تشهد مدينة دبي الشهر القادم اجتماع عدد كبير من خبراء الإنشاءات والمسؤولين الحكوميين بهدف مناقشة التهديدات التي تشكلها الحرائق في المنطقة، وهي المشكلة التي حظيت بالكثير من الاهتمام مؤخرا نظرا للحرائق التي اشتعلت في عدد من المباني والأبراج.
وأظهرت آخر الإحصاءات التي نشرتها ’غارديان ويلث مانيجمينت‘ هذا الشهر، الشركة العالمية المختصة في تخطيط التمويل، أن أكثر من 80% من المغتربين المقيمين في دبي غير محميين ضد حرائق العقارات.
ويبدوا جليا من دليل أمن الحرائق، الذي أصدرته بلدية دبي قبيل انطلاق معرض ’نوافذ وأبواب وواجهات المباني‘ في مركز دبي التجاري العالمي بين 18-20 سبتمبر، أن صناعة الانشاءات ستشهد تغييرات وتحديثات جذرية.
ويتصدر الدليل الجديد الذي أصدرته البلدية وكود الإمارات للوقاية والسلامة من الحرائق الجديد، اللذان يسطران الحاجة لمواد جديدة وآمنة لواجهات المباني تضمن الوقاية من الحرائق وتعيق انتشارها، أجندة المستشارين الدوليين والمسؤولين الحكوميين وكبار المهندسين والإنشائيين الحاضرين في قمة الشرق الأوسط لواجهات المباني، المؤتمر الذي يقام على هامش فعاليات اليوم الأول للمعرض.
ويرى آندي دين، رئيس واجهات المباني لمنطقة الشرق الأوسط في شركة ’دبليو أس بي بيرسون برينكيرهوف‘، شركة الهندسة والتصميم العالمية، أن المباني وناطحات السحاب في الإمارات تواجه عددا من التحديات، من بينها خطط الإخلاء المعقدة، سهولة وإمكانية وصول دوائر مكافحة الحرائق، التخلص من الدخان والسيطرة على الحريق.
وأوضح قبيل مشاركته في القمة قائلا: "كود الوقاية والسلامة من الحرائق الجديد يضم جميع التحديثات المنشودة وأكثر، كما يضم قسما خاصا بمواد واجهات المباني (الفصل الرابع). منذ تقديمه لأول مرة عام 2012، تمكن العاملون في السوق من تعليم الكثير حول الوقاية من الحرائق، وعلى الأقل بات التنويه بضرورة الحاجة لتدريبات لمكافحة الحرائق أمرا بديهيا، وهو ما اعتبره الخطوة الأولى في أي عملية تعليمية".
وستركز جلسة حوارية بعنوان ’الوقاية من الحرائق – ترجمة القوانين إلى ممارسات‘، والتي يشارك فيها دين إلى جانب ديفيد أو ريلي من ’بريطانيا إنترناشونال‘ ويديرها كريستوفر سيمور من ’موت ماكدونالد‘، على الممارسات الفعالية التي من شأنها ضمان أعلى مستويات السلامة والأمان في المشاريع الانشائية الجديدة بالإضافة إلى تحديث وتطوير المباني القائمة بما يتوافق مع الكود الجديد.
وأضاف دين: "تحدي التصميم الذي نتحدث عنه ليس بابتكار شيء جديد في الوقاية، لكنه يكمن في استخدام طرق أقوى وأكثر فعالية في تقييم المباني الجديدة والمبتكرة، مواد وتقنيات الإنشاء. مع ذلك، فإن أدوات مثل نموذج معلومات المباني ونموذج الحدود يمكننا من تحديد مشاكل البناء قبل البدء بعمليات الإنشاء، والأهم من ذلك، توفير الفرص لاستخدام أحدث التقنيات والمواد وفي الوقت نفسه لضمان تلبية معايير الوقاية".
وفي العام 2012، تم تقدير أن ما نسبته 70% من المباني العالية قد استخدمت لوحات قابلة للاشتعال فيها، لكن دين يرى أن استخدام مثل هذه المواد قد انخفض بشكل كبير منذ ذلك التاريخ؛ والفضل يعود لإقرار كود الإمارات الجديد".
وقال: "الكثير من التغييرات حدثت والمواد المستخدمة في المباني الجديدة باتت مختلفة بشكل كبير اثر تطبيق القانون، وقد بدأ المطورون أيضا بإعادة النظر في مبانيهم القائمة تماما كما التصاميم الجديدة وهذا ما يعتبر خطوة مهمة وأساسية في صناعة الانشاءات".
وستستضيف القمة ثلاث جلسات منفصلة مخصصة للحراق والوقاية في تصميم المباني، بما فيها جلسة نقاشية تركز على تطبيق أحدث ممارسات كود الإمارات الجديد للوقاية والسلامة من الحرائق والوسائل التي يمكن تطبيقه من خلالها.
وقد صرح محمد كازي، مدير معرض نوافذ وأبواب وواجهات المباني، قائلا: "مع انتشار ظاهرة احتراق المباني والأبراج في منطقة الخليج في الآونة الأخيرة، باتت الوقاية والسلامة من الحرائق أمرا هاما وأساسيا أكثر من أي وقت مضى والقمة ستتطرق للحديث عنه. سيحظى الحاضرون للقمة بفرص ثمينة لاستسقاء معلومات هامة وأساسية من خبراء الصناعة والمتحدثين من الهيئات الحكومية ومعرفة الحدود اللازمة توفرها لوقاية المباني وكيف سيتم ترجمة السياسات الأخيرة إلى ممارسات".
وستشهد القمة التي تقام على مدار يوم كامل عقد جلسة أخرى للحديث عن الأخطاء الشائعة في التصميم والعمليات المتبعة لتعزيز الجودة، السلامة والمبنى ككل، على أن تختتم أعمالها بعرض تقديمي لمشروع في بيروت من تصميم فخر المعماريين ’زها حديد‘، والذي يضم واجهات خارجية حديثة، وفي الوقت نفسه يتضمن أعلى مستويات الوقاية من الحرائق في المواد المختارة في البناء.
وستشكل فعالية نوافذ وأبواب وواجهات المباني مركزا لتجمع المصممين المعماريين والمصممين الداخليين والمطورين ومستشاري الواجهات والمواد من مختلف أنحاء المنطقة، والقادمين لانتقاء المنتجات المحلية والعالمية الأفضل، ولتعزيز شبكات معارفهم مع نظرائهم في الصناعة والتعلم من كبار الخبراء والمتحدثين. يقام المعرض بين 18-20 سبتمبر 2016 في مركز دبي التجاري العالمي، للحصول على قائمة العارضين