نجح برنامج ’تقدّم‘ التعليمي، الذي أطلق بالشراكة بين بنك ’اتش اس بي سي‘ الشرق الأوسط المحدود و’المجلس الثقافي البريطاني‘، في إلهام أكثر من 240 طالباً من 12 مدرسة في دبي للارتقاء بمستوى مهاراتهم الشخصية. وتسعى هذه المبادرة الجديدة الطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهاراتهم الحياتية التي يحتاجونها لتحقيق قدراتهم.
واستمر البرنامج على مدى سبعة أسابيع تتوّجت بمسابقة وطنية رفيعة المستوى باسم ’أفكار مستقبلية‘ دفعت الطلاب المشاركين لتحدي أنفسهم والخروج بفكرة مبتكرة تتطرق لأبرز التحديات العالمية. وأشرف على المسابقة مدربون ذوي خبرة وحظيت بدعم موظفي ’اتش اس بي سي‘ ونخبة من قادة المجتمع المحلي.
وبهذه المناسبة، قالت صابرين رحمان، رئيسة قسم استدامة الشركات في بنك ’اتش اس بي سي‘، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "تتجلى أهداف برنامج ’تقدّم‘ التعليمي في المساعدة على تحسين المهارات الحياتية للطلاب. ونحن نود منحهم الأدوات التي يحتاجونها لتعزيز فرص حصولهم على العمل بعد التخرج. وأود الإعراب عن فخرنا بالشباب المتحمّس والواعي والمندفع ممن أظهروا حرصهم على اكتساب المهارات الجديدة الكفيلة بتهيئتهم للعالم الجديد".
وتتم إدارة ’تقدّم‘ إلى جانب المنهاج الدراسي خارج ساعات الدوام المدرسي ويتناول العديد من نتائج التعلم الأساسية بما في ذلك فهم ماهية المهارات الحياتية وتحديد نقاط قوة المرء وضعفه للتغلب على التحديات؛ والثقة في التواصل مع المهارات وإظهارها للآخرين.
وتولّت ’سبارك أند ميتل‘ تقديم المحتوى التعليمي لبرنامج ’تقدّم‘ وهي عبارة عن مؤسسة خيرية تتخذ من لندن مقراً لها وتسعى لتنمية ودعم وتمكين الشباب لتحديد أبرز نقاط القوة في شخصياتهم والتعبير عنها وتحسينها مع بناء مهارات حياتية أساسية من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.
وقام الطلاب المشاركون بالتسجيل في مصدر تعليمي مخصص عبر الإنترنت والذي ساعدهم على تحديد نقاط قوتهم الشخصية وقدراتهم فضلاً عن المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التطوير. وغطت ورشة عمل مجموعة من المهارات الحياتية المهمة بما في ذلك التفكير الناقد، والتواصل الفاعل، والتخطيط المنظم وكيفية أخذ زمام المبادرة. كما تعلم الطلاب أيضاً قيمة إظهار المرونة والعزم والتصميم، فيما شكل تحديد الأهداف وإدارة المشاعر جزءاً أساسياً من التجربة التعليمية.
برنامج ’تقدّم‘ يتوّج بمسابقة ’أفكار مستقبلية‘
تطلبت المشاركة في مسابقة ’أفكار مستقبلية‘ التي أقيمت في إطار المرحلة الختامية لبرنامج ’تقدّم‘ التعليمي، العمل في مجموعات وفرق للخروج بفكرة مبتكرة تتطرق لأبرز التحديات العالمية المتعلقة بالبيئة أو الصحة أو سلامة المجتمع. وبعد يوم طويل من الترشيحات، وافق كافة الطلاب على اعتبار الثقة واحدة من أهم المهارات الأساسية المكتسبة في ورشة العمل الإماراتية. كما أدرك الطلاب مدى إبداعهم الذي تخطى حتى توقعاتهم الشخصية.
وتطرق فريق ’مدرسة بريستين الخاصة‘ بدبي لإحدى قضايا المجتمع، وفاز بالمرتبة الأولى عن تطبيق ’عصر المأكولات‘ (Food-AGE). واستعرض المفهوم الذي خرجوا به الأسلوب الذي يتيح للناس الحد من الهدر الغذائي عبر مسح باركود المنتجات بما يتيح للمستخدم تحديث معلوماته حول تاريخ انتهاء الصلاحية ووصفات الطعام التي يمكن تحضيرها قبل انتهاء الصلاحية، فضلاً عن دعم المستخدمين لمساعدة العاملين عبر منحهم الطعام بدلاً من هدره.
وركزت مجموعة أخرى من الطلاب على قضايا الصحة، وقدمت العديد من الحلول والأساليب الجديدة لعيش حياة صحية. ومن بين الأفكار التي استقطبت اهتمام لجنة التحكيم كانت ’مولّد الغلاف الجوّي‘ الذي يمكن أن يساعد في تكثيف الماء وتنقيته وتعزيزه بالمعادن المفيدة، مما يؤدي إلى الحصول على مياه صحية وخالية من الصوديوم للحيلولة دون الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وذهبت جائزة المرتبة الثانية لفريق ’معهد الشيخ راشد بن سعيد الإسلامي‘ الذي قدّم حلاً بيئياً عملياً للحيلولة دون هدر مياه الوضوء. وتمكنوا من مشاركة بلدية دبي في تحويل الأنابيب وحفر خزان يدعم تخطيط الحدائق الملوّنة.
ومن جانبه، قال غيل كامبل، مدير التعليم في المجلس الثقافي البريطاني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "نتلمّس اليوم النتائج الباهرة التي تمخّض عنها برنامج ’تقدّم‘ التعليمي، ونشعر بالفخر لمدى التطور الذي أحرزه الطلاب المشاركون. وأظهرت الثقة الواضحة للطلاب، فضلاً عن شغفهم وإيمانهم بالحلول التي تقدموا بها، نجاحهم في تطوير مهاراتهم التي ستلازمهم طوال حياتهم".
كما كشف الطلاب عن شغفهم بتناول المسائل التي من شأنها إنقاذ الحياة وذهبت جائزة المرتبة الثالثة لفريق مدرسة ’جيه إس إس‘ الدولية الذي استعرض تطبيق الطوارئ الذكي ’سمارت سيرف‘ الذي يمكن للعموم استخدامه عبر إرسال الصور إلى إدارات السلامة المختصّة في الدولة مع موقع GPS، لتعزيز وصول العملية إلى كافة الجهات المعنية بأسلوب أكثر سرعة وكفاءة.
ومنحت جائزة التكريم التقديرية للطلاب الذين أبدوا رغبتهم في الحفاظ على البيئة عبر إعادة تدوير البلاستيك واستخدامه لزراعة النباتات وتخطيط الحدائق. وحظيت هذه الفكرة بإعجاب أعضاء لجنة التحكيم نظراً لأهمية العثور على سبل جديدة لإعادة تدوير البلاستيك واستخدامه بطرق صديقة للبيئة.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج تنمية الشباب ’تقدّم‘ أطلق بالشراكة بين بنك ’اتش اس بي سي‘ الشرق الأوسط المحدود و’المجلس الثقافي البريطاني‘. وقد تبنّته ثمانية [A1] بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمساعدة الشباب على اكتساب مجموعة واسعة من المهارات الحياتية التي ستعود بالفائدة المستقبلية عليهم وعلى المجتمعات التي يعيشون فيها.