المفتش الجمركي الآلي.. يحمي الموظفين من مخاطر التعامل مع الشحنات المحتوية على المخدرات والمتفجرات والمواد المشعة
أحد ابتكارات موظفي جمارك دبي
شكل معرض دبي للإنجازات الحكومية فرصة مثالية لجمارك دبي لإبراز مشاريعها التطويرية في العمل الجمركي، والتي كانت ثمرة جهد ذهني وابتكارات حية لموظفي الدائرة، وعكست بيئة التحفيز لهؤلاء الموظفين، خاصة الذين يعملون على حماية المجتمع في المنافذ الجمركية المختلفة. ومن بين المشاريع الابتكارية الجديدة التي عرضتها الدائرة في المعرض، المفتش الآلي، وهو عبارة عن منظومة أجهزة مرتبطة مع بعضها البعض، مثل أجهزة استشعار المواد المخدرة، والمتفجرات، والأشعة الضارة بالإنسان، مزودة بكاميرا نقل حي ومباشر أثناء عمليات تفتيش الحاويات، إلى جانب تقنيات أخرى بهدف تسهيل العمل والتفتيش. وتستخدم هذه المنظومة في عمليات تفتيش السيارات الكبيرة والشاحنات، بما يسهم في تقليص الوقت للازم للتفتيش، والحفاظ على صحة وسلامة الموظفين خلال تعاملهم مع الشحنات والحاويات المشتبه في احتوائها على مخدرات أو متفجرات، أو مواد مشعة، فحينما تتأكد هذه الاشتباهات، يتم استدعاء الأجهزة المعنية للتعامل معها. ويعد جهاز "المفتش الآلي" الأول على مستوى العالم في مجال العمل الجمركي والأمني، ويسهم في تحقيق رؤية جمارك دبي المتمثلة في " الإدارة الجمركية الرائدة في العالم الداعمة للتجارة المشروعة"، وتحقيق مهمتها في دعم التجارة والحفاظ على أمن المجتمع، وكذلك تنفيذاً لالتزاماتها الدولية، ويعزز سمعة وريادة دبي كمركز تقني عالمي. واستثمرت جمارك دبي معرض دبي للإنجازات الحكومية هذا العام لإلقاء الضوء على أهم إنجازاتها وابتكاراتها في مجال العمل الجمركي والتي تهدف إلى تبسيط الإجراءات وإسعاد العملاء، فضلاً عن الحفاظ على صحة وسلامة موظفي الدائرة وفق أعلى المعايير العالمية، انطلاقاً من استراتيجية الدائرة في تبني الإبداع والابتكار في كافة مجالات العمل. ويعد" مشروع المفتش الآلي" مثالاً حياً على تميز موظفي الدائرة في مجال الابتكار والإبداع، فقد استوحى أحمد صديق البلوشي، مدير مناوب في مركز جمارك حتا، فكرة المشروع من إحدى ألعاب الأطفال التي تعمل بجهاز التحكم عن بعد، وكما هي العادة من قيادات جمارك دبي، تم تبني الفكرة على الفور والعمل على تنفيذها وتطويرها بغرض التدخل السريع في حالات الاشتباه بوجود مواد مشعة أو متفجرة بأي من الشحنات الخاضعة للتفتيش، حيث يتم إرسال المفتش الآلي بدلاً من موظف الدائرة ليقوم بمسح شامل للشحنة المشبوهة للتأكد من خلوها من تلك المواد، ومن ثم يستطيع المفتش الجمركي الاقتراب من الشحنة دون التعرض لمخاطر الإشعاعات أو الانفجارات. يستطيع كذلك المفتش الآلي التصوير عن بعد يصل إلى 3 كيلومترات من الشحنة المشبوهة باستخدام الكاميرا عالية الدقة المزود بها ونقل صورة حية ومباشرة إلى شاشة عرض تتم متابعتها من قبل المفتش الجمركي. ويعكس مشروع المفتش الآلي استراتيجية جمارك دبي في الاهتمام بصحة وسلام الموظفين، والحرص على مواردها البشرية والاستثمار فيها باعتبارها رأس المال الحقيقي. المفتش الآمن وفي الإطار نفسه، حاز مشروع المفتش الآمن على اهتمام زوار جناح جمارك دبي في المعرض، حيث يتعرض المشروع لأدق تفاصيل عمل المفتش الجمركي، وقال جمال محمد سعيد بن دسمال، مدير قسم المساندة والوحدات الخاصة بإدارة الدعم الفني في جمارك دبي أن المفتش الآمن يعالج جميع مشكلات الأمن والصحة والسلامة التي قد يواجهها المفتش الجمركي أثناء عمله، خاصة في الأماكن الضيقة أو في قاع السفن الخشبية. ويشتمل مشروع المفتش الآمن على غطاء للرأس لوقاية المفتش من الصدمات المختلفة، ونظارات ليلية ونهارية لوقاية المفتش من الغبار خاصة في المنافذ البرية للإمارة، وسترة ملطفة لحرارة الجسم خاصة في فصل الصيف، وقفازات لليد غير قابلة للقطع وذلك لوقاية المفتشين الذين يتعاملون مع الأغراض الحادة من التعرض للإصابة أثناء حمل أو نقل تلك الأغراض، مع تصميم يمكّن المفتش من التحكم في الأجهزة المحمول المختلفة. ويتضمن المشروع جهازاً للكشف عن المواد المشعة وقراءة نسبة الأشعة المكتسبة، وذلك لتحذير المفتش في حالة الاقتراب من منطقة بها تلوث إشعاعي، أو عند حدوث أي تسرب من أجهزة التفتيش بالأشعة السينية. ويتم إجراء فحص دوري كل 3 شهور لنسبة قراءة الجهاز، وإذا تبين أن نسبة الأشعة المكتسبة مرتفعة لدى المفتش، يتم إبعاده مباشرة عن منطقة عمله حتى انخفاض النسبة المذكورة إلى معدلاتها الطبيعية. ويشمل مشروع المفتش الآمن كذلك كمامة التنفس التي يحمي المفتش أثناء عمله في الأماكن الضيق أو في أسفل السفن الخشبية من الروائح المنفرة أو الأبخرة السامة، بالإضافة إلى جهاز كشف الغازات السامة، والذي يقوم - إلى جانب تحذير المفتش من تلوث المكان بالغازات السامة - بقياس نسبة الأوكسجين في الأماكن الضيقة وتحذير المفتش لعدم البقاء لمدة طويلة بداخلها. وتعمل كاميرا التسجيل المحمولة المضمنة بالمشروع على توثيق عمليات التفتيش لحفظ حقوق المفتش والعميل، إلى جانب استخدام تسجيلات عمليات التفتيش بغرض تدريب المفتشين الجدد بعرض الممارسات الصحيحة للتفتيش. دراجة التفتيش ولتخفيف المعاناة من زحمة الشاحنات بمركز جمارك حتا الناجمة عن مراجعة سائقي الشاحنات للمركز بأنفسهم وعودتهم مرة أخرى إلى شاحناتهم بعد تخليص معاملاتهم، ابتكرت جمارك دبي فكرة دراجة التفتيش، والمزودة بنظام التفتيش والتخليص، لينتقل بواسطتها المفتش الجمركي إلى الشاحنة الخاضعة للتفتيش لإجراء عملية التفتيش والتخليص، وطباعة البيان الجمركي، ويكون سائق الشاحنة بذلك قد أنهى الإجراءات الجمركية دون أن ينتقل إلى المركز، وقد تم تصميم هذه الدراجة لتكون مناسبة للاستخدام في المناطق الجبلية أو الوعرة بسهولة ويسر. نظام التفتيش الذكي للحقائب وفي مطار دبي الدولي، ابتكر أحمد شهداد، أحد الكوادر الوطنية بجمارك دبي نظاماً ذكياً لتفتيش الحقائب، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم. ويجمع النظام، الذي تم تصميمه على شكل طاولة توفر الخصوصية الكامل للمسافرين أثناء عملية التفتيش، العديد من الأجهزة والتقنيات الحديثة الهادفة إلى تبسيط وتسهيل الإجراءات على المسافرين ورفع نسبة رضا المسافرين عن خدمات جمارك دبي في مباني المطار، حيث يمكن من خلال تلك التقنيات التعرف على هوية المفتش وتحديد مدى خطورة تفتيش الحقيبة يدويا وقياس الوقت المستغرق في عملية التفتيش، وإظهار نتائج التفتيش إن كانت إيجابية أو سلبية، وإيجاد قاعدة بيانات بتسجيل بيانات المسافر عبر نظامها الذكي، وقياس مؤشر السعادة لدى المسافرين. وقال فلاح السماك، مدير أول مبنى المطار رقم 2 بإدارة عمليات المسافرين في جمارك دبي:" حظي جناح جمارك دبي في المعرض هذا العام باهتمام كبار الشخصيات والمسؤولين والمدراء في دوائر حكومة دبي، والذين أشادوا بالمستوى الذي وصلت إليه خدمات جمارك دبي، لا سيما وأن ابتكارات جمارك دبي تخدم جميعها بيئة العمل الجمركي، كما أشادت مؤسسة مطارات دبي بجهود وابتكارات مفتشي الدائرة المتجددة". وأضاف: "تأتي هذه الابتكارات في إطار حرص جمارك دبي وموظفيها على اعتماد الإبداع والابتكار في كافة مجالات العمل، ولذا أصبحت جمارك دبي مثالاً يحتذى على مستوى العالم في العمل الجمركي، وتهدف المشاريع في مجملها إلى تبسيط الإجراءات الجمركية وإسعاد العملاء والحفاظ على صحة وسلامة أبناء الدائرة أثناء تأديتهم لمهام عملهم اليومية".