زار وفد من "ثقافة بلا حدود"، المشروع الثقافي الذي يتخذ من إمارة الشارقة مقراً له، المؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة مؤخراً، والتقى الوفد الذي ترأسه راشد الكوس، مدير عام المشروع، بسعادة العقيد خليفة المري، مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة الشارقة، وسعادة العقيد أحمد عبد العزيز شهيل، نائب مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة الشارقة، وعدد من المسؤولين، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الطرفين.
وسلط اللقاء الضوء على الهدف الاستراتيجي للمؤسسات العقابية الرامي إلى الإصلاح وإعادة التأهيل، انسجاماَ مع اهتمام ومتابعة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بنزلاء المؤسسة العقابية وشمولهم بالرعاية الكاملة؛ كما وقف اللقاء على احتياجات المؤسسة على صعيد الكتب والمكتبات وتنظيم ورش العمل.
وخلال الزيارة قام وفد "ثقافة بلا حدود" بالاطلاع على مكتبة النزلاء التي تحتوي على نحو 500 كتاب، معظمها باللغات العربية، والإنجليزية، والأوردية، والبنغالية، والروسية، والتاميلية، في شتى المجالات المعرفية، حيث أعلن الوفد عن مبادرته لتزويد هذه المكتبة بمجموعة مميزة من كتب وإصدارات صاحب السمو حاكم الشارقة، المترجمة إلى عدة لغات.
وتفقد الوفد أيضاً حضانة أطفال النزيلات، والتي تضم مكتبة تحتوي على كتب بعدة لغات، ولكنها تفتقر إلى كتب الصغار دون سن العامين، وأعلن الوفد أيضاً عن تقديمه مجموعة من الكتب التي تناسب هذه الشريحة المهمة من الأطفال.
وقال راشد الكوس: "تأتي زيارتنا للمؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة، امتداداً لأنشطة ثقافة بلا حدود، واستمراراً لجهوده الرامية إلى تعزيز ثقافة القراءة والاطلاع، وجعلها عادة يومية لكل فرد من أفراد المجتمع، وجاء هذا الاهتمام من إيماننا المطلق بأن نزلاء المؤسسة جزءاً من هذا المجتمع، ويجب أن نمنحهم حقهم من الرعاية والاهتمام، وأن نعمل على تأهيلهم حتى يتسنى دمجهم في المجتمع، ليعودوا أفراداً صالحين فيه، وليساهموا بإيجابية في تنميته".
وأضاف الكوس: "بحثنا من خلال هذه الزيارة مع المسؤولين في المؤسسة العقابية جملة من القضايا منها نوعية الكتب المناسبة للنزلاء، والتي يجب أن تختلف عن الكتب التي يوزعها "ثقافة بلا حدود" على الأسر الإماراتية المقيمة في الشارقة، لكون أن معظم نزلاء المؤسسة العقابية من جنسيات مختلفة، كما أفردنا حيزاً واسعاً من نقاشنا لتصاميم المكتبات وأشكالها، وتم الاتفاق على أن يكون التصميم ذا طابع مختلف يتناسب مع القاعات الجديدة التي سيفتتحها صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال الأعوام القادمة في المبنى الجديد، والتي يبلغ عددها ست قاعات".
وأشاد مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود، بالنشاط الثقافي الذي يتم تنظيمه بشكل دوري داخل مباني المؤسسة، معرباً عن إعجابه بتجربة المجلة الشهرية التي تحولت من مجرد نشرة إلى مجلة، وتقوم بإعدادها اللجنة الثقافية بالمؤسسة المكونة من مجموعة من النزلاء، تحت إشراف إدارة المؤسسة العقابية، كما أشاد بالمكتبة الإلكترونية وأهميتها وما توفره من مادة علمية في شتى المجالات.
ومن جانبه قال سعادة العقيد خليفة المري: "انطلاقاً من المبادرة التي أعلنها رئيس الدولة، حفظه الله، بجعل 2016 عاماً للقراءة في دولة الإمارات، وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة، يسعدنا أن نكون جزءاً من هذا المشروع المتميز، رغبة منا بإعادة تأهيل النزلاء وإدماجهم في المجتمع كأشخاص ملتزمين بالقانون، وسيسهم إنشاء مكتبة وفق المعايير الحديثة بداخل المؤسسة العقابية في تعزيز التسامح والانفتاح والتواصل بين النزلاء".
وخرج اللقاء بحزمة من التوصيات أهمها تنظيم ورش تدريبية للنزلاء الذين تتوفر لديهم موهبة الكتابة والتأليف للمشاركة والاستفادة من مبادرة "ألف عنوان وعنوان" التي يشرف عليها "ثقافة بلا حدود"، حيث سيتم إرسال ممثلين عن لجان التحكيم إلى المؤسسة لتقييم الأعمال المقدمة من النزلاء، كما تم الاتفاق على الشروع في الإعداد لبرنامج القراءة القصصية، وكذلك برنامج العلاج بالقراءة، اللذان كان "ثقافة بلا حدود" قد قام بتنفيذهما في مواقع أخرى وحققا نتائج طيبة.
وجاءت هذه الزيارة بنتائج مثمرة من النواحي كافة، حيث عكست مدى الاهتمام الكبير الذي يوليه مشروع "ثقافة بلا حدود"، لنزلاء المؤسسات العقابية، وسعيه إلى إعادة تأهيلهم من خلال القراءة والأدب، وحرصه على الاستمرار بهذا التعاون المثمر الذي ستنعكس نتائجه الإيجابية على النزلاء، لكون المشروع يشرف على العديد من المبادرات الثقافية والأدبية بالدولة.
يذكر أن مشروع ثقافة بلا حدود تأسس بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة مباشرة وحثيثة من قبل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة اللجنة المنظمة للمشروع. ويهدف المشروع إلى تعميق علاقة الفرد بالكتاب والقراءة بشكل عام، ونشر ثقافة القراءة في كل بيت إماراتي، من خلال إنشاء مكتبات منزلية، وتزويدها بمجموعة من الكتب المتخصصة في مختلف المجالات المعرفية المناسبة لكل أفراد العائلة، بعد دراسة حالة كل عائلة واحتياجاتها ومتطلباتها الثقافية.