أعلنت جمعية أصدقاء مرضى السرطان عن تحويل فعالية "لونّ عالمي" التي أطلقتها في العام ---، إلى برنامج متكامل يهدف إلى تقديم الدعم المعنوي لمرضى السرطان من الجنسين، بعدما كانت تُعنى بالأنشطة الخاصة بالنساء المصابات فقط، وذلك إيماناً من الجمعية بأهمية توفير الدعم النفسي والمعنوي لجميع المرضى خلال فترة علاجهم.
وتسعى الجمعية من خلال تطوير فكرة فعالية "لوّن عالمي" التي عملت طيلة الفترات الماضية، إلى توفير الدعم المعنوي للمصابين بالسرطان، وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم وبث الأمل في نفوسهم، إضافة إلى تقديم برنامج متكامل على مدار العام يحفل بالعديد من الأنشطة والفعاليات المحفزة والمبتكرة التي تساