"أم أحمد" ستينية إماراتية تصل بحرفها التقليدية إلى دور عرض الأزياء العالمية
الأكاديمية الإيطالية تكرم "جواهر القاسمي" على دورها في دعم وتمكين المرأة الإماراتية العاملة "التلي" تتحول من حرفة تراثية إماراتية إلى منتج عالمي يزيّن أرقى تصاميم الأزياء والإكسسوارات
فلورنسا (إيطاليا)، 18 أبريل 2015
كرمت الأكاديمة الإيطالية (أحد أكبر وأهم المعاهد المتخصصة في عالم التصميم في ايطاليا والعالم) قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الشارقة، على دورها الكبير في تمكين ودعم المرأة الإماراتية العاملة، وجهودها في التعاون ما بين السيدات العاملات في الحرف التقليدية الإماراتية وطلاب الأكاديمية الإيطالية في فلورنسا.
جاء ذلك خلال زيارة وفد من مجلس سيدات أعمال الشارقة والمكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي إلى مقر الأكاديمية الإيطالية في مدينة فلورنسا، يوم أمس الأول، والتي تعتبر من أرقى المعاهد العالمية المتخصصة في تعليم الفنون والتصميم والموضة، وتشمل تخصصاتها قطاعات واسعة، من الأزياء والإكسسوارات إلى التصميم الداخلي والتصوير الفوتوغرافي.
وجرت مراسم التكريم خلال عرض أزياء ضخم أقيم في قاعة (أوبي) بمدينة فلورنسا للطلبة الخريجين من الأكاديمية الإيطالية، وتخلل العرض تصاميم لاثنين من طلاب الأكاديمين الموهوبين، وهما أندريا مازون وفرانشيسكا بلدانزي، استخدمو فيه أكثر من ألف وار من خيوط وتطريزات "التلي" التي صممها أكثر من عشرين سيدة إماراتية يعملن ضمن مشروع "بدوة" التابع لمجلس سيدات أعمال الشارقة.
تسلم التكريم نيابة عن قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سعادة أميرة بن كرم رئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة، والسيدة الإماراتية فاطمة محمود "أم أحمد" 65 عام، من مدينة دبا الحصن، والتي تُشرف على تدريب السيدات الإماراتيات على صناعة حرفة "التلي" الإماراتية، ضمن برنامج "بدوة" الذي أطلقه مجلس سيدات أعمال الشارقة لدعم المرأة وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً، ولاقت التصاميم الإيطالية التي استخدمت فيها "التلي" الإماراتية اعجاباً كبيراً من المصممين والطلبة المشاركين والجمهور، والتي تميزت بألوانه الجميلة، المصممة وفق أحدث خطوط الموضة، مع روح تراثية إماراتية واضحة، زادت من جاذبية التصاميم.
وجرى خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس سيدات أعمال الشارقة والأكاديمية الإيطالية، لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجال تطوير الحرف التقليدية الإماراتية، وخاصة حرفة "التلي"، ودمجها في تصاميم الأزياء العصرية، ومنتجات الموضة الأخرى، وترويجها على مستوى العالم.
وتم توقيع مذكرة التفاهم خلال مؤتمر صحفي في مقر الأكاديمية، حضره ممثلو عدد كبير من وسائل الإعلام الإيطالية والعالمية التي تتخذ من مدينة فلورنسا مقراً لها، حيث وقعتها سعادة أميرة بن كرم، وفنسينو جيوبا، الرئيس المؤسس للأكاديمية الإيطالية، لتتوج سلسلة من الاتصالات السابقة بين المجلس والأكاديمية، للانتقال بحرفة "التلي" وغيرها من الحرف التقليدية في دولة الإمارات إلى مستويات أكثر تقدماً من الشهرة والانتشار على المستوى العالمي.
وأكدت سعادة أميرة بن كرم عقب توقيع المذكرة على حرص سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي على تمكين المرأة ودعمها في شتى مجالات الحياة، ومن خلال برنامج "بدوة" يسعى مجلس سيدات أعمال الشارقة إلى إعادة إحياء الحرف التقليدية الإماراتية وتدريب السيدات على صنعها بطرق احترافية وجودة عالية، والأخذ بيدهم للوصول بهم إلى الأسواق المحلية والعالمية.
وقالت بن كرم خلال المؤتمر الصحافي "سعداء بهذا التعاون مع الأكاديمية الإيطالية، حيث ستشكل مذكرة التفاهم دعماً إضافياً للسيدات المنتجات العاملات في قطاع الصناعات اليدوية الإماراتية، من خلال تسويق إبداعاتهن على نطاق عالمي ودمجها في الأزياء وغيرها من منتجات الموضة العصرية، إضافة إلى توسيع برامج التدريب المهني المقدم للسيدات المنتجات، وتنمية مهاراتهن من خلال التعاون مع مصممين عالميين، قادرين على تعزيز الاهتمام بـ"التلي" وغيرها من الحرف التقليدية"
وأعربت بن كرم عن تفاؤلها بالمستقبل المشرق الذي ينتظر الحرف التقليدية الإماراتية، والتي ستساهم هذه المذكرة وغيرها من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون في جعلها جزءاً من أحدث خطوط الموضة العالمية، الأمر الذي سيلّسط الضوء على التراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويشجع الفتيات والسيدات الإماراتيات على احتراف مهنة التصميم، وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية، قادرة على تعزيز مساهمة المرأة الإماراتية في قطاع صناعة الأزياء الأسرع نمواً في العالم.
من جهته أعرب فنسينو جيوبا الرئيس المؤسس للأكاديمية الإيطالية، عن سعادته وطلاب الأكاديمية الإيطالية بهذا التعاون مع مجلس سيدات أعمال الشارقة، وقال "سيشكل هذا التعاون إضافة جديدة لنا في الأكاديمية من حيث نوعية التصاميم المستخدمة، وحتى الأفكار المستوحاة من الحرف التقليدية الإماراتية التي تقوم السيدات بصناعتها، ونسعى إلى أن نطور هذا التعاون ليشمل مجالات أكبر من خلال الأقسام المتعددة لدينا، وأيضاً من خلال خطوط وحرف تقليدية أخرى يعمل عليها المجلس في برنامج بدوة".
وقام فنسينو جيوبا بتعريف الحضور بالدور الذي يلعبه مجلس سيدات أعمال الشارقة في دعم مواهب السيدات الإماراتيات، وتأهليهن للدخول في عالم الأعمال، وخاصة الأزياء والموضة، وأكد أن التصاميم التي تم تقديمها خلال العرض الخاص، ستعرض للبيع من خلال دور الموضة العالمية التي تتعاون معها الأكاديمية، وسيتم تخصيص نسبة من المبيعات إلى النساء الإماراتيات اللواتي أبدعن في تحويل الخيوط الملونة إلى منسوجات غاية في الرقة والاتقان.
وجاء توقيع المذكرة بعد جهود كبيرة بذلها مجلس سيدات أعمال الشارقة، في التواصل مع الأكاديمية الإيطالية، والتعرف على عدد من الطلاب المبدعين فيها، والذين أعربوا عن ترحيبهم بدمج تصاميم "التلي" الإماراتية في أزيائهم. وسبق ذلك قيام المجلس بتدريب عدد من السيدات الإماراتيات الموهوبات في صناعة "التلي" على كيفية تطوير وتسويق تصاميمهن من خلال برنامج "بدوة" التدريبي، الذي ينظمه مجلس سيدات أعمال الشارقة، ويعتبر أول برنامج تدريبي مستمر في هذا المجال بدولة الإمارات.
وتنص مذكرة التفاهم على تعزيز التعاون بين كل من المجلس والأكاديمية في المجالات المرتبطة بالموضة والحرف اليدوية التقليدية التي تنتجها السيدات الإماراتيات، واستخدام هذه التصاميم والمنتجات من قبل الطلاب الدراسين في الأكاديمية ضمن عروض الأزياء ومشاريع التخرج الخاصة بهم، بما يسهم في الترويج لها بين المصممين الآخرين وفي وسائل الإعلام المتخصصة بالموضة والأزياء، داخل إيطاليا وخارجها، بهدف تمكين السيدات من تحقيق دخل مستدام من هذه الحرف والمنتجات التراثية.
كما تشمل المذكرة دمج تصاميم "التلي" في المنتجات الجديدة التي يبتكرها الطلاب الدراسون بالأكاديمية، في غير مجالات الأزياء، مثل الإكسسوارات والمجوهرات والديكور والأثاث، لتطوير هذه التصاميم وتوسيع نطاق استخداماتها، إضافة إلى إنشاء برنامج لتبادل الطلاب بين الأكاديمية الإيطالية وجامعات دولة الإمارات العربية المتحدة، وإتاحة المجال أمام الفتيات والسيدات المنتسبات إلى عضوية مجلس سيدات أعمال الشارقة للحصول على فرص التدريب في الأكاديمية.
وتجول الوفد في أروقة الأكاديمية الإيطالية، واطلعت على أقسامها الإدارية والتعليمية، وزارت عدداً من الصفوف الدراسية، وخاصة تلك التي تدرس مواد تصميم الأزياء، وتصميم المنتجات، والتصميم الجرافيكي، والتصوير الفوتوغرافي، والتقت مجموعة من الطلاب والطالبات القادمين من مختلف دول العالم، واستمعت إلى شرح منهم عن دراستهم وأسباب اختيارهم للمجالات التي يحترفون فيها.
وكان مجلس سيدات أعمال الشارقة قد أطلق في العام الماضي مشروع "بدوة" لدعم وتطوير الحرف اليدوية التقليدية، بهدف تعزيز مساهمة المرأة في القطاعات الاقتصادية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وحفظ الموروث الشعبي الإماراتي، من خلال تسويق منتجات تحمل روح الترات المحلي الأصيل. وتمكن المجلس خلال المراحل الأولى من العمل على المشروع، من الوصول إلى حوالي 200 سيدة منتجة، عبر زيارات ميدانية إلى ضواحي ومدن إمارة الشارقة، لتدريبهن وتأهليهن على تطوير صناعة "التلي" وغيرها من الحرف التقليدية.
ويعتبر "بدوة" جزءاً من برنامج "إرثي" الذي أطلقه المجلس قبل عامين، كمنبر يجمع الشركات والأفراد الملتزمين بتبني الممارسات الأخلاقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ويلبي الطلب على منتجات ومستلزمات تدخل في إطار اسلوب الحياة في السوقين المحلية والعالمية. ويهدف المشروع إلى حفظ الحرف التقليدية عبر نقلها إلى الأجيال الشابة وابتكار منتجات عالية الجودة وذات رغبة سوقية عامة بهدف تحقيق مصدر دخل مستدام للمرأة بما يمنحها التمكين الاقتصادي اللازمة لتحقيق الإستقرار الاجتماعي والأمن والاستقلال والعيش الكريم.
ويهدف مجلس سيدات أعمال الشارقة الذي تأسس عام 2002، إلى تعزيز بيئة العمل الداعمة للمرأة في الشارقة، وتأهيل السيدات على الدخول في عالم الأعمال الحرة، وتعزيز دورهن في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء. ويعمل على تحقيق ذلك من خلال تنفيذ البرامج والأنشطة المتنوعة والتي تشمل المؤتمرات والندوات وورش عمل والدراسات والبحوث، إلى جانب الشراكات مع الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة، داخل دولة الإمارات وخارجها.
شرح الصور : 1- أميرة بن كرم و السيدة أم أحمد تتسلمان تكريم الشيخة جواهر من الرئيس المؤسس للأكاديمية الإيطالية. 2- أميرة بن كرم خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن الشراكة بن مجلس سيدات أعمال الشارقة والأكاديمية الإيطالية. 3- جانب من عرض الأزياء الذي استخدم فيه التلي الإماراتية. 4- جانب من عرض الأزياء الذي استخدم فيه التلي الإماراتية. 5- أحد طالبات الأكاديمية الإيطالية تتمرن على صناعة التلي من السيدة أم أحمد في الأكاديمية الإيطالية.