عقدت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) لقاءً مع منظمة رواد الأعمال - فرع الإمارات، تحت شعار "تعزيز ريادة الأعمال في الشارقة" يوم أمس الاثنين 23 مايو 2016 في القصباء، ناقشت فيه سبل تطوير العلاقات بين الطرفين وتوحيد الجهود بهدف تعزيز ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة المبتكرة والمستدامة.
حضر اللقاء كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لـ(شروق)، ونجلاء المدفع، مديرة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ومانيش هيرا، رئيس منظمة رواد الأعمال، وبلال علي بهائي، مدير التكامل ونائب رئيس المنظمة، ونيتين أناند، عضو في منظمة رواد الأعمال، والرئيس التنفيذي لكلية الأفق الجامعية، بالإضافة إلى عدد من رواد الأعمال الأعضاء بالفرع المحلي في منظمة رواد الأعمال.
ورحبت الشيخة بدور القاسمي، خلال اللقاء، برئيس المنظمة وأعضائها، مشيدة بدورها الفاعل في دعم الأعمال الريادية، وتطرقت إلى جهود (شروق) في دعم رواد الأعمال الشباب وأفكارهم المبتكرة من خلال إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في إنجاح مشاريع الهيئة ووجهاتها السياحية، مشيرة في هذا الصدد إلى "القصباء"، باعتبارها أحد أبرز مشاريع (شروق) التي توفر بيئة مثالية حاضنة لريادة الأعمال، إذ أصبحت تنبض بالحياة بفضل الشركات والمشاريع الريادية الناجحة. وتحدثت الشيخة بدور القاسمي عن رؤيتها لتحويل هذه المنطقة إلى وجهة ترفيهية متكاملة، وكيف عكس هذا التحول رغبة (شروق) بتعزيز مكانة الشارقة كوجهة استثمارية وسياحية وتجارية رائدة في دولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة. .
وقالت الشيخة بدور القاسمي: "يتم اختيار جميع المشاريع التي تنفذها (شروق) بعناية، لتكون في طليعة المشاريع الترفيهية والتراثية والسياحية البيئية، إذ تقوم استراتيجيتنا على تعزيز التنوع السياحي، بما يتوافق مع توجهات الدولة الرامية إلى استقطاب المزيد من السياح والزوار بالإضافة إلى الاستثمارات السياحية، تحقيقاً لهدفها الاستراتيجي المتمثل بتنويع الموارد الاقتصادية وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في منظومة الاقتصاد المحلي، والتي تلعب فيها الشارقة دوراً تكاملياً ومؤثراً مع باقي إمارات الدولة، من خلال تشجيع الاستثمار وتوفير البيئة المناسبة لرواد الأعمال لتزدهر مشاريعهم التجارية، وتعتبر القصباء مثالاً يُحتذى لهذه المبادرات.”
وتطرقت الشيخة بدور القاسمي إلى إطلاق الشارقة، في ظل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، العديد من المبادرات الرائدة في مختلف القطاعات، لاسيما الثقافية والاجتماعية والإنسانية، ودور هذه المبادرات في إتاحة فرص كبيرة للنجاح أمام رواد الأعمال، لاسيما السيدات منهم، مشيرة في هذا السياق إلى مبادرة "الشارقة إمارة صديقة للطفل"، التي حصلت على اعتماد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، والدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المبادرة الإنسانية القيمة في تمكين المرأة عبر توفيرها مرافق في أماكن عملها تهتم بأطفالها وتوفر لهم بيئة آمنة، ما يكفل لها راحة البال ويجعلها قادرة على العطاء المهني بصورة أكبر.
وأوضحت الشيخة بدور: "هذه المبادرات والاعتمادات تعطي دلالات حقيقية على تبني الشارقة نهجاً سليماً للابتكار والإبداع، يفتح باباً واسعاً أمام العشرات من الفرص الاستثمارية والتجارية، ما يؤدي إلى تشجيع المزيد من الشركات الناشئة على إطلاق أعمالها في الشارقة، التي ستؤمن لهم بدورها مقر العمل المثالي ضمن بيئة استثمارية مشجعة للغاية".
بدوره، ناقش سعادة مروان بن جاسم السركال كيفية بناء اقتصاد متنوع في الشارقة، وكيف تم تطوير الشارقة في الأصل لتكون مركزاً تجارياً، موضّحاً أن النفط يمثل 1% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وأن السياحة حالياً تُمثّل 10 أضعاف هذه النسبة، كما تطرّق إلى أهداف (شروق) المتمثلة في تشجيع الاستثمار وريادة الأعمال في أربعة قطاعات رئيسة، هي: السياحة، والرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية والنقل، والبيئة.
وقال السركال: " نعمل في الشارقة على طرح الفرص والمزايا المتاحة فعلياً أمام أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وعلى سبيل المثال، يتضمن القطاع الصحي في الإمارة حالياً فرصاً استثمارية قيّمة، لاسيما ضمن مدينة الشارقة للرعاية الصحية، البالغة مساحتها 22 مليون قدم مربعة، إذ يكفي أن نعلم أن الإمارة توفر حالياً ما نسبته 0.6 سريراً في المستشفيات لكل 1000 من السكان، فيما يبلغ المعدل العالمي 2.2 سريراً للعدد نفسه من السكان، وهذا دليل على حجم النمو الهائل المتوقع في القطاع خلال الأعوام القليلة المقبلة، ما يزيد من إمكانية تحقيق عوائد عالية من الاستثمارات الريادية في هذا المجال."
وأضاف السركال: "فيما يتعلق بقطاع النقل والخدمات اللوجستية، فإن الشارقة تعتبر الإمارة الوحيدة التي تمتلك ثلاثة موانئ في المنطقة، أحدها الأكثر عمقاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يتيح سلاسة أكبر للعمليات اللوجستية في مختلف أنحاء الإمارة، فضلاً عن رسو السفن السياحية التي تسهم في تنشيط الحركة السياحية؛ أما قطاع البيئة، فالشارقة هي المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تسعى إلى إعادة تدوير مخلفاتها بشكل كامل، وصولاً إلى الهدف الاستراتيجي المتمثل بتحويل صفر نفايات إلى المكبات، وتعزز هذه التوجهات المستدامة فرص النمو أمام رواد الأعمال لإنشاء شركات تجارية قادرة على إثبات نفسها وتحقيق عائدات مجزية في آن واحد ".
وأكد المدير التنفيذي لـ(شروق) على دور الشارقة في توفير بيئة مثالية لرواد الأعمال، على عكس وجهات الأعمال الإقليمية الأخرى، لافتاً إلى أن "إقامة شركات تجارية ناشئة في الإمارة يترتب عليه تكاليف منخفضة نسبياً، لانخفاض الرسوم وعدم تكرار اقتطاعها وقلة التكاليف الإضافية، وتسهم هذه الميزات في استقطاب الراغبين في إنشاء شركات تجارية ممن ينقصهم رأس المال الضخم، ما يعزز من ريادة الأعمال في الإمارة بشكل كبير، ويفتح المجال أمام ازدهار الشركات الصغيرة، وبالتالي يمنح قيمة مضافة لاقتصاد الشارقة، ودولة الإمارات عموماً."
من جهتها، قامت نجلاء المدفع، مديرة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، أحد مبادرات (شروق)، بتسليط الضوء على العلاقة بين التعليم وريادة الأعمال، وبيّنت كيف استطاع المركز إقامة علاقات قوية مع المدينة الجامعية في الشارقة، وهي منطقة تعليمية تضم نحو20,000 طالب و20,000 خرّيج، وضربت العديد من الأمثلة عن تجارب ريادة الأعمال التي نجحت بفضل هذه العلاقة، ومنها تجربة أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الأمريكية بالشارقة، الذي طور نوعاً جديداً من الطوب عن طريق البكتيريا، بدلاً من شوائه بالفرن، وكذلك إحدى طالبات الجامعة الأمريكية بالشارقة التي أسست "جرادبيري"، أول بوابة توظيف للطلاب والخريجين في الشرق الأوسط، والتي حققت نجاحاً منقطع النظير أدى إلى انتقالها إلى وادي السليكون في الولايات المتحدة الأمريكية.