أعلن الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين إعادة انتخاب الدكتور عبدالسلام المدني، من دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيساً للاتحاد وذلك خلال الاجتماع السنوي الذي عُقد في مقر الإتحاد في لندن بالمملكة المتحدة، وقد جاء القرار باجماع أعضاء مجلس الأمناء والمحافظين للإتحاد بإعادة اختيار الدكتور عبد السلام المدني، وذلك بناءً على الإنجازات التي حققها الاتحاد في ظل رئاسته وتقديراً لجهوده المبذولة خلال عام واحد من توليه للمنصب، والتي تضاف إلى سجل جهوده المبذولة على مر العشرين عاماً الماضية في مكافحة التدخين.
يذكر أن الدكتور عبد السلام قد قام بإعادة هيكلة الاتحاد، وطرح أفكار جديدة من شأنها توسيع نطاق النشاطات في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة التي يرمي إليها الاتحاد في المجتمع والأجيال القادمة، وذلك من خلال اعتماد خطط استراتيجية مدروسة لمكافحة التدخين حول العالم.
هذا وقد حققت برامج الاتحاد نجاحات في العديد من مدن العالم وأبرزها ولايتي اريزونا ونيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا وسويسرا. كما تم الاعداد لخطة من شأنها ضم الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى الاتحاد، إضافة إلى دول عربية وآسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان والفلبين والهند والبرازيل، وذلك خلال العام القادم.
كما وافق القائمون على الاتحاد على اعتماد اقتراح الدكتور عبد السلام المدني باعتبار إمارة دبي نقطة انطلاق لحملات توعوية نظراً لمكانتها والإنجازات الكبيرة التي حققتها في مجال مكافحة التدخين، لا سيما تلك التي وضعت حظراً على التدخين في المراكز التجارية والأسواق والمرافق العامة المغلقة والفنادق. وتأتي هذه التوصية بناءاً على متابعة الاتحاد للمؤسسات العامة والخاصة في العالم، حيث أشادوا بنشاط إمارة دبي في هذا السياق.
بدوره وجه الدكتورعبد السلام المدني رئيس الاتحاد دعوة إلى دول الأعضاء للعمل على تكثيف الجهود لتثقيف الأفراد وصناع القرار بمخاطر هذه الآفة على الإنسان والمجتمع والعالم، وذلك من خلال حملات توعوية للاسرة، وادخال مفاهيم فعالة في المناهج الدراسية لكافة المراحل التعليمية، وصياغة قوانين تحد من هذه الظاهرة التي كلفت العالم حياة الكثيرين.
وجاء في حديثه "إنني كإماراتي وعربي، فخور بهذا الإنجاز، وأؤكد أنه لدينا الكثير من الجهود لتوعية المجتمع العالمي بشكل عام والمجتمع العربي والآسيوي بشكل خاص، وسنعمل جاهدين على نشر التوعية، فحسب التقارير التي نتابعها هناك الكثير من شبابنا يموتون يومياً بسبب هذه الآفة التي ليست فقط تكلف حياة الفرد، بل أيضاً تكلف الأفراد والدولة مليارات دولارات التي يتم إنفاقها ليس فقط على التدخين، وإنما على تكاليف العلاج من الأمراض التي يتسبب بها، ومع الأسف لا ينجو الجميع منها، خصوصاً هؤلاء الذين بلغوا مرحلة متأخرة من الزمن كمدخنين".
هذا وقد ناقش الأعضاء في الاجتماع العديد من المواضيع والقضايا، وتم خلاله الموافقة على اختيار بعض المؤسسات ليتم تكريمها على جهودها المبذولة في هذا المجال، وذلك بمنحها جائزة الاتحاد التقديرية.
وقال الدكتور عبد السلام المدني في كلمته التي القاها خلال الاجتماع: "يهدف الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين إلى توعية المجتمع من مخاطر هذه الآفة التي تتسبب بوفاة عدد كبير من الأفراد سنوياً، حيث تؤكد الأبحاث العلمية بأن غالبية الأمراض التي تؤدي الى الوفاة يكون سببها التدخين. واسمحوا لي هنا بأن استعرض عليكم بعض الإحصائيات الرسمية التي تنشرها المنظمات التي تعنى بالصحة بشكل دوري وسنوي وتقوم بنشرها منظمة الصحة العالمية والتي تشير الى أن هناك 6 ملايين شخص سنوياً يلقون حتفهم بسبب التدخين، منهم أكثر من 600 ألف شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر. ومن المتوقع أن تصل النسب الى 8 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2030، اذا لم نتحد سوياً للقضاء على تلك الآفه ."
وأضاف أيضاً في كلمته: "إن الأضرار الجسيمة للتدخين لا تقتصر فقط على صحة المدخنين بل انها قد تلحق بالمرافق العامة اثر الحرائق التي تسببها أعقاب السجائر ناهيك عن التلوث البيئي. ولا ننسى أيضاً العبىء المادي الكبير الذي يتكبده الفرد نفسه والقطاع الصحي من خلال توفير العلاج وصرف الأدوية. "
وشدد الدكتور عبد السلام على أنه لا يمكن الحد من هذه الآفه فقط من خلال فرض القوانين الصارمة، بل يجب التركيز أيضاً على نشر التوعية والتثقيف في المجتمع من خلال الأسرة والمدارس والجامعات وادراج هذا الموضوع في المناهج الدراسية لنؤسس جيلاً متعلماً ومثقفاً يعي أضرار هذه العادة السلبية. وتطبيقاً لهذا النهج، وضع الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين جائزة سنوية وأطلق عليها اسم "جائزة توم هيرست العالمية" ويتم منحها للمؤسسات الصحية والمؤسسات الأهلية والبلديات والحكومات والأسواق والمطارات والجامعات والمدارس اضافةً الى الأشخاص الذين يجتهدون ويساهمون للقضاء على هذه الآفة وأنا بدوري أدعوكم جميعاً للتسجيل بهذه الجائزة والمساهمه باحداث الفرق.
واستكمل الدكتور عبد السلام المدني أيضاً: "نحن في الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين لدينا هدف واحد وهو تعزيز مبدىء التعاون المشترك وتعزيز تبادل المعلومات بين العاملين في القطاع الصحي من مختلف الدول. وتربطنا علاقات وطيدة مع منظمات عالمية أبرزها الاتحاد الدولي للمستشفيات ومنظمة الصحة العالمية. الهدف من هذا الاتحاد هو حماية النفس البشرية من الأمراض والموت المبكر وحماية جيل المستقبل ليس من أجل صحتهم فقط بل أيضاً لحمايتهم من الأضرار الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ، حفظنا الله واياكم وأبعدها عنا وعن أبنائنا وأحفادنا وكل من نحب."