رجل الحلول الدبلوماسية الأخضر الابراهيمي يستعرض تجربة 40 عاما من العمل الدبلوماسي
يستعرض الأخضر الإبراهيمي، الدبلوماسي الجزائري والمستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة (2004- 2005)، خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الموافق 23 فبراير الجاري، تجربته في العمل الدبلوماسي ومساعيه لنشر السلام وحفظ الأمن التي تمتد لأكثر من 40 عاما، إلى جانب رؤيته المعمقة حول العلاقات الدولية، والصراعات وحل النزاعات، ونظرته لواقع ومستقبل العالم العربي والعلاقة بين أصحاب القرار والجمهور إلى جانب التحديات والدور الذي يلعبه الاتصال الحكومي كمساهم فعال في إرساء القضايا الدبلوماسية الشائكة وتمثيل وجهات نظر الدول بالأسلوب الذي يتماشى مع المصلحة العامة، وتشكيل رأي عام إيجابي وداعم للاستقرار والسلام والتعايش بين الأطراف على قاعدة الاحترام المتبادل للحقوق.
كما يتحدث الابراهيمي خلال الجلسة التي تديرها الإعلامية راغدة درغام، مديرة مكتب صحيفة الحياة في نيويوك، عن الدور الذي يلعبه الاتصال الحكومي في القضايا الدبلوماسية الكبرى انطلاقا من مهمته كمبعوث للأمم المتحدة إلى سوريا بعد استقالة كوفي عنان، ومبعوث للأمم المتحدة في العراق، حيث كان مكلفاً من قبل أمينها العام بمتابعة النزاعات على الأرض ووضع الآليات لتسويتها. وكان الابراهيمي قد كلف خلال مهامه كمبعوث أممي للسلام، أهم الملفات الدولية وأسخنها في أفغانستان والعراق وهايتي وجنوب إفريقيا واليمن وزائير. وساهم خلال هذه المهمات في إرساء أسس السلام وحفظ الأمن واحترام القانون الدولي وحماية المدنيين لإنهاء النزاعات. كما لعب الإبراهيمي دورا محوريا في إنهاء أكثر من 17 عاما من الحرب الأهلية في لبنان، خلال دوره كمبعوث خاص للجنة الثلاثية للجامعة العربية حيث ساهم بشكل فعال في التوصل إلى اتفاق الطائف.
وحول هذه الجلسة، قال سعادة أسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي: "لقد حرصنا على استضافة شخصيات لها تاريخ طويل في تعميم السلام وحفظ الأمن في العالم، مثل السيد الأخضر الإبراهيمي، هذا الشخص المعروف ببعد نظره وعمق إيمانه بالقضايا الإنسانية وإخلاصه لعمله في خدمتها، ونأمل أن تسهم هذه الجلسة الحوارية في صياغة مداخل جذرية لمهمة الاتصال الحكومي ليكون قادراً على تحقيق رسالته السامية".
وأضاف: "تنبع أهمية هذه الجلسة من عمق تجربة متحدثها وخبرته التي تجمع بين العمل على الصعيد المحلي والإقليمي والأممي، مما يثري النقاش ويمنحه أبعادا وعمقا مختلفا لناحية تنوع البيئات والجمهور والرسائل والمهام الخاصة بكل قضية أولكت إلى السفير الإبراهيمي على مدار رحلته العملية".
من جانب آخر، تعرف مديرة الجلسة الإعلامية راغدة درغام، عميدة الإعلاميين الدوليين في الأمم المتحدة وكبيرة المراسلين الديبلوماسيين ومديرة مكتب الحياة في نيويورك، بتحليلاتها المعمقة للأحداث الدبلوماسية والسياسية الهامة في العالم وحواراتها التي مثلت محطات إعلامية متميزة، حيث حققت ل "الحياة" عددا من السبق الصحفي منه محادثات "أوسلو" السرية بين الفلسطينيين والاسرائليين. وخلال ما يقارب ال 25 سنة مع "الحياة" قابلت ما يفوق عن 30 رئيس دولة وحكومة وأجرت حوالي مئتي مقابلة مع وزراء خارجية الدول والشخصيات العالمية.
ومن الجدير بالذكر أن الأخضر الإبراهيمي تولى العديد من المنصاب خلال مسيرته المهنية كسياسي ودبلوماسي، فق شغل منصب وزير خارجية الجزائر في الفترة من 1991 إلى 1993، ومنصب المقرر في مؤتمر الأمم المتحدة لعام 1992 المعني بالبيئة والتنمية بين عامي 1984 و1991، كما شغل منصب وكيل الأمين العام لجامعة الدول العربية. ولمع اسمه عام 1989عندما تولى مهمة المبعوث الخاص للجنة الثلاثية لجامعة الدول العربية من1989 إلى 1991، إبان توقيع إتفاق الطائف في لبنان. كما شغل الإبراهيمي منصب المستشار الدبلوماسي لرئيس الجزائر في الفترة من 1982-إلى 1984، وسفير الجزائر إلى المملكة المتحدة ومصر والسودان، وكذلك الممثل الدائم لدى جامعة الدول العربية في القاهرة بين الأعوام 1963 و1970.