"فريق أبوظبي للمحيطات" يواجه انطلاقة صعبة مع بداية المرحلة الرابعة من "سباق فولفو للمحيطات"
في ظروف جوية مشمسة ودافئة بلغت سرعة الرياح فيها 15 عقدة، انطلق "فريق أبوظبي للمحيطات"، ممثل إمارة أبوظبي في "سباق فولفو للمحيطات"، يوم الأحد لخوض غمار الجولة الرابعة من السباق التي تمتد لمسافة 5264 ميلاً بحرياً تنتهي بمدينة أوكلاند النيوزلندية، وذلك عند تمام الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي لمدينة سانيا على جزيرة هينان الصينية. ويسعى "فريق أبوظبي للمحيطات" الذي تدعمه "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة"، للمحافظة على سجل نتائجه المتميزة في نهاية هذه المرحلة التي من المتوقع أن تستغرق 3 أسابيع، وذلك بعد تحقيق أحد المراكز الثلاثة الأولى في جميع مراحل هذا السباق الملحمي حول العالم.
ويضع "فريق أبوظبي للمحيطات" نصب عينيه اعتلاء منصة التتويج مجدداً بالرغم من التحدي الإضافي الكبير الذي فرضه غياب مدير الدفة ومشرف التوازن الإماراتي عادل خالد بسبب إصابته بالتهاب في المعدة؛ الأمر الذي اضطر ربان الفريق إيان ووكر لاستبدال خالد في اللحظة الأخيرة بالبحار الاحتياطي البريطاني أليكس هيجبي الذي رافق فريق العمل البرّي حتى تلك اللحظة بمهمة صانع الأشرعة.
وقال إيان ووكر في هذا السياق: "أصابنا غياب عادل خالد بخيبة أمل كبيرة، خصوصاً وأننا سنضطر الآن إلى تغيير التوليفة الناجحة للفريق الذي يعتبر عادل جزءاً مهماً منه. وينتاب خالد حزن كبير الآن لعدم قدرته على مرافقتنا، إلا أنه يدرك تماماً مخاطر أن تسوء حالته أو يتسبب مرضه بعدوى أفراد الطاقم الآخرين في حال انضم إلينا على متن اليخت؛ ولذلك من الأفضل له في هذه المرحلة أن يرتاح لبضعة أسابيع حتى يشفى من مرضه ويعود إلينا في أوكلاند بكامل صحته وعافيته". وأضاف ووكر أن استبدال أحد أعضاء الفريق الأساسيين هو أمر صعب للغاية، وخصوصاً عند القيام بذلك في اللحظات الأخيرة، إلا أنه عبّر عن ثقته الكبيرة بأليكس وجاهزيته لخوض غمار التحدي على أكمل وجه. وأردف ووكر قائلاً: "اشتملت تحضيـرات الفريق على وضع خطط استباقية لمثل هذا النوع من الحوادث الطارئة مثل المرض المفاجئ أو تعرض أحد بحارة الفريق دون سن الثلاثين عاماً للإصابة. وقد أبحر هيجبي معنا كثيراً قبل بــدء السباق، وجميع أعضـاء الفريق معتادون على تواجده معنا. وأنا على ثقة تامة بأنه سيحقق أداءً مميزاً ويساعد الفريق في جميع المهام الموكلة إليه".
وأوضح ووكر أنه يتوقع بداية صعبة للمرحلة الرابعة خلال المسافة الفاصلة بين سانيا ومضيق لوزون بين الفلبين وتايوان بسبب قوة الرياح العكسية والأمواج العالية؛ مما يجعل المهمة أكثر صعوبة على متن القارب. وقال ووكر: "تبحر قوارب ’فولفو أوشن 65‘ بزوايا ميلان حادة جداً، ولاسيما في مواجهة الرياح الأمامية. وتصبح الحياة تحت سطح القارب مزعجة بعض الشيء عندما يكون اليخت في أقصى درجات ميلانه وعندما نواجه أمواجاً عاتية؛ حيث تصبح أبسط الأشياء مثل إعداد وجبة خفيفة مثلجة أو شراب ساخن تحدياً قائماً بحد ذاته، وخصوصاً عندما نحرص على عدم التعرض لأي إصابة أثناء القيام بذلك".
وسيتعين على طاقم "فريق أبوظبي للمحيطات" عبور خط الاستواء مجدداً واحتمال مواجهتهم لعواصف مدارية شديدة في نصف الكرة الجنوبي قبل وصولهم إلى أوكلاند التي تشتهر عالمياً بلقب "مدينة الأشرعة". وبعد الجولة الشاطئية القصيرة التي تنافست خلالها الفرق على مسافة قريبة قبالة قرية السباق في مدينة سانيا، أدى لاعب الجولف الصيني المحترف ليانوي تشانغ قفزة المشاهير التقليدية بأسلوب متميز من مؤخرة اليخت "عزام". وفي معرض تعليقه على هذه القفزة، قال لاعب الجولف الأول في الصين أنه لم يختبر شيئاً في حياته مثل الإبحار على متن اليخت "عزام". وأضاف تشانغ قائلاً: "كان طاقم البحارة مدهشاً. ولم أكن أدرك مدى صعوبة الإبحار على متن هذا النوع من القوارب؛ حيث يتوجب على أعضاء الفريق أن يكونوا بكامل لياقتهم البدنية والانتباه في الوقت نفسه للعديد من الأمور الأخرى التي تحصل معهم. كنت أشعر بالتوتر قليلاً حول القفزة، ولكنني تحليت بالشجاعة الكافية في نهاية المطاف واستطعت القيام بذلك".
وبعد قفزة المشاهير، انطلقت القوارب الستة قبالة ساحل جزيرة هينان على مسافات متقاربة بسرعة تجاوزت 15 عقدة عند غروب الشمس، وذلك قبل الالتفاف حول نقطة العلّام الأخيرة أسفل تمثال "جوان ين" المذهل الذي ينتصب على ارتفاع 108 أمتار. وقال ووكر أن استراتيجية الفريق خلال الأيام الثلاثة الأولى تتمثل في حماية اليخت وأشرعته من أي أضرار في مواجهة الرياح العاتية التي تنتظر الفريق. واختتم ووكر قائلاً: "لا أعتقد أن الفوز في هذه المرحلة ستحسمه المسافة الممتدة حتى مضيق لوزون؛ غير أن الخسارة هي النتيجة الحتمية إذا تعرض القارب أو الأشرعة للضرر. سوف نبذل قصارى جهدنا بلا شك، ولكننا سنركز بالدرجة الأولى على تلافي أي أذى قد يلحق باليخت خلال الأيام العصيبة الأولى التي تنتظرنا".
وتشير التقديرات إلى أن المرحلة الرابعة من "سباق فولفو للمحيطات" ستستغرق قرابة 21 يوماً، حيث من المتوقع أن يعبر الفائز خط النهاية بمدينة أوكلاند في الأول من شهر مارس القادم أو نحـــو ذلك.