أكد سعادة جمال بن حويرب، العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، أن إطلاق مؤشر المعرفة العربي يمثل تتويجاً لجهود المؤسسة التي تم تأسيسها في عام 2007 لتساهم في دعم مسيرة المعرفة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي من خلال الشراكة مع العديد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية والمنظمات العالمية ومن أبرزها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وجاء ذلك خلال كلمة سعادته التي ألقاها خلال أولى جلسات اليوم الثاني من قمة المعرفة 2015 والذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله". وتنعقد فعاليات القمة خلال الفترة 7-9 ديسمبر 2015 تحت شعار "الطريق نحو الابتكار" وذلك في فندق جراند حياة في دبي.
كما شارك في الجلسة أيضاً كل من الدكتورة نجوى غريس، الأستاذة في المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر في تونس؛ والدكتور طارق شوقي، رئيس المجالس التخصصية للرئاسة المصرية وعميد كلية العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة و ورئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي؛ والدكتور إيريك فواش، مدير جامعة السوربون أبوظبي؛ وأدار الجلسة الدكتور ماجد عثمان، رئيس المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة».
وشهدت الجلسة التي حملت عنوان "مؤشر المعرفة العربي : المنهجية والمكونات" مقدمة تعريفية حول المؤشر المعرفة العربي، ومناقشة الغرض الرئيسي من مؤشر المعرفة العربي بمختلف جوانبه فضلاً عن دور المؤشرات العالمية في رصد الواقع المعرفي العربي. كما جرى تسليط الضوء على منهجية ومكونات مؤشر المعرفة العربي واستعراض المراحل المستقبلية للمؤشر من أجل تعزيز أهميته.
وأشار سعادة جمال بن حويرب خلال حديثه إلى أن مؤشر المعرفة العربي يعتبر من أهم المرجعيات لصناع القرار والسياسات نظراً لتركيزع على المنطقة العربية بأكملها ومراعاته لخصوصياتها وتنوعها الثقافي والسكاني والاقتصادي وذلك وفق معايير صارمة وواضحة انطلاقاً من الحاجة الماسة لتوفير قاعدة بيانات شاملة ومتكاملة ومتجددة وخاصة بعد التغييرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة. وأكد أن المؤشر يجسد مهمة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم والرامية إلى رصد وتحليل الواقع بدون مبالغة وصولاً إلى مستقبل أفضل.
وقالت الدكتورة نجوى غريس أن المؤشر ليس هدفاً بحد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق غاية سامية تتمثل في نقل المعرفة ونشرها، وتتجلى أهميته باعتباره أداة فعالة تشابه أهمية الأدوات والأجهزة الطبية في التشخيص والتحليل من أجل الوصول إلى علاج ناجح. ومن خلال المنهجية التي تم إتباعها في إعداد مؤشر المعرفة العربي تبين أن المؤشرات السابقة نجحت إلى حد ما في توصيف الوضع الراهن إلا أنها عجزت في حالتين وهما اكتشاف الإبداعات المحلية التنموية التي تحمل قيمة مميزة يجب الاهتمام بها بشكل أكثر، بالإضافة إلى اهتمامها بالجوانب الكمية والطابع الاقتصادي بشكل واضح، في الوقت الذي يجب الاهتمام فيه أكثر بالمجتمع والأفراد وتعزيز مستويات الحياة والرفاهية.
ونوهت إلى عملية إعداد مؤشر المعرفة العربي اشتملت على أربعة مراحل بدأت بمرحلة الوصف لجرد المؤشرات الحالية في الدول العربية، ومن ثم مرحلة التحليل والقراءة النقدية لتلافي الأخطاء، وذلك قبل مرحلة البناء لوضع الأسس والركائز الرئيسية لمؤشر المعرفة وفق 6 قطاعات مختلفة، وتكتمل العملية من خلال مرحلة التجريب والبحث عن البيانات في الدول العربية والتدقق منها. وأشارت إلى تركيز مؤشر المعرفة العربي على المبدأ العلمي والإححصاءات الدقيقة والمنهج التشاركي بين فرق العمل والباحثين والتقنيين.
وقال الدكتور طارق شوقي أن المؤشر يحمل أهمية كبيرة في الدول العربية ويمكن تعزيز دوره من خلال توفير المزيد من التفاصيل لاستخراج عدد أكبر من النتائج والدروس المستفادة من البحوث،و اعتماد منهج المقارنة بين المؤشرات ومقارنة مهارات القرن الـ 21 بالإضافة إلى تصنيف الدول كدول مصدرة أو مستهلكة للمعرفة، مؤكداً أن البحث العلمي أمر أساسي للغاية في ظل التحديات الحالية القادمة وليس ترفاً على الإطلاق.
ومن جانبه أشاد الدكتور إيريك فواش بقيمة مؤشر المعرفة العربي وأهمية إطلاقه سنوياً وخاصة في ظل هذه الظروف المتغيرة ومع تزايد تعداد السكان في الوطن العربي الأمر الذي يسهم في توليد تحديات كبيرة تتمثل في صعوبة إيجاد وظائف العمل المناسبة وتحسين ومستوى معيشة الأفراد. ونوه إلى الجهود المبذولة في إعداد المؤشر وداعياً في الوقت نفسه إلى تعزيز التعاون بين مراكز البحث والتطوير بين الدول العربية لتعزيز الفائدة المشتركة فيما بينها.