مصطلح "سوق الأوراق المالية" هو مصطلح عام يشير إلى جميع الأسواق والبورصات التي يتم فيها إصدار وتداول أسهم الشركات المتداولة علنًا، على سبيل المثال: سوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة أو سوق الأوراق المالية في جنوب شرق آسيا، وتستخدم المؤشرات لقياس وتتبع أداء الأسهم المكونة له وتُستخدم أيضًا كمعايير لقياس الصحة العامة واتجاه الأسواق العالمية ومقارنة أداء الاستثمار والمساعدة في اتخاذ القرار.
يتم إنشاء المؤشر عن طريق اختيار الأسهم من شركات مماثلة أو تلك التي تتطابق مع مجموعة محددة مسبقًا من المعايير مثل وتيرة التدول وحجم السهم وما إلى ذلك، ويتم إدراج هذه الأسهم بالفعل في البورصة ومن ثم تداولها.
يتتبع كل مؤشر لسوق الأوراق المالية حركة الأسعار وأداء الأسهم التي يتألف منها، وهذا يعني ببساطة أن نجاح أي مؤشر يتناسب بدقة مع أداء الأسهم المكونة له، بعبارات بسيطة، إذا ارتفعت أسعار الأسهم في مؤشر ما فإن المؤشر ككل يرتفع أيضًا.
تشمل الأمثلة الشائعة للمؤشرات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسداك المركب ومؤشر فوتسي 100 ومؤشر نيكاي 225، يتم تصميم كل مؤشر لتمثيل سوق أو منطقة أو قطاع أو استراتيجية استثمارية محددة مما يوفر نظرة ثاقبة لأداء مجالات مختلفة من سوق الأوراق المالية العالمية.
كيف تعمل المؤشرات؟
تم تصميم تداول مؤشرات الاسهم لتمثيل أداء مجموعة محددة من الأسهم أو الأوراق المالية داخل سوق مالية، وهي تتألف من مجموعة مختارة بعناية من الأسهم الفردية التي تلبي معايير معينة مثل القيمة السوقية أو القطاع أو حجم التداول.
يمكن أن يختلف تكوين المؤشر على نطاق واسع اعتمادًا على تركيزه، حيث تمثل بعض المؤشرات قطاعات سوقية واسعة، بينما تركز أخرى على قطاعات أو صناعات أو مناطق محددة.
يتضمن حساب مؤشر الأسهم تتبع التغيرات في أسعار أو قيم مكوناته الأساسية بمرور الوقت، يتم تحديد مساهمة كل مكون فيه من خلال وزنه والذي يمكن حسابه باستخدام منهجيات مختلفة، وتتضمن الطرق الشائعة ترجيح القيمة السوقية حيث تتمتع الشركات الأكبر بتأثير أكبر على المؤشر، والترجيح المتساوي حيث يتمتع كل مكون بنفس التأثير بغض النظر عن الحجم.
تؤثر طرق الترجيح هذه على كيفية انعكاس المؤشر على التغيرات في السوق، حيث تعطي المؤشرات المرجحة بالقيمة السوقية أهمية أكبر للشركات الأكبر بينما توفر المؤشرات المرجحة بالتساوي تمثيلًا أكثر توازناً.
بشكل عام، تعمل مؤشرات الأسهم كمعايير توفر للمستثمرين والمحللين والاقتصاديين رؤى مهمة حول أداء قطاع معين ومكانته من سوق الأسهم الأوسع، يمكن أن يساعد ذلك في تقييم اتجاهات السوق وقياس أداء الاستثمار واتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار.
كيف يتم انشاء المؤشرات؟
يتم إنشاء المؤشرات من خلال اختيار مجموعة من الأسهم بناءً على معايير محددة وتعيين أوزان لهذه المكونات وحساب قيمتها وإعادة التوازن بشكل دوري للحفاظ على الدقة، يوفر المؤشر الناتج طريقة لتتبع الأداء الجماعي للأسهم المختارة ويعمل كنقطة مرجعية قيمة لتحليل السوق واتخاذ القرارات الاستثمارية.
سنذكر بعض الخطوات الشائعة المستخدمة عند إنشاء مؤشر سوق الأوراق المالية:
- معايير الاختيار: تبدأ العملية بوضع معايير محددة لاختيار الأسهم الفردية أو الأوراق المالية التي سيتم تضمينها في المؤشر، تشمل تلك المعايير القيمة السوقية والسيولة (حجم التداول) وتصنيف القطاع والاستقرار المالي.
- الأسهم المكونة: بعد تحديد المعايير، يختار مزود المؤشر الأسهم المكونة التي تلبي هذه المعايير، يمكن أن يختلف عدد الأسهم المكونة على نطاق واسع اعتمادًا على تركيز المؤشر والغرض منه.
- منهجية الترجيح: تستخدم المؤشرات منهجيات ترجيح مختلفة لتحديد أهمية كل مكون داخل المؤشر، الطريقتان الأكثر شيوعًا هما ترجيح القيمة السوقية والترجيح المتساوي، يعين ترجيح القيمة السوقية أوزانًا أعلى للأسهم ذات القيمة السوقية الأكبر مما يعكس الحجم الإجمالي للشركات، يعين الترجيح المتساوي نفس الوزن لكل مكون بغض النظر عن الحجم.
- الحساب: بمجرد تحديد المكونات وأوزانها، يحسب مزود المؤشر قيمة المؤشر، تعتمد طريقة الحساب على المؤشر المحدد ولكنها تتضمن عادةً جمع أسعار أو قيم المكونات الفردية، مع التعديل أيضًا لأي تقسيمات أسهم أو أرباح أو إجراءات أخرى للشركات.
- الفترة الأساسية والقيمة الأساسية: تحتوي معظم المؤشرات على فترة أساسية وقيمة أساسية محددة، تعمل الفترة الأساسية كنقطة مرجعية للمؤشر وعادة ما يكون له قيمة أساسية 100 أو رقم ثابت آخر.
- إعادة التوازن المنتظم: تتم إعادة توازن المؤشرات بشكل دوري لضمان استمرارها في تمثيل القطاع المقصود من السوق بدقة، تتضمن إعادة التوازن إضافة أو إزالة المكونات وتعديل الأوزان وإجراء تغييرات ضرورية أخرى لتعكس التغييرات في السوق.
- النشر والاستخدام: بمجرد حسابها، يتم نشر قيم المؤشر بانتظام غالبًا على أساس يومي، وإتاحتها للمستثمرين والمحللين والجمهور، تعمل هذه القيم كمعايير للقياس مقابل أداء المؤشرات الأخرى ومحافظ الاستثمار والأصول المالية الأخرى.
مثال على كيفية انشاء المؤشر:
يعتبر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أحد أشهر مؤشرات الأسهم في العالم ويركز على مجموعة متنوعة من الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة في سوق الأسهم الأمريكية، يقدم هذا المؤشر لمحة عامة عن أداء سوق الأسهم الأمريكية بشكل عام من خلال تتبع القيمة المجمعة لأسهم هذه الشركات، فيما يلي مزيد من التفاصيل حول بناء مؤشر ستاندرد آند بورز 500:
1 .معايير الاختيار: يتكون مؤشر S&P 500 من 500 شركة أمريكية ذات رأس مال كبير تلبي معايير محددة وضعها مزود المؤشر وهو مؤشرات S&P Dow Jones، تتضمن هذه المعايير:
-الموطن الأمريكي: يجب أن يكون مقر الشركات في الولايات المتحدة.
-القيمة السوقية: يجب أن يكون للشركات المؤهلة رأسمال سوقي أعلى من حد معين، والذي يمكن أن يتغير بمرور الوقت.
-السيولة: يجب أن تتمتع الأسهم بمستوى معين من السيولة، كما يتم قياسها من خلال حجم التداول ونشاط السوق.
2 .الأسهم المكونة: يتم اختيار مكونات مؤشر S&P 500 من قبل لجنة في مزود مؤشرات S&P Dow Jones، تقوم اللجنة بمراجعة المؤشر بأكمله للشركات المؤهلة وتختار عينة تمثيلية تعكس بدقة سوق الأسهم الأمريكية بشكل عام، الهدف هو تغطية قطاعات وصناعات مختلفة وضمان التنوع.
3 .منهجية الترجيح: يستخدم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منهجية ترجيح القيمة السوقية، وهذا يعني أن الشركات الأكبر حجمًا لها تأثير أكبر على أداء المؤشر، يتناسب وزن كل مكون مع القيمة السوقية الإجمالية (سعر السهم مضروبًا في عدد الأسهم القائمة) نسبة إلى القيمة السوقية الإجمالية لجميع الشركات الخمسمائة في المؤشر.
4 .الحساب: يتم حساب قيمة المؤشر من خلال جمع القيم السوقية لجميع الشركات المكونة، ولمنع التشوهات الناجمة عن الإجراءات المؤسسية مثل تقسيم الأسهم والاندماجات والأرباح، يتم تعديل حسابه وفقًا لذلك، وذلك يضمن أن التغييرات في المؤشر ترجع إلى تحركات الأسعار وليس الإجراءات المؤسسية.
5 .الفترة الأساسية والقيمة الأساسية: يستخدم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فترة أساسية من 1941 إلى 1943 بقيمة أساسية 10، توفر هذه الفترة الأساسية نقطة مرجعية تاريخية للمؤشر، يتم التعبير عن جميع قيم المؤشر اللاحقة كنسبة مئوية للتغير عن فترة الأساس.
6 .إعادة التوازن المنتظمة: يتم إعادة توازن مؤشر S&P 500 بانتظام للحفاظ على تمثيله لسوق الأسهم الأمريكية، تتضمن إعادة التوازن إضافة شركات جديدة تلبي المعايير وإزالة الشركات التي لم تعد تلبي المتطلبات.
7 .النشر والاستخدام: يتم حساب قيمة المؤشر في الوقت الفعلي أثناء يوم التداول ويتم نشرها باستمرار، وهي بمثابة معيار لتقييم أداء محافظ الاستثمار والصناديق المشتركة والمنتجات المالية الأخرى مثل صناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار المتداولة.
أشهر المؤشرات الأمريكية
في الولايات المتحدة توجد أربعة مؤشرات هي الأكثر شهرة، وهم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومتوسط داو جونز الصناعي (DJIA) ومؤشر ناسداك المركب ومؤشر راسل 2000، التفاصيل الإضافية لكل من هذه المؤشرات الأربعة موضحة أدناه:
- متوسط داو جونز الصناعي
المكونات: 30 شركة أمريكية كبيرة راسخة ولا تمثل بالضرورة السوق بالكامل.
الترجيح: مرجح حسب السعر، حيث تتمتع الأسهم الأعلى سعرًا بتأثير أكبر.
الغرض: قياس أداء مجموعة مختارة من الشركات ذات القيمة العالية، والتي غالبًا ما يُنظر إليها كمؤشر اقتصادي.
- مؤشر ستاندرد آند بورز 500
المكونات: 500 من أكبر الشركات الأمريكية المتداولة علنًا، والتي تمثل السوق على نطاق واسع.
الترجيح: مرجح بالقيمة السوقية، مما يعطي تأثيرًا أكبر للشركات الأكبر.
الغرض: يقدم نظرة شاملة لسوق الأسهم الأمريكية، ويستخدم على نطاق واسع كمعيار من قبل المستثمرين.
- مؤشر ناسداك المركب
المكونات: أكثر من 3000 شركة، معظمها شركات مرتبطة بالتكنولوجيا والإنترنت.
الترجيح: مرجح بالقيمة السوقية.
الغرض: يتتبع أداء الشركات المدرجة في سوق ناسداك للأوراق المالية، مع التركيز على قطاعي التكنولوجيا والنمو.
- راسل 2000
المكونات: حوالي 2000 شركة أمريكية صغيرة الحجم.
الترجيح: مرجح بالقيمة السوقية.
الغرض: يركز على الشركات الصغيرة ويستخدم لقياس أداء الشركات الصغيرة الحجم.
كيف تتداول وتستثمر في المؤشرات؟
للوصول إلى مؤشرات سوق الأسهم يمكن للمستثمرين النظر في الأوراق المالية التالية:
1 .صناديق المؤشرات: هي صناديق استثمارية مشتركة أو صناديق متداولة في البورصة (ETFs) أو سندات متداولة في البورصة (ETNs) تحاكي تكوين وأداء مؤشر معين، وهي توفر للمستثمرين طريقة للاستثمار في محفظة متنوعة تعكس حيازات المؤشر.
2 .صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs): هي صناديق استثمارية تتداول في البورصات، على غرار الأسهم الفردية، ويمكنها تتبع مؤشرات مختلفة بما في ذلك مؤشرات سوق الأسهم، ويمكن للمستثمرين شراء وبيع أسهم صناديق التداول في البورصة طوال يوم التداول مما يوفر المرونة والسيولة.
3 .السندات المتداولة في البورصة (ETNs): هي أوراق دين تصدرها المؤسسات المالية ومصممة لتتبع أداء مؤشرات محددة، على عكس صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة، لا تمتلك سندات الخزانة المتداولة أصولاً أساسية ولكنها مدعومة بدلاً من ذلك بائتمان الجهة المصدرة.
4 .صناديق الاستثمار المرتبطة بالمؤشرات: تشبه صناديق الاستثمار المتداولة ولكنها مهيكلة كصناديق استثمار مشتركة تقليدية، وهي تسعى إلى تكرار أداء مؤشر معين ويتم إدارتها بشكل سلبي، مما يوفر للمستثمرين طريقة للاستثمار في محفظة مؤشر متنوعة.
5 .العقود الآجلة للمؤشرات: هي اتفاقيات موحدة لشراء أو بيع المؤشر الأساسي في تاريخ وسعر مستقبليين محددين، غالبًا ما يستخدمها المستثمرون المؤسسيون لأغراض التحوط أو المضاربة، توفر العقود الآجلة الرافعة المالية ولكنها تحمل أيضًا مخاطر أعلى.
6 .الخيارات على المؤشرات: تسمح عقود الخيارات للمستثمرين بشراء أو بيع المؤشر الأساسي بسعر محدد قبل أو في تاريخ انتهاء صلاحية محدد، توفر الخيارات المرونة في استراتيجيات التداول بما في ذلك التحوط وتوليد الدخل، تتوفر الخيارات عمومًا لصناديق الاستثمار المتداولة وسندات الخزانة المتداولة والعقود الآجلة.
7 .الحسابات المدارة: تقدم بعض خدمات الحسابات المدارة محافظ تتضمن التعرض لمؤشرات سوق الأوراق المالية، وتستخدم استراتيجيات استثمارية مختلفة بما في ذلك الاستثمار القائم على المؤشرات لتحقيق أهداف مالية محددة.
8 .الاستثمارات المباشرة في الأسهم: يمكن للمستثمرين أيضًا اختيار شراء أسهم فردية لشركات مدرجة في المؤشر، وفي حين يوفر هذا النهج التعرض للسوق الأوسع، إلا أنه قد يفتقر إلى فوائد التنويع المرتبطة بامتلاك المؤشر ككل.