أكد مشاركون وخبراء في ختام مؤتمر فحص البضائع والأفراد على أهمية تعزيز العلاقات والربط الإلكتروني بين الأنظمة الجمركية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بوصفها منطقة جمركية واحدة، مشيرين إلى أن دول التعاون حققت إنجازا مهماً في إطار العمل المشترك بتطبيقها الاتحاد الجمركي.
وأوصى المشاركون في المؤتمر الذي استمرت جلساته على مدار يومي 20و21 فبراير الجاري في دبي ونظمه المركز الدولي للجودة والإنتاجية ( IQPC)، بالشراكة الاستراتيجية مع جمارك دبي، الجهات الجمركية حول العالم بالاستفادة من نظام محرك المخاطر الذكي و الفريد الذي تم تطويره داخلياً وتطبيقه في جمارك دبي، ويهدف إلى تسهيل التجارة المشروعة، وتحديد المخاطر واعتراض الشحنات المشتبه بها إلكترونياً، مؤكدين أن جمارك دبي تعد نموذجاُ يحتذي في العمل الجمركي على الصعيد الدولي، من خلال ما تطبقه من إجراءات وأنظمة عمل، وما تتميز به من رؤية واضحة تلبي معايير العمل الجمركي عالمياً.
شارك في المؤتمر نخبة واسعة من المسؤولين والخبراء في مجال تطوير التقنيات الحديثة لفحص وتفتيش البضائع والافراد من أجل حماية المجتمعات من الجرائم العابرة للحدود، ودعوا إلى ضرورة اعتماد الأجهزة المتطورة في الفحص والتفتيش بالإضافة إلى تطوير تقنيات التصوير الثلاثي الأبعاد لأجهزة الفحص بالأشعة السينية، لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتزايدة التي يشهدها العالم اليوم والتي تدفع إلى أهمية تطوير التقنيات المستخدمة للمعاينة والتفتيش وتشخيص المخاطر في المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية حول العالم، وذلك في ظل التنامي في أعداد المسافرين وكميات البضائع التي تنتقل عبر الحدود على مدار الساعة، والتي تفرض تحدياً أساسياً تواجهه الإدارات الجمركية في كافة الدول، يتمثل في حماية المجتمعات من المخاطر الأمنية والصحية والاقتصادية دون الإخلال بمتطلبات تيسير حركة التجارة وتسهيل انتقال المسافرين عبر الحدود.
تبادل الخبرات
أكدت أسماء فخري، خبير مكافحة المخدرات ومنع الجريمة، والمدير الإقليمي لبرنامج مراقبة الحاويات الخاص بمكتب الأمم المتحدة أن تبادل الخبرات والتعاون الوثيق في مجال مراقبة وتفتيش الحاويات من شأنه أن يحقق مكسبًا لجميع الأطراف من عدة جوانب أبرزها توطيد الجانب الأمني وتوفير الوقت والجهد والتكلفة وتيسير التجارة العالمية.
وأضافت أن البرنامج العالمي لمراقبة الحاويات هو برنامج مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة الجمارك العالمية، هدفه الأساسي توفير مزيد من التدريب على تحليل المخاطر، وتبني أحدث التقنيات في المجال للوصول إلى مرحلة تحليل تقرير "المانيفست " قبل وصول الشحنة إلى الدولة، مشيدة بدور دبي الحيوي في هذا المجال وأهميتها التجارية وبدور جمارك دبي المتميز في تيسير التجارة العالمية وتعزيز الأمن.
وقالت إن البرنامج يحرص على مساعدة حكومات الدول المشاركة على إرساء تدابير فعالة لمراقبة الحاويات والمحافظة عليها وعلى ان تساهم هذه التدابير في مكافحة الإتجار وتهريب المخدرات وغيرها من الأنشطة غي المشروعة، إضافة إلى تسهيل التجارة المشروعة وحماية إيرادات الحدود، مشيرة إلى أن البرنامج يقوم على تطوير قدرات الدول المشاركة فيه على مراقبة استهداف وتفتيش الحاويات المستخدمة لنقل السلع غير المشروعة.
