مؤتمر أديبك التقني 2025 يسجّل رقمًا قياسيًا في عدد المشاركات مدفوعًا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية في قطاع الطاقة

سجّل مؤتمر أديبك التقني 2025 رقمًا قياسيًا في عدد المشاركات، حيث استقبل ما مجموعه 7,086 ملخصًا علميًا ضمن كلا المؤتمرين، قدمها نخبة من أبرز خبراء الطاقة من مختلف أنحاء العالم. ويُبرز هذا الإنجاز التلاقي المتسارع بين قطاع الطاقة والذكاء الاصطناعي، إذ ركّز نحو خُمس المشاركات على الابتكارات الرقمية والتطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، بهدف دفع التحول على مستوى الأنظمة وتعزيز القيمة المستدامة في القطاع.

ينقسم المؤتمر إلى برنامجين رئيسيين، الأول هو مؤتمر أديبك التقني الذي تنظّمه جمعية مهندسي البترول، والثاني مؤتمر تقنيات التكرير والمعالجة الذي تنظمه دي إم جي إيفنتس. ويُعدّ مؤتمر أديبك التقني ركيزة أساسية في فعاليات معرض ومؤتمر أديبك، الحدث الأكبر عالميًا في قطاع الطاقة، والذي يُعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي بين 3 و6 نوفمبر 2025. ويستضيف المؤتمر أكثر من 1,100 خبيرًا رائدًا في قطاع الطاقة، يشاركون في 200 جلسة حوارية لمشاركة رؤاهم القيمة حول سُبل تطبيق الحلول العملية لتلبية احتياجات العالم من الطاقة بكفاءة عالية من حيث التكلفة وكمية الانبعاثات الكربونية. وقد وُجّهت الدعوة إلى المجتمع التقني العالمي لتقديم ملخصاتٍ وأوراق بحثية تتناول هذه المحاور.

وقد سجل مؤتمر أديبك التقني الذي تنظمه جمعية مهندسي البترول رقمًا قياسيًّا في عدد المشاركات البحثية 6,286 ورقة، فيما بلغت مشاركات مؤتمر تقنيات التكرير والمعالجة الذي تنظمه أديبك 782 ورقة وهو ما يعكس زيادة بنسبة 5% و19.2 على التوالي مقارنة بمشاركات العام الماضي، وتقدر الزيادة في المشاركات مجموعةً 7% لكلا المؤتمرين معًا مقارنة بمشاركات العام الماضي.

وفي تعليقٍ له على هذا الموضوع، قال هيثم الجنيبي، نائب الرئيس الأول لشؤون الغاز والتنمية في قطاع الاستكشاف والإنتاج في أدنوك ورئيس البرنامج التقني لمعرض ومؤتمر أديبك 2025: "مع تسارع وتيرة تطور أنظمة الطاقة العالمية، تزداد الحاجة الملحّة إلى تطوير حلول ذكية تُحدث أثرًا ملموسًا على أرض الواقع. ويتجلى ذلك في العدد القياسي من المشاركات التي تلقاها برنامجا المؤتمر التقني لأديبك هذا العام. ويؤكد هذا التفاعل القوي مكانة أديبك كمنصة عالمية رائدة للتميّز الهندسي، والابتكار متعدد القطاعات، والتطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي عبر مختلف مراحل سلسلة القيمة في قطاع الطاقة. فلنواصل البناء على هذا الزخم لمواجهة التحديات المعقدة، وتسريع التحول الشامل على مستوى الأنظمة، ودفع عجلة التقدم الشامل."

وشهدت نسخة هذا العام تقديم ملخصات وأوراق علمية من أكثر من 1,100 شركة من 93 دولة، متجاوزة بذلك حجم المشاركة في عام 2024، مما يعزز مكانة أديبك كمنصة عالمية شاملة لمنظومة الطاقة بأكملها. وفي دلالة واضحة على الدور التحويلي للذكاء الاصطناعي في مشهد الطاقة العالمي، ارتفع عدد المشاركات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية بنسبة 26%، لتشكّل ما يقارب 20% من إجمالي المشاركات (1,294 طلبًا). وتماشيًا مع تركيز المؤتمر التقني على تحويل الابتكار إلى أثرٍ ملموس، برزت ثلاثة محاور إضافية ضمن أهم المواضيع المطروحة، وهي التميّز التشغيلي (16%)، وخدمات حفر وتجهيز الآبار (14%)، والحياد الكربوني والاستدامة (12%).

وأظهرت دراسة متعمقة للمشاركات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية تركيزًا واضحًا على التطبيق العملي، حيث تمحور حوالي 60% من الملخصات حول تنفيذ حلول واقعية،  ما يؤكد انتقال القطاع من مرحلة الحوار إلى مرحلة التنفيذ.
وتصدّرت خمسة مواضيع فرعية قائمة المشاركات في هذا المجال، وهي: مستقبل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي (13%)، والتحول الرقمي في قطاع التكرير والتصنيع المتقدم (10%)، وإنترنت الأشياء (10%)، والتوائم الرقمية (10%)، وتعزيز الإنتاجية (9%)، ما يعكس المجالات التي يركّز فيها قطاع الطاقة جهوده الابتكارية في الذكاء الاصطناعي.

وعلاوة على ذلك، شهدت المشاركات من قارة أفريقيا ارتفاعًا كبيرًا، حيث سجلت زيادة تقارب 300% مقارنةً بعام 2024. كما واصلت منطقتا الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ تصدّرهما من حيث عدد الأوراق البحثية والملخصات المقدمة، حيث بلغت 48% و25% من إجمالي المشاركات على التوالي. 

ومن جهته، قال كريستوفر هدسون، رئيس شركة دي إم جي إيفنتس، الجهة المنظمة لمعرض ومؤتمر أديبك: "يشهد العالم انطلاقة مرحلة بالغة الأهمية، تلعب فيها الطاقة والذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في رسم ملامح المستقبل. ويركز معرض ومؤتمر أديبك على التقنيات الرائدة التي تسهم في تمكين الأنظمة المستدامة، والحد من كثافة الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الازدهار الاقتصادي، مما يرسخ مكانة مؤتمر أديبك التقني كمنصة محورية لتحويل الابتكار إلى تأثير ملموس يدفع عجلة التقدم العالمي. 

وأضاف: "'إن العدد القياسي من المشاركات هذا العام، إلى جانب التركيز المتزايد على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، يؤكد أن أجندة معرض ومؤتمر أديبك لا تواكب توجهات القطاع فحسب، بل تسهم في رسم ملامح التحول عبر سلسلة القيمة الكاملة لقطاع الطاقة."