 24 من الشهر الجاري.
وضمت القائمة النهائية 18 طالباً وطالبة هم الأوائل من 15 دولة عربية بواقع 12 طالبة و6 طلاب وصلوا إلى المرحلة الأخيرة بعدما تفوقوا في التحدي على 3 ملايين و590 ألفاً و743 طالباً وطالبة شاركوا ضمن 3 تصفيات إقليمية نفذت خلال الفترة من سبتمبر 2015 لغاية مايو الماضي 2016 وفقاً لقواعد وضوابط التحدي الموضوعة بناء على أفضل المعايير العالمية.
وستتمثل دولة الإمارات بالطالبة فاطمة أحمد النعيمي من الصف الثاني عشر في أكاديمية رأس الخيمة. وحول مشاركتها في المنافسات النهائية، قال ابنة السبعة عشر ربيعاً: ""تربيت في كنف عائلة تقدر العلم وتدرك دور القراءة في بناء الإنسان. ومنذ طفولتي كانت الكتب أحد أهم ما أحاطني به والداي، وقد كان الكتاب بمثابة لغز أحاول فك شيفرته بتقليب صفحاته المليئة بالصور والألوان. ومن هناك، بدأت رحلتي بشغف لم ينته، بل نما بقراءة كل ما تقع عليه عيناي، بدأت بكتب الأطفال حتى وصلت لكتب الأدب والشعر والتاريخ والسياسة وعلم النفس".
وأضافت النعيمي: "أثناء دراستي في أكاديمية رأس الخيمة الأمريكية للبنات، التي تخرجت منها مؤخرا، شاركت في مسابقات عدة في مجال القراءة والكتابة والخطابة، وبتوفيق من الله سبحانه، أحرزت مراكز متقدمة في عدد منها، وقد توجت جهودي بالفوز بالمركز الأول في تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الامارات، حيث تشرفت بتمثيل وطني المعطاء، وما زادني شرفاً، هو تكريمي من قبل والدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأمر الذي شجعني على الاستمرار في النهل من منابع الثقافة بأنواعها".
وأشارت الطالبة الإماراتية بأنها وخلال التحدي قرأت مجموعة مختارة من الكتب القيمة دون النظر لعدد صفحاتها وقوة اللغة المستخدمة بها. ولكنها في ذات الوقت لم تهمل تحصيلها العلمي المدرسي لا سيما وأنها كانت طالبة في الصف الثاني عشر وتنتظرها امتحانات الثانوية العامة. منوهة بأن مشاركتها في تحدي القراءة العربي كان له بالغ الأثر في تنمية فكرها وصقل شخصيتها والكشف عن قدراتها على تحدي الظروف والزمن والإصرار على تحقيق الهدف.
وبينت النعيمي بأنها وخلال فترة التحدي التي استوجبت قراءة خمسين كتاباً خلال فترة زمنية محددة، وقع اختيارها على مجموعة متنوعة من الكتب في مواضيع أثارت فضولها المعرفي، فكانت تلك الكتب وسيلة للإجابة على عدد من الأسئلة الملحة التي كانت تراودها، بالإضافة إلى قراءتها لعدد من كتب الأدب والشعر العربي التي ساهمت في إثراء قدراتها اللغوية.
وقرأت النعيمي كتب: أحمد بن ماجد والملاحة في المحيط الهندي، الإمارات في ذاكرة أبناءها- الجزئين الأول والثاني، حوار مع صديقي الملحد، سفرجل - ديوان الشاعر راشد الخضر، جسر إلى الأبد، شعراء الصوفية المجهولون، اعترافات أكاديمي متقاعد، تثريب، رحلتي من الشك إلى الإيمان، جونتنامو، الجنية، ثلاثية غرناطة، اليهود في الخليج، طوي بخيتة، تل زاخر، كائن يمرح في العدم، ص.ب ١٠٠٣ ، سالم الجمري- حياته وقراءة في قصائده، عبد الكريم الجييلي- فيلسوف الصوفية، المعبد قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية -العراق - بلاد الشام - مصر، الغزو البرتقالي للجنوب العربي والخليج، موت سرير رقم ١٢ ، سالم بن علي العويس - حياته وأشعاره، أولاد حارتنا، عبث الأقدار، تحت المظلة، الماجدي بن ظاهر – حياته وشعره، فئران أمي حصة، اللهجة الإماراتية - الجزء الأول، مهزلة العقل البشري، زمن السيداف، شعراء أم النار – قراءة في نصوص شعرية هيلنستي، أم سعد، فيض البراري، شقة الحرية، القرصان، أما بعد، أبو شلاخ البرمائي، المقدمة في التصوف لأبي عبدالرحمن السلمي، ديوان خلفان بن يدعوه، سهيل، والأغاني الشعبية.
من جانبها أكدت رشا عبدالحميد عبدالعزيز السيد، مشرفة تحدي القراءة بأكاديمية رأس الخيمة الأمريكية للبنات بأنها تدعم فاطمة في المرحلة الأخيرة من التحدي نتيجة لتميزها وحبها للقراءة وحرصها على المطالعة لكل جديد في مختلف مجالات الإنتاج الفكري وملئ أوقات فراغها بقراءة الكتب المتنوعة. وأشارت المشرفة بأن الطالبة التي نالت المركز الأول في تحدي القراءة على مستوى دولة الإمارات تحرص على المشاركة بجميع مسابقات القراءة وتتمنى الفوز بلقب بطل تحدي القراءة، منوهة بأن فاطمة تعتبر طالبة ذات قدرات وطاقات كبيرة متوقعة لها مستقبلاً زاهراً.
بدوره أشار فريق تحدي القراءة بأن الطلبة المرشحين هم مبدعون لم ينجزوا التحدي بقراءة 50 كتاباً فحسب، بل وتفوقوا على ملايين الطلبة من مختلف المراحل الدراسية وأبدعوا بقراءة الكتب والمعارف. وأعرب المنظمون عن فخرهم بإنجاز هؤلاء الطلاب، ولكن في ذات الوقت، بكافة الطلبة الذين شاركوا في التحدي بغض النظر عن وصولهم للنهائيات من عدمه، فمشروع القراءة وبعيداً عن جانبه التنافسي يمثل رافداً حضارياً لتوسعة آفاق ومدارك جيل عربي بأكمله من خلال القراءة والاطلاع على المعارف والعلوم المختلفة.
وأكد فريق التحدي بأن الطالبة فاطمة الأولى على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمتنافسة ضمن التصفيات النهائية تعد مفخرة لبلادها ومثالاً يحتذى به في حب القراءة وشغف الاطلاع واكتساب المعارف، منوهين بأن الطالبة الإماراتية المبدعة ينتظرها مستقبل مشرق وأنها مثال مشرف للفتاة العربية القادرة على خوض غمار التحديات والتفوق والوصول إلى تحقيق الغايات والنجاحات.
هذا وعن باقي الطلبة المرشحين للنهائيات تتمثل المملكة العربية السعودية بكل من الطالبة مها بنت فؤاد الجار في الصف الثاني عشر والطالب عصام صلاح الدين المحمدي في الصف الحادي عشر. وتمثل كل من الطالبة سارة عبد المطلب حسين والطالبة منة الله ممتاز موسى وكلتاهما في الصف الثاني عشر جمهورية مصر العربية، كما تتمثل المملكة المغربية بكل من الطالب مروان حمدي في الصف الحادي عشر والطالب عالي مزي في الصف الثاني عشر.
في حين تتمثل المملكة الأردنية الهاشمية بالطالبة رؤى محمد حمّو في الصف الثالث الابتدائي، وتمثل مريم محمد ثلجي الطالبة في الصف الحادي عشر دولة فلسطين، وتمثل جودي ماهر عبدالله في الصف الثاني عشر الجمهورية اللبنانية، ويمثل الطالب عبدالله خالد الكعبي في الصف الثامن دولة قطر، في حين تتمثل دولة الكويت بالطالبة جوري محمد العازمي في الصف الثامن، وتتمثل مملكة البحرين بالطالبة ولاء عبد الهادي البقالي في الصف الثاني عشر، وتتمثل سلطنة عمان بالطالبة إيمان طالب الهامي في الصف الثاني عشر، وتثمثل الجمهورية التونسية بالطالبة ياسمين السالمي في الصف الثاني عشر، وتتمثل جمهورية السودان بالطالبة عهد خالد محمد الأمين في الصف السادس، وتتمثل جمهورية موريتانيا بالطالب إيدوم ولد شبيه ولد بيد في الصف العاشر، وأخيراً تتمثل الجمهورية الجزائرية بأصغر المرشحين في النهائيات الطالب محمد عبدالله فرح في الصف الأول الابتدائي.
يذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، كرم في مايو الماضي الطالبة فاطمة النعيمي لحصولها على المركز الأول في مسابقة «تحدي القراءة العربي» على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد تفوقها على أكثر من 160 ألف طالب وطالبة من 828 مدرسة من كافة المناطق التعليمية بالدولة.
جدير بالذكر أن رسالة تحدي القراءة تتمحور حول إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع تحدي القراءة العربي إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، شاملة أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها. في حين تكمن أهدافه في رفع مستوى الوعي بأهمية القراءة لدى كافة الطلبة المشاركين على مستوى العالم العربي، وتعزيز الثقافة العامة لديهم وتنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير الناقد والإبداعي، إلى جانب تنمية مهاراتهم في الاستيعاب والتعبير بطلاقة وفصاحة.