البيئة الداخلية والإنتاجية
وقدم فلاح السماك مدير إدارة عمليات المسافرين "المبنى2 " بجمارك دبي ورقة عمل بعنوان" ربط البيئة الداخلية بالإنتاجية والكفاءة" خلال فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر، شرح خلالها كيف نجحت جمارك دبي في توظيف التقنيات الحديثة والمتطورة بشكل يتناسب مع عمليات التفتيش في المنافذ الجمركية المختلفة و إسعاد المفتشين بأداء واجبهم في بيئة عمل مثالية، من خلال إنشاء غرفة عمليات ذات مواصفات عالمية من حيث توفير الأجهزة والشاشات التي تسهم في تحليل وتحديد الحقائب المشتبه بها بسهولة ،وربط جميع الأجهزة والكاميرات بغرفة التحكم والسيطرة وذلك لإنجاز عمليات التفتيش بدقة وسهولة ويسر ما انعكس على سعادة المسافرين والتجار.
كما تطرق السماك إلى نظام التفتيش الجمركي الذكي لفحص الحقائب في مطارات دبي والذي تم ابتكاره في جمارك دبي بهدف توفير وسيلة تمكن المفتش الجمركي من تأدية مهامه بصورة مبتكرة وسريعة دون تأخير أو تعقيد لإجراءات المسافرين، وتضمن سلاسة وسلامة كافة الإجراءات، حيث تتوفر كافة المعلومات المطلوبة عن الحقيبة أو المسافر بشكل آلي وفي حينه أمام الموظف الجمركي، ولا تستغرق عملية تفتيش الحقائب المشتبه بها بواسطة النظام أكثر من ثلاث دقائق.
وحصل النظام على عدة جوائز محلية وعالميه، وجائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز في دورة 2015 – 2016 – فئة الفكرة المبدعة، والجائزة الكبرى للأفكار البريطانية لسنة 2015، وجائزة أفضل ابتكار في مطارات دبي لسنة 2015، تقديراً لفكرة النظام المبتكرة، وأهميتها في رفع رضا المسافرين وتسهيل إجراءات التفتيش في المطارات.
محرك المخاطر
واستعرض داود الزرعوني مدير قسم تحليل المعلومات في إدارة الاستخبارات الجمركية، وهو نظام ذكي يتم تغذيته من قنوات متعددة بمعلومات عن البيانات الجمركية للبضائع والأشخاص، لتتولى إدارة الاستخبارات الجمركية في جمارك دبي تحليل هذه المعلومات بهدف تحديد المخاطر واعتراض الشحنات المشتبه بها، وتسريع إنهاء إجراءات تخليص المعاملات الصحيحة التي لا تحتوي على مخاطر، بما يسهم في تقديم خدمات متميزة لعملاء، توفر عليهم الوقت والجهد، ويعزز من تسهيل التجارة وحماية المجتمع من مخاطر التهريب، وذلك في إطار رؤية الدائرة بأن تصبح "الإدارة الجمركية الرائدة في العالم الداعمة للتجارة المشروعة"، ورسالتها المتمثلة في حماية المجتمع وتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال الالتزام والتسهيل والابتكار، وتعزيز تنافسية دبي خاصة ودولة الإمارات العربية المتحدة عامة على خارطة التجارة العالمية، وجذب الاستثمارات.
جلسة عصف ذهني
وضمن فعاليات المؤتمر، عقدت إدارة الاستراتيجية والتميز المؤسسي في جمارك دبي جلسة عصف ذهني حول استشراف مستقبل أنظمة تفتيش المسافرين والحاويات بمشاركة المسؤولين والخبراء المشاركين في المؤتمر، وتناولت الجلسة طرح عدد من الأسئلة لاستثارة أفكار الحضور حول مستقبل التفتيش وشهدت الجلسة طرح عدد من الأفكار الريادية اختتمتها بإدارة الاستراتيجية والتميز المؤسسي في جمارك دبي بجملة من الأفكار المستقبلية المحتملة والخاصة بجمارك دبي ومنها استخدام الذكاء الاصطناعي في صنع القرار، والتفتيش الإلكتروني، وبرامج تحليل الصور وتمييز الوجوه، والإنسان الآلي، والتفتيش في بلد المنشأ، ونظام الهايبرلوب (نظام النقل عالي السرعة)، والمدرج الذكي، والحاويات الشفافة، وممرات أشعة إكس، والتفتيش بالأقمار الاصطناعية.