أفادت مؤسسة «مطارات دبي» بافتتاح المدرج الثاني لمطار دبي الدولي أمس، وذلك بعد نحو 29 ساعة فقط على حادث رحلة «طيران الإمارات» رقم «إي كيه 521» أول من أمس. وأكدت «أن مطار دبي الدولي يعمل بكامل طاقته الاستيعابية، وسيعود للوضع الطبيعي خلال 48 ساعة»، مشيرة إلى أنه لن تكون هناك حاجة لتحويل رحلات إضافية.
وأشارت إلى إلغاء 242 رحلة في أعقاب الحادث، لافتة إلى أن 19 ألف مسافر، قد تأثروا نتيجة تأخر وصول وإقلاع الرحلات عبر مطار دبي الدولي، يوم الثلاثاء الماضي، نتيجة للحادث.
من جانبها، أفادت الهيئة العامة للطيران المدني بأنها شكلت فريقاً، للتحقيق في حادث رحلة «طيران الإمارات»، أول من أمس، مشيرة إلى أن الفريق باشر عمله فوراً، بعد الحصول على الصندوقين الأسودين للطائرة.
وأضافت أن العمل جارٍ، لاسترداد مسجل بيانات الرحلة، ومسجل صوت قمرة القيادة، حيث سيتم تحليل البيانات في مختبر قطاع تحقيقات الحوادث الجوية بالهيئة في أبوظبي فور الحصول عليها، لافتة إلى أن أنها ستصدر تقريراً أولياً في غضون شهر واحد من تاريخ وقوع الحادث.
في سياق متصل، ذكرت «طيران الإمارات» أنه تأثر باضطراب الحركة عبر الشبكة الخاصة بالشركة أكثر من 23 ألفاً من ركاب «طيران الإمارات». وتوقعت «عودة حركة الطيران على شبكتها لطبيعتها في غضون 36 ساعة»، مشيرة إلى أن سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، استقبل أفراد طاقم الرحلة، وهم جميعاً بخير.
المدرج الثاني
وتفصيلاً، أعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مطارات دبي»، بول غريفيث، عن افتتاح المدرج الثاني لمطار دبي الدولي أمس، وذلك بعد نحو 29 ساعة فقط على حادث رحلة «طيران الإمارات» رقم «إي كيه 521» من طراز «بوينغ 777-300» أول من أمس، والتي كانت قادمة إلى دبي من مطار ترافندرام الدولي في الهند.
وأضاف غريفيث، في تصريحات صحافية أمس، أن «مطار دبي الدولي يعمل بكامل طاقته الاستيعابية، وسيعود للوضع الطبيعي خلال 48 ساعة»، مشيراً إلى أنه تم افتتاح المدرج الثاني في تمام الساعة 5:45 مساء أمس. ولفت إلى أنه تم تحويل 64 رحلة، جراء إغلاق المطار بعد الحادث، ولن تكون هناك حاجة لتحويل رحلات إضافية بعد إعادة افتتاح المدرج الثاني بالمطار، موضحاً أن المدرج تعرض لضرر بسيط جراء الحادث.
وكان مطار دبي الدولي قد استأنف رحلاته الساعة 6:30 مساء أول من أمس، بمدرج واحد بعد تعليق كل رحلاته لنحو ست ساعات بعد حادث رحلة «طيران الإمارات» رقم «إي كيه 521». وقامت «مطارات دبي» بإعادة جدولة الرحلات القادمة والمغادرة، للاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية للمطار. كما تم التنسيق مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي وشرطة دبي، لمساعدة الركاب في ما يتعلق بقضايا الجوازات المفقودة، أو التأشيرات المنتهية.
«مطارات دبي»
إلى ذلك، أعلنت مؤسسة «مطارات دبي» عن إلغاء 242 رحلة (116 منها قادمة، و121 مغادرة) في أعقاب الحادث. وذكرت أن 19 ألف مسافر قد تأثروا نتيجة تأخر وصول وإقلاع الرحلات عبر مطار دبي الدولي نتيجة للحادث، وأن الجهات المعنية تعمل بأقصى طاقاتها لتسهيل سفرهم بأسرع وقت ممكن. وطلبت المؤسسة من المسافرين ضرورة التحقق من رحلاتهم الجوية مع شركات الطيران قبل التوجه إلى المطار، للتعرف إلى أحدث المعلومات في ما يتعلق بمواعيد رحلاتهم المحدثة، عبر مطار دبي ومطار «دبي ورلد سنترال».
وأعربت المؤسسة عن أسفها لأي إزعاج قد يطال المسافرين، خصوصاً الذين تأخرت رحلاتهم، مؤكدة أنها تبذل كل جهودها مع الجهات المعنية، لتسهيل وتسريع سفرهم.
وأعلنت عن تعاون جميع الجهات المعنية العاملة في مطار دبي الدولي وبذلها أقصى الجهود، من أجل ضمان راحة المسافرين، مشيرة إلى أنه تم توفير 250 متطوعاً، 100 منهم من موظفي «مطارات دبي»، و150 من خدمة «هل يمكنني المساعدة»، تطوعوا لمساعدة ودعم المسافرين، والرد على استفساراتهم.
الموظفون المتطوعون
وأضافت المؤسسة: «تقوم فرق العمل والموظفون المتطوعون، بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي العاملة في المطار، بتوزيع المياه والعصائر والمأكولات مجاناً على المسافرين الموجودين في مباني المطار، كما وفرت خدمة (الواي فاي) المجانية، فرصة لجميع الموجودين في المطار، للتواصل مع أهاليهم وأصدقائهم، بجانب توفير حافلات إضافية، لتسهيل حركة المسافرين بين مباني المطار الثلاثة».
فريق التحقيق
إلى ذلك، قال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، سيف محمد السويدي، إن «الإمارات شكلت فريقاً، للتحقيق في حادث طائرة (طيران الإمارات) رقم (إي كيه 521)، والتي كانت قادمة إلى دبي من مطار ترافندرام الهندي، وتم الحصول على الصندوقين الأسودين للرحلة بأمان»، مشيراً إلى أن «الفريق باشر عمله فوراً».
وأضاف أنه «لا يمكن تحديد الأسباب حالياً وراء الحادث وننتظر نتائج التحقيق، فيما سيتم نشر جميع الوقائع التي نتوصل لها تباعاً». وأشار السويدي إلى أن «انفجاراً وقع بعد اندلاع النيران بالطائرة، ما أسفر عن وفاة أحد منتسبي الدفاع المدني (جاسم عيسى البلوشي) خلال أداء واجبه، ونحن بدورنا نتقدم بتعازينا الحارة وتعاطفنا العميق مع عائلة الفقيد»، لافتاً إلى أنه «تم إخلاء جميع الركاب وأفراد الطاقم من الطائرة بنجاح، مع إصابات بسيطة تعرض لها ثمانية أشخاص». وقالت الهيئة، في بيان لها: «يقود فريق التحقيق الدولي، قطاع تحقيقات الحوادث الجوية (AAIS) في الهيئة والممثلون المعتمدون من دول تصنيع الطائرات (الولايات المتحدة) والمحركات (المملكة المتحدة)، بالإضافة إلى ذلك سيقوم ممثلو شركات (بوينغ، ورولز رويس وطيران الإمارات) بدور المستشارين للممثلين المعتمدين المشاركين في التحقيق».
مسجل البيانات
وأضافت أن «العمل جارٍ، لاسترداد مسجل بيانات الرحلة (FDR)، ومسجل صوت قمرة القيادة (CVR)، وسيتم تحليل البيانات في مختبر قطاع تحقيقات الحوادث الجوية بالهيئة (GCAA-AAIS) في أبوظبي فور الحصول عليهما، كما سيتم نقل حطام الطائرة إلى مكان آمن لفحصها»، مشيرة إلى أنه «سيتم الحفاظ على سجلات الطائرة التقنية، والملفات والوثائق المتعلقة بالطاقم في مكان آمن، ويعمل المحققون في الهيئة على مدار الساعة، لجمع عدد من الوثائق وإتاحتها لفريق التحقيق».
وطالبت الهيئة بعدم نشر أخبار حوادث الطيران على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء مقاطع من الفيديوهات أو الصور والأخبار، مضيفة أن الإعلان عبر هذه الوسائل يعتبر مخالفاً للنظم والقوانين الدولية والمحلية، ويعرض الشخص نفسه للمساءلة القانونية. وطالبت الهيئة في حسابها على موقع «تويتر» الجميع بعدم استقاء المعلومات إلا من الجهات المختصة والمسؤولين المعنيين في شركات الطيران.
تقرير أولي
من جهته، قال المدير العام المساعد لقطاع تحقيقات الحوادث الجوية بالهيئة، المهندس إسماعيل الحوسني، إنه «وفقاً للملحق 13 في البروتوكول الدولي في تحقيقات الطيران، ستصدر الهيئة العامة للطيران المدني تقريراً أولياً في غضون شهر واحد من تاريخ وقوع الحادث، وعند الانتهاء من التحقيق، ستعد الهيئة وتنشر تقرير التحقيق النهائي».
وكانت الرحلة رقم «إي كيه 521»، التابعة لشركة «طيران الإمارات»، قد تعرضت لحادث لدى هبوطها في مطار دبي الدولي يوم أول من أمس، وتم إخلاء جميع الركاب وأفراد الطاقم بسرعة وأمان، بفضل يقظة وسرعة استجابة فرق العمل في «طيران الإمارات»، ومطار دبي الدولي. وذكرت الشركة أن موظفي «طيران الإمارات» قدموا كل الدعم والمساعدة لركاب الطائرة، حيث انتهت رحلة 157 منهم في دبي وغادروا المطار بعد ظهر أمس، في حين قرر 107 ركاب مواصلة سفرهم والبقاء في مبنى المطار، وتم توفير أماكن انتظار مريحة وتقديم المرطبات وإعادة الحجز لهم لمواصلة رحلاتهم، بينما اختار 13 راكباً البقاء في دبي بضعة أيام قبل مواصلة سفرهم، ووفرت لهم «طيران الإمارات» الإقامة الفندقية. وأكدت الشركة أن سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، استقبل أفراد طاقم الرحلة، وهم جميعاً بخير، في حين أدخل فرد واحد منهم المستشفى نتيجة استنشاقه الأدخنة، وحالته لا تدعو للقلق، حيث سيغادر المستشفى، فيما باشرت «الناقلة» تقديم الدعم اللازم لأفراد أطقمها.
وأوضحت أنه تأثر باضطراب الحركة عبر الشبكة أكثر من 23 ألفاً من ركاب «طيران الإمارات»، متوقعة عودة حركة الطيران لطبيعتها في غضون 36 ساعة.
وأضافت: «نأمل من متعاملينا مواصلة تفهمهم والتحلي بالصبر، بينما تعمل فرقناعلى إعادة الحركة إلى طبيعتها»، مشيرة إلى أن «الركاب الذين يحملون تذاكر تم شراؤها يوم 3 أغسطس أو قبل ذلك، يمكنهم إعادة الحجز أو إلغاء سفرهم من دون تحمل أي رسوم».