٢٢ محرم ١٤٤٧هـ - ١٨ يوليو ٢٠٢٥م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين دبي
الرعاية الصحية | الأحد 12 أبريل, 2015 12:21 صباحاً |
مشاركة:

مرض القرنية المخروطيّة


الدكتور إيدموندو بوراسيو، اختصاصي جراحة العيون ورئيس وحدة جراحة القرنية والجراحة الانكسارية في مستشفى برجيل بأبوظبي، يلقي الضوء على أهمية إجراء فحوصات الكشف عن مرض القرنية المخروطية، ويستعرض أساليب العلاج المختلفة المتاحة حالياً.
ما هو مرض القرنية المخروطيّة؟
القرنية المخروطية هي عبارة عن مرض يؤدي إلى حدوث ضعف تدريجي في قرنية العين (الطبقة الخارجية الشفافة من العين) وبروزها بشكل ملحوظ إلى الأمام، ما يتسبب في تشويش الرؤية وتشوهها، وهي إحدى الحالات التي غالباً ما تتطلب في نهاية المطاف إجراء عملية زراعة قرنية في حال لم تتمّ معالجتها في الوقت المناسب.

ما أسباب مرض القرنية المخروطيّة وما هي أعراضه الأساسية؟
ما يزال السبب الدقيق للإصابة بمرض القرنية المخروطية مجهولاً حتى الآن. ومع ذلك، يلعب العامل الوراثي بلا شك دوراً في الإصابة بالمرض، حيث يُلاحظ ظهور المرض وانتقاله ضمن العائلة الواحدة. كما تحدث الإصابة في كثير من الأحيان لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة، والتي تشمل بعض الحالات التحسسية. وفي كثير من الحالات، يرتبط حدوث الإصابة بالمرض بفرك العين المستمر الناتج عن الحساسية المزمنة. وعلى الرغم من ذلك، لم يتمّ حتى الآن تحديد إصابة ما أو مرض محدد من أمراض العين يمكن أن يفسر لنا التغير الذي يطرأ على شكل العين المصابة بمرض القرنية المخروطية. لذلك في حال وجود تاريخ للإصابة بالمرض في العائلة، فإننا ننصح بإجراء الفحوصات اللازمة لعيون الأطفال بدءاً من سنّ العاشرة.
أما بالنسبة لأعراض القرنية المخروطية، فإنها تبدأ عادة بحدوث تشويش وتغييرات متكررة في مستوى الرؤية، والتي لا يمكن تصحيحها باستخدام النظارات الطبية. وعلى الرغم من أنّ الأعراض تبدأ عادةً بالظهور في أواخر سنوات المراهقة أو في أوائل العشرينات، إلاّ أنها يمكن أن تظهر أيضاً في أيّ وقت. وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
• حساسية زائدة تجاه الضوء
• صعوبة قيادة السيارات والمركبات ليلاً
• رؤية هالة حول الأضواء (خاصة ليلاً)
• رؤية الظلال في مجال الرؤية
• الصداع وشعور عام بالألم في العين
• تهيّج العين، والإفراط في فركها وحكّها
ما هي معدلات انتشار مرض القرنية المخروطية؟
تختلف معدلات انتشار المرض عالمياً بشكل كبير بين منطقة وأخرى (ابتداءً من 0.3 حالة بين كل 100 ألف نسمة في روسيا، ووصولاً إلى 2300 حالة بين كل 100 ألف نسمة في المناطق الوسطى من الهند). وينتشر المرض بمعدل أكبر في منطقة الشرق الأوسط (20 حالة بين كل 100 ألف نسمة) مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية (1.3-3 حالة بين كل 100 ألف نسمة). وتلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في الإصابة بمرض القرنية المخروطية، ولذلك يلاحظ ظهوره بنسب أكبر ضمن العائلات التي تنحدر من الأصول ذاتها.

ما هي الإجراءات والتدابير التي يمكننا اتخاذها لوقف تطور المرض وتحسين مستويات الرؤية؟
لحسن الحظ هناك بعض الخيارات المتاحة حالياً والتي لا تتطلب تدخلاً جراحياً كبيراً، حيث تمكننا من وقف تطوّر المرض في مراحله المختلفة، وتجنّبنا اللجوء إلى خيار زرع القرنية في حالات كثيرة.

المراحل المبكرة:
يمثّل تصليب القرنية (Collagen Cross Linking) خط العلاج الأول لحالات القرنية المخروطية في مراحلها المبكرة، حيث يعتبر الخيار الأمثل بالنسبة للمرضى الذين ما يزالون يتمتعون بقدرة جيدة على الرؤية. ويتضمن هذا الإجراء وضع مادة "الريبوفلافين" (فيتامين B2) داخل العين لفترة وجيزة، ثمّ تعريض القرنية لنوع خاص من الأشعة الزرقاء لعدة دقائق. ويتسبب ذلك في حدوث تفاعل كيميائي يجعل القرنية أكثر قوة وصلابة، ويمنعها من التحدب أو البروز مجدداً، ما يسهم في وقف تطور الحالة أو على الأقل إبطائها.

المراحل المتوسطة:
تتميز هذه المرحلة بظهور أعراض المرض بشكل أكبر وتطوره إلى درجة تؤثر على قدرة المريض على الرؤية بشكل واضح. ويمكننا اللجوء في هذه الحالات إلى القيام بعملية تصليب القرنية كخطوة أولى لمنع حدوث أي تطور إضافي في مسار المرض، أو يمكننا القيام بإجراء بديل عبر عملية زرع الحلقات داخل القرنية. ويتضمن هذا الإجراء زراعة حلقات صلبة ضمن القرنية عقب إنشاء أنفاق خاصة داخلها، وذلك باستخدام جهاز "ليزر الفيمتو ثانية".
وتتضمن الخطوة الثانية القيام ببعض الإجراءات الإضافية لتحسين مستويات الرؤية. وفي حال لم يكن اللجوء إلى خياري استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة متاحاً من أجل تصحيح البصر، نقوم بزراعة نوع خاص من العدسات اللاصقة غير المرئية داخل العين من خلال عملية جراحية تسمى "phakic lens surgery" (ICL or Toric ICL) والتي تسهم بنجاح في استعادة معظم المرضى لقدرتهم على الرؤية.
المراحل المتقدمة:
تتراجع مستويات الرؤية إلى درجة كبيرة جداً في الحالات المتقدمة من القرنية المخروطية. وبات بمقدورنا الآن القيام بإجراء زرع القرنية الجزئي (DALK)، وذلك عوضاً عن القيام بإجراء زرع القرنية التقليدي (PK) الذي يتمّ فيه استبدال جميع طبقات القرنية. وعقب نجاح عملية زرع القرنية، يمكن للمريض إما ارتداء النظارات، أو وضع العدسات اللاصقة أو الخضوع لعملية جراحية أخرى لتصحيح البصر. ويمكن أن يشمل ذلك تصحيح اللابؤرية القرنية (الإستجماتزم) باستخدام جهاز ليزر الفيمتو ثانية، أو القيام بزراعة نوع خاص من العدسات اللاصقة غير المرئية داخل العين من خلال عملية جراحية تسمى "Toric ICL" لتصحيح الأخطاء الانكسارية المتبقية.

هل يمكننا اتخاذ أي إجراءات أو تدابير احترازية لتجنب الإصابة بالمرض؟
يمكننا القيام بإجراء وقائي عن طريق الفحص الدوري للكشف عن المرض في مراحله المبكرة وبالتالي يمكننا وقف تطوره، والحدّ من تأثيره على القدرة على الرؤية بشكل كبير.
وقد يكون من الصعب الكشف المبكر عن القرنية المخروطية نظراً لأن المرض غالباً ما يتطور ببطء شديد خلال مرحلة الطفولة، دون أن يكون مصحوباً بظهور أعراض واضحة. لذلك فإن الطريقة الوحيدة للكشف عنه تكون عبر إجراء "مسح طبوغرافي للقرنية" عبر جهاز تخطيط القرنية عالي الدقة. ولذلك فإننا ننصح بزيارة أخصائي القرنية لإجراء فحوصات الكشف عن القرنية المخروطية في الحالات التالية:
• إصابة أحد أفراد العائلة كالوالدين أو الإخوة أو الأخوات أو أبناء العمومة بمرض القرنية المخروطية
• التزايد التدريجي في اللابؤرية (الإستجماتزم) وتراجع القدرة على الرؤية
• عدم القدرة على الرؤية بوضوح على الرغم من ارتداء النظارات الطبية المناسبة
• عدم القدرة على الرؤية بوضوح إلاّ في حال وضع العدسات اللاصقة الصلبة


-انتهى -
إلى المحررين
لمحة موجزة عن مستشفى برجيل:
يمثل مستشفى برجيل تلك المؤسسة الطبية الخاصة والرئيسية في أبوظبي التي توفر الرعاية الصحية المتخصصة والمتفوقة على أعلى المعايير العالمية وضمن أرقى الأجواء الحميمية لكافة رواد المستشفى من سكان إمارة أبوظبي.
شرَع المستشفى أبوابه لاستقبال المرضى في شهر أبريل 2012 كمستشفى للرعاية الصحية الثالثية تحت رعاية دائرة الصحة بأبوظبي. وسيقوم مستشفى برجيل بالانضمام إلى بعض من أفضل المؤسسات الصحية عالمياً لتدعيم مراكز امتيازاته. كما سيعلن عن انضمامه إلى المؤسسات العالمية الرائدة في علاج أمراض القلب والسكري والطب الجيني.
وقد حصل مستشفى برجيل على شهادة اعتماد اللجنة الدولية المشتركة (JCI) لجودة الخدمة الطبية في يونيو 2013 - وذلك بعد 15 شهرا من بدء عملياته. وبفضل مراكزه الطبية المتميزة فإن المستشفى يتعاون حالياً مع بعض من أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم وبات اليوم مركزا طبياً معروفاً يستقبل العديد من الحالات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، جراحة العظام، طب العيون، طب الأطفال، أمراض النساء والتوليد، الأمراض التناسلية والعديد من التخصصات التي تحتاج إلى تقنيات وجراحات المناظير المعقدة.
يمتاز المستشفى باحتضانه صيدلية داخلية كاملة التجهيزات، يقوم عليها فريق من الصيادلة الخبراء للوفاء بكافة احتياجات المرضى على مدار اليوم. كما يضم في أرجائه مركز لياقة يشمل مركزاً رياضياً وسبا برؤية طبية خبيرة، إلى جانب احتوائه على مقهى ومطعم يقدمان أفضل وأكثر المأكولات الصحية حول العالم. ومع احتضانه لجميع الاختصاصات والخبرات وأكثر التقنيات تقدماً، يقدم برجيل أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية، فضلاً عن الجوانب الوقائية للعناية الصحية.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين دبي
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة