أشارت إدارة "المستشفى الكندي التخصصي"، أحد المستشفيات الخاصة الرائدة في دولة الإمارات، إلى تسجيل نمو غير مسبوق في قطاع الرعاية الصحية بدولة الإمارات العربية المتحدة ولاسيما من حيث المرافق ودمج التكنولوجيا المتطوّرة؛ وعزت الإدارة ذلك إلى العديد من العوامل يأتي في مقدمتها ارتفاع عدد السكان، وتحسّن متوسط العمر المتوقع، وارتفاع مستوى الدخل، وأنماط الحياة المستقرة في البلاد. وتعتبر الإمارات حالياً ثاني أكبر أسواق الرعاية الصحية في منطقة الخليج العربي بعد المملكة العربية السعودية، وهي تواصل التقدّم لتصبح لاعباً أساسياً في سوق السياحة العلاجية العالمية.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور حيدر الزبيدي، مدير عام "المستشفى الكندي التخصصي": "تشهد الإمارات تطوراً متسارعاً يؤهلها لتغدو وجهة رائدة للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. ويأتي ذلك نتيجة تسابق الهيئات الحكومية والقطاع الخاص في البلاد إلى الارتقاء بسوية المهارات والإمكانات الطبية لمواكبة معدلات الطلب المتنامية والمعايير العالمية".
وتشير التقارير الصادرة مؤخراً إلى أن الانفاق الإماراتي على قطاع الرعاية الصحية ارتفع من 11,3 مليار دولار أمريكي في عام 2011 إلى 16,8 مليار دولار عام 2013. وتنفق الدولة سنوياً نحو 1200 دولار على خدمات الرعاية الصحية للشخص الواحد، مما يضعها على قائمة أفضل 20 بلداً في العالم لجهة نصيب الفرد من الإنفاق. وتوقعت شركة "ألبين كابيتال" في عام 2014 أن ينمو إنفاق الإمارات على الرعاية الصحية بنسبة 13,1% خلال الأعوام الأربعة القادمة.
وارتفع عدد سكان دولة الإمارات إلى أكثر من 9,2 مليون نسمة عام 2013 قياساً مع 8,2 مليون نسمة عام 2010. وأضاف الزبيدي بهذا السياق: "ساهم انخفاض معدل الوفيات بين الأطفال الرضع وزيادة متوسط عمر الفرد إلى نحو 77 عاماً في ارتفاع عدد السكان بنسبة 2,7%. كما تنفق الدولة 3,3% من ناتجها المحلي الإجمالي على قطاع الرعاية الصحية، خاصة مع زيادة معدل انتشار الأمراض المرتبطة بأنماط الحياة العصرية مثل السكري والبدانة، إضافةً إلى استمرار ارتفاع الطلب على خدمات الرعاية الطبية عالمية المستوى".
وتواصل الإمارات تحويل تحديات الرعاية الصحية إلى فرص استراتيجية مجزية؛ حيث عملت الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لإمارات الدولة على وضع الرعاية الصحية في صدارة أولوياتها بفضل قدرة هذا القطاع على حفز خطط التنمية المستدامة عبر تعزيز الاستثمارات وتطوير السياحة. وينسجم ذلك مع "رؤية الإمارات 2021" الهادفة إلى الاستثمار في البنية التحتية الطبية، وتوفير خبرات عالمية وخدمات عالية الجودة تلبي التوقعات المتنامية للمواطنين.
وأضاف الزبيدي مشيراً إلى "نادي دبي للسياحة العلاجية" الذي يعتبر "المستشفى الكندي التخصصي" عضواً فيه: "بالرغم من توفــر منشآت الرعاية الصحية الأولية والثانوية والثالثية، غير أن الكثير من المرضى الإماراتيين يسافرون للعلاج خارج الـدولة، ولكن هذا التوجه بدأ يتخذ منحىً معاكساً اليوم".
وتشير تقديرات صحيفة "إنترناشيونال ميديكال ترافل" إلى أن الإماراتيين المسافرين للعلاج في الخارج ينفقون حالياً نحو 250 ألف دولار أمريكي لكل زيارة. ويجمع "نادي دبي للسياحة العلاجية" العديد من مزودي خدمات الرعاية الصحية والخدمات التخصصية التي تنضوي تحت مظلة "هيئة الصحة بدبي"، وذلك بهدف ترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية رائدة للسياحة العلاجيّة. ومن المتوقع لدبي أن تستضيف أكثر من 20 مليون زائر بحلول عام 2020، مما يجعل الإمارة لاعباً أساسياً في قطاع السياحة العلاجية الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات الأمريكية.
وأردف الزبيدي: "يوفـر قطاع السياحة العلاجية في الإمارات العـديد من المزايا الفـريدة بما في ذلك وجود مستشفيات عامة وخاصة معتمدة دولياً وتوفر خدمات الرعاية الصحية وصولاً إلى المستوى الثالث منها، فضلاً عن توافر طواقم عمل متعددة الجنسيات، والوصول السريع إلى مختلف المواقع الجغرافية، والعديد من المزايا الأخرى. فعلى سبيل المثال، تقدم دبي خيارات علاجية رفيعة المستوى بتكلفة معقولة للمرضى الذين يعيرون اهتماماً لتكاليف الرعاية الصحية وفترات الانتظار في المستشفيات حتى عبر الاقتصادات المتقدّمة مثل الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية".
ويعد "المستشفى الكندي التخصصي" لاعباً أساسياً بمجال السياحة العلاجية، حيث يوفر باقة واسعة من خيارات الرعاية الصحية بـدءاً من الفحوصات الصحية الشاملة، ووصولاً إلى الجراحات العصبية الدقيقة بالمنظار. ويستقبل المستشفى مئات المرضى من أنحاء أوروبا الشرقية وإفريقيا وبلدان الشرق الأوسط.
وفي حال رغب المرضى بالاستفادة من خدمات "المستشفى الكندي التخصصي"، فإن المستشفى سيتولى القيام بجميع الترتيبات اللازمة لاستقباله وأقاربه بالشكل الأمثل بما في ذلك تأمين تأشيرة السفر، وأماكن الإقامة، والاستشارات اللازمة، وإضبارة القبول، فضلاً عن وسائل النقل. وتم مؤخراً إعادة اعتماد "المستشفى الكندي التخصصي" من قبل "اللجنة الدولية المشتركة" (JCI)، أكبر جهة اعتماد عالمية في قطاع الرعاية الصحية، وذلك تقديراً لالتزامه بسلامة المرضى وأعلى مستويات الجودة وأخلاقيات المهنة.