وفد الإمارات يختتم مشاركته في المنتدى العالمي السابع للمياه بكوريا الجنوبية
أسبوع حافل شهد نقاشات مهمة مع المجتمع الدولي حول إدارة الموارد المائية وأمنها
اختتمت الإمارات العربية المتحدة مشاركتها الناجحة في الدورة السابعة من المنتدى العالمي للمياه في كوريا الجنوبية من خلال الوفد رفيع المستوى الذي ترأسه سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي. وكان للوفد الإماراتي دور هام ونشط في تحديد ومناقشة الحلول التي يمكن أن تساهم في تفعيل العمل المشترك من أجل التصدي لتحديات ندرة المياه في العالم.
واستقطب المنتدى نحو 30 ألفاً من الشخصيات الحكومية وصناع السياسات والخبراء من مختلف دول العالم. وشهد الحدث، الذي أقيم في الفترة 12 – 17 أبريل، سلسلة من جلسات الحوار التي ركزت بشكل أساسي على معالجة التحديات المتنامية لأمن المياه حول العالم.
وأوضح معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر" أن مشاركة الدولة في المنتدى العالمي السابع للمياه جاءت تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بهدف بذل الجهود والعمل مع المجتمع الدولي للمساهمة في إيجاد حلول مجدية لأهم التحديات التي تواجه العالم، بما فيها ضمان أمن المياه، مؤكداً بأن دولة الإمارات تساهم دوماً بشكل فاعل في المنتديات والمحافل الدولية لمعالجة القضايا التي تهم العالم.
وألقى معالي الدكتور الجابر كلمة الدولة في افتتاح المنتدى حيث نقل تحيات قيادة دولة الإمارات إلى المشاركين مؤكداً بأن هذا الملتقى العالمي يوفر بيئة مثلى لنوحد جهودنا، ونؤكد التزامنا باتخاذ الإجراءات الضرورية للتصدي لتحديات أمن المياه في العالم، فالعمل المشترك هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل آمن للمياه.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر في كلمته: "سيواجه سكان العالم نقصاً في إمدادات المياه خلال العقد المقبل ما لم نوحد جهودنا الآن لاتخاذ الخطوات اللازمة. وبطبيعة الحال، فإن العمل المشترك يتطلب منا جميعاً تسخير كلِّ ما لدينا من معارف وخبرات لتطويرِ حلول مبتكرة وتغيير الأساليب التي نقوم من خلالها بإنتاج وصون واستهلاك أثمن مواردنا الطبيعية".
وأضاف بأن الدراسات تشير إلى تضاعف الطلب على المياه خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، وأكد أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات مدركة لهذا الواقع وتستجيب له بقرارات وإجراءات استراتيجية مدروسة تضع مسألةَ توفير مصادر آمنة للمياه في صدارة أولويات أجندة التنمية الاقتصادية في وطننا، وتضمن إدارة مواردنا المائية على نحوٍ مستدام.
وقدّم الوفد الإماراتي نظرة شاملة على مختلف الاستراتيجيات والسياسات التي تطبقها دولة الإمارات بهدف تحسين أساليب المحافظة على المياه وإنتاجها واستهلاكها. وفي هذا الإطار، تحدّث معالي الدكتور راشد بن فهد، وزير البيئة والمياه، عن نية الإمارات خفض استهلاكها من المياه بنسبة 30% بحلول عام 2030 من خلال تطبيق "الاستراتيجية الوطنية للتنمية الخضراء" التي تمثل إطار عمل اتحادي يهدف إلى دعم النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية من خلال المبادرات المستدامة.
وناقش ممثلو هيئة مياه وكهرباء أبوظبي وهيئة البيئة - أبوظبي احتياطيات المياه الاستراتيجية في دولة الإمارات، وقدرة الدولة على تخزين 26 مليون متر مكعب من المياه المحلاة تحت الأرض، وهو ما يكفي لتزويد 182 لتراً من المياه لكل شخص مقيم في أبوظبي على مدى فترة ثلاثة أشهر. وتعد الإمارات من الدول القليلة في العالم التي تمتلك سعة تخزينية هائلة كهذه.
واستعرض الوفد أيضاً منهج الإمارات والتزامها بتطبيق وتطوير التقنيات الحديثة والمبتكرة لتعزيز إمدادات المياه الصالحة للشرب، مثل تقنيات الزراعة المائية المتقدمة وتقنيات تحلية المياه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، مسلطاً الضوء على برنامج تطوير النفق الاستراتيجي الذي تنفذه إمارة أبوظبي والذي سيصبح عند اكتماله في عام 2016 من أكبر أنفاق الصرف الصحي الانحدارية في العالم.
وعلى صعيد آخر، كان لدولة الإمارات دور بارز في تحديد معالم الاجتماع الوزاري الذي أقيم في 13 أبريل في كوريا الجنوبية وتضمن ندوات حوارية شارك فيها العديد من الوزراء من مختلف دول العالم. وشارك وفد الإمارات في ثلاث ندوات حوارية لاستكشاف سبل العمل المشترك من أجل التصدي لندرة المياه وتحقيق الأمن المائي العالمي. كما سلط معالي الدكتور راشد بن فهد، وزير البيئة والمياه الإماراتي، الضوء على التقدم الذي أحرزته الإمارات في مجال الإدارة المتكاملة لموارد المياه، لافتاً إلى الاستثمارات الهامة المدرجة ضمن استراتيجية الوزارة للمحافظة على المياه، ويشمل ذلك تقنيات المحافظة على المياه، وأنظمة استخراج المياه الجوفية، وأنظمة الري المتقدمة.
بدوره قدّم سعادة الدكتور مطر حامد النيادي، وكيل وزارة الطاقة بدولة الإمارات، شرحاً وافياً حول نهج الإمارات في التعامل مع العلاقة المترابطة والوثيقة بين قطاعات المياه والطاقة وإنتاج الأغذية والنقل.
وشارك سعادة الدكتور ثاني الزيودي، الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ومدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية الإماراتية، في جلسات الحوار بالحديث عن بعض النماذج التاريخية لإدارة المياه في دولة الإمارات، إضافة إلى أبرز مبادرات التعليم وبناء القدرات التي تطبقها حالياً عدة هيئات حكومية إماراتية في ما يتعلق بالمياه. كما ناقش الدكتور الزيودي استثمارات دولة الإمارات ومساهماتها في أكثر من 60 دولة نامية والتي تشمل طيفاً واسعاً من مشاريع المياه بقيمة إجمالية قدرها مليار درهم، وجهود الدولة في تأمين مياه الشرب لما يقرب من 7 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم من خلال حملة "سقيا" التي انطلقت في العام 2014 واستطاعت حتى الآن جمع تبرعات بقيمة 170 مليون درهم.
وكان الوفد الإماراتي قد عقد على هامش فعاليات المنتدى سلسلة من الندوات الحوارية بعنوان "الإمارات العربية المتحدة: الابتكار لتعزيز أمن المياه". وقدّمت الجلسات التي شارك فيها عدد من ضيوف المنتدى والإعلاميين، نظرة معمقة على المبادرات المبتكرة التي تنفذها دولة الإمارات بهدف تعزيز أمن المياه.
من جانبها، ألقت علياء المزروعي، من المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، الضوء على "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار"، وهو المبادرة الأولى من نوعها التي تقدّم منحاً مالية لدعم جهود الأبحاث والتطوير في مجال زيادة كميات الأمطار وإمدادات المياه العذبة. وأوضحت المزروعي أن البرنامج يقدم منحة بقيمة 5 ملايين دولار يتم توزيعها على أفضل خمسة مشاريع بحثية محلياً ودولياً ليتم تنفيذها خلال فترة تتجاوز ثلاثة أعوام، مؤكدة على أن البرنامج يمثل منصة مثالية للابتكار وتطوير التقنيات التي تحسن من الكفاءة وقدرات التنبؤ في عمليات الاستمطار المستهدفة.
وفي سياق متصل، تحدّث محمد عبد القادر الرمحي، من شركة "مصدر"، عن برنامج مصدر التجريبي المبتكر لتحلية المياه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة والذي يهدف إلى خفض التكاليف والحد من الآثار البيئية الناجمة عن عمليات تحلية مياه البحر. ويهدف المشروع، الذي تم إطلاقه في يناير 2013 ويجري تنفيذه حالياً في منطقة غنتوت في أبوظبي، إلى تحديد تقنيات فعالة ومجدية اقتصادياً من شأنها أن تضمن وصولاً مستداماً إلى المياه. وتتعاون مصدر في هذا المشروع مع شركاء بارزين، هم أبينغوا، وسويز إنفايرومنت، وسيديم/فيوليا، وتيفي سيستمز.
كما ناقش الدكتور طه وردة من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا قضايا التأقلم مع تنوع المناخ والتحول إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه، موضحاً أن الظروف البيئية المتغيرة تتطلب وضع نماذج جديدة للإدارة المستدامة.
وفي تعليقه على مشاركة الإمارات في المنتدى العالمي للمياه، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "دولة الإمارات ملتزمة بتطوير حلول فعالة لمعالجة تحديات المياه. وانطلاقاً من التزامنا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، جاءت مشاركة الدولة في المنتدى لتؤكد الحرص على تسريع وتيرة تطوير الحلول المجدية اقتصادياً والتعاون مع كافة الأطراف ذات الصلة لوضع منهج فعال يحقق الأمن المائي لجميع بلدان العالم".
يذكر أن شركة "مصدر" أشرفت على تنسيق مشاركة الوفد الإماراتي في الدورة السابعة من المنتدى العالمي للمياه. وضم الوفد ممثلين عن وزارة الخارجية، ووزارة الطاقة، ووزارة البيئة والمياه، والهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، وجهاز الشؤون التنفيذية، والمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وهيئة البيئة في أبوظبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، ومكتب التنظيم والرقابة، وهيئة أبوظبي للسياحة، وجامعة الإمارات. - انتهى-
نبذة عن الوفد الإماراتي والمنتدى العالمي السابع للمياه يعد المنتدى العالمي للمياه الذي يشرف عليه المجلس العالمي للمياه، أكبر مؤتمر دولي يتناول هذا القطاع الحيوي، ويعقد هذا المنتدى كل ثلاث سنوات منذ أن أسس عام 1997. كما ويجمع المنتدى خبراء ومختصين من مختلف القطاعات العام والخاص والأوساط الأكاديمية، للتداول حول كيفية تجاوز التحديات التي تواجه القطاع المائي في العالم. وسيتم إنعقاد الدورة السابعة من المنتدى في مدينة دايجو- غيونغسانغ الكورية الجنوبية في الفترة ما بين 12 إلى 17 أبريل 2015.
يتألف الوفد الإماراتي المشارك في المنتدى العالمي السابع للمياه من شخصيات رفيعة المستوى تضم عدداً من القادة والوزراء والعلماء والمهنيين يمثلون أكثر من 15 شركة إماراتية وعدداً من الجهات الحكومية والهيئات الإتحادية وممثلين عن كل من وزارة الشؤون الخارجية، ووزارة الطاقة، ووزارة البيئة والمياه، والهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، وجهاز الشؤون التنفيذية، والمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، وشركة أبوظبي للطاقة المتجددة “مصدر”، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وهيئة البيئة في أبوظبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، مكتب التنظيم والرقابة، وهيئة أبوظبي للسياحة، وجامعة الإمارات.
للمزيد من المعلومات: http://eng.worldwaterforum7.org/main/