"سولار إمبلس" تعلن عن موعد انطلاق رحلتها حول العالم وتطلق مبادرة "نحو مستقبل مستدام"
أعلن كل من برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ، مؤسسا مشروع "سولار إمبلس" وقائدا طائرة "سولار إمبلس 2"، اليوم عن تحديد موعد انطلاق رحلتهم حول العالم يوم الإثنين الموافق 9 مارس 2015 في الساعة السابعة والنصف صباحاً. وجاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقدته "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة والشريك الرسمي المضيف للطائرة العاملة بالطاقة الشمسية "سولار إمبلس2".
ويعتزم بيكارد وبورشبيرغ القيام بأول محاولة للطيران حول العالم بطائرة تعمل بشكل كلي على الطاقة الشمسية بدون استخدام قطرة وقود واحدة، حيث ستنطلق الطائرة من أبوظبي، المدينة المضيفة للمشروع، في رحلة تستغرق خمسة أشهر تعبر خلالها المحيط الهادئ والأطلسي وتتوقف في 12 محطة، قبل العودة إلى العاصمة الإماراتية في أواخر يوليو أو أوائل أغسطس.
وكانت الطائرة قد وصلت إلى أبوظبي في الثامن من يناير الماضي للبدء بالتحضيرات اللازمة للرحلة، حيث تمّ خلال الشهرين الماضيين تجهيز الطائرة وإجراء سلسلة من التدريبات والاختبارات. كما حلقت الطائرة في سماء أبوظبي ضمن عدة رحلات تجريبيّة استعداداً للانطلاق في رحلتها حول العالم.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر": "سررنا باستضافة "سولار إمبلس 2" وفريقها في أبوظبي على مدى الشهرين الماضيين، حيث تمت إقامة عدد من الأنشطة المجتمعية التي ساهمت بالتعريف ونشر الوعي حول أهمية الابتكار، خاصة عند جيل الشباب، فضلاً عن التعريف بالتقنيات الحديثة ومستقبل الاستدامة وذلك من خلال زيارة الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية والحوار مع طاقمها وفريق العمل"، وأكد معاليه أن هذه هي القيم التي تعمل "مصدر" على نشرها وتعزيزها تماشياً مع الرؤية الحكيمة للقيادة في دولة الإمارات، والتي تسعى لبناء اقتصاد مرتكز على المعرفة والابتكار." وأضاف: "تنطلق" سولار إمبلس 2" غداً لتحمل معها طموحاتنا وتطلعاتنا ببناء مستقبل مستدام. وإذ نتمنى السلامة والنجاح للطاقم وللرحلة، فإننا نتطلع لاستقبالها عند عودتها إلى أبوظبي في الصيف المقبل لنحتفل جميعاً بهذا الإنجاز العلمي والتاريخي".
وقام برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ خلال المؤتمر الصحفي كذلك بإطلاق مبادرة جديدة بعنوان "نحو مستقبل مستدام"، تهدف إلى دعم اعتماد التكنولوجيا النظيفة في جميع أنحاء العالم.
وتسعى "سولار إمبلس" من خلال إطلاق هذه المبادرة التي سيتم الترويج وحشد الدعم لها عبر موقع www.FutureIsClean.org، إلى تحفيز وتوحيد جهود الأفراد والمؤسسات والدول والمنظمات لتشجيع استخدام التكنولوجيا النظيفة، وذلك قبل انعقاد قمة باريس للمناخ (COP21) في ديسمبر 2015، حيث سيتم وضع بروتوكول كيوتو الجديد للمناخ. ويعتقد بيكارد وبورشبيرغ أن الوقت قد حان لإبراز الإمكانيات الكبيرة لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وأن الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية كبيرة. ويتمثل الهدف الأساسي من هذه المبادرة العالمية في إقناع قادة العالم وصنّاع القرار الرئيسيين لاتخاذ خطوات فاعلة وتدابير ملموسة لرسم وتفعيل سياسات تؤدي إلى مستقبل أكثر استدامة للجميع.
وتم اختيار عدد من الشخصيات المؤثرة كسفراء لهذه المبادرة، واشتملت القائمة على عدد من السياسيين والمشاهير، وضمت على الصعيد المحلي معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر". أما على الصعيد العالمي فاشتملت على الأمير ألبرت الثاني، أمير موناكو، ونائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور بالإضافة إلى رجل الإعمال والمغامر ريتشارد برانسون والمخرج الشهير جيمس كاميرون.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة ورئيس مجلس الإدارة في "مصدر": "يشرفني أن أكون أحد المشرفين على هذه المبادرة الرائدة التي تتوافق مع أهداف ورؤية دولة الإمارات و"مصدر" من خلال تنويع مزيج الطاقة ليشمل طاقة الشمس والرياح". وأضاف: "يمتلك العالم مسؤولية مشتركة تتطلب التعاون الجاد من أجل الوصول لمستقبل مستدام. وتشكل هذه الحملة، التي أطلقتها "سولار إمبلس 2" مع بدء رحلتها حول العالم، إحدى الوسائل التي ستساعدنا على تحقيق أهدافنا المشتركة والوصول لغد أفضل." ويتضمن موقع المبادرة الذي تم بناؤه بالشراكة مع شركة جوجل، وهي إحدى رعاة مشروع "سولار إمبلس"، على صفحة رئيسية تعرض رسائل تدعو إلى اتخاذ خطوات جدية لبناء مستقبل مستدام. كما يضم الموقع صفحات مخصصة للمنظمات والجهات ذات التأثير التي ستنضم إلى المبادرة. وكذلك مشاركات المبادرة في وسائل الإعلام الاجتماعية لضمان إيصال جميع الأصوات ونشر الرسالة إلى ملايين الأفراد الحريصين على تعزيز ودعم مستقبل أكثر نظافة في جميع أنحاء العالم.
وخلال الفترة بين مارس وأغسطس 2015، سيتبادل بيكارد وبورشبيرغ قيادة طائرة "سولار إمبلس 2" في محاولة للطيران حول العالم دون استخدام قطرة وقود واحدة. وسيتم الاستفادة من التغطية الإعلامية الكبيرة التي ستصاحب الرحلة للترويج لهذه المبادرة.
وقال برتراند بيكارد: "تمثل "سولار إمبلس" تجسيداً لقضية سامية: إذ وجدت الحلول التكنولوجية التي تمكن طائرة من الطيران ليلاً ونهاراً من دون وقود، مشيراً إلى الإمكانات التي يمكن تحقيقها من خلال تكنولوجيا مماثلة، بصورة واقعية وفي حياتنا اليومية، من حيث توفير الطاقة والحد من انبعاثات الكربون، وقد يكون عام 2015 العام الذي سنتمكن فيه من المطالبة والإسهام في تحسين نوعية حياتنا جميعاً". وأضاف: "ثمة مطلب واحد نريد من الجميع الاتفاق عليه: وهو اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل مستقبل مستدام. وكلما نجحنا في جمع المزيد من الأصوات، ستكون رسالتنا أقوى، وسوف يشكل كل صوت فرقاً في سعينا نحو دمج التكنولوجيا المتجددة كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية".
وخلال المؤتمر الذي عقد في أبوظبي، أطلقت "سولار إمبلس" أيضاً موقعها الإلكتروني الجديد، وغرفة التحكم الافتراضية التي ستمكن الجميع من متابعة الرحلة على الإنترنت من خلال موقع "سولار إمبلس".
وقال أندريه بورشبيرغ: "سيتيح الموقع الإلكتروني الجديد لـ"سولار إمبلس" للأشخاص في مختلف أنحاء العالم فرصة متابعة مغامراتنا في الطيران حول العالم بشكل حي ومباشر. وندعو الجميع للتحدث والتواصل معنا بشكل مباشر من غرفة القيادة عن طريق برنامج "جوجل هانجاوتس"، والانضمام إلينا في غرفة التحكم لتتبع أخبارنا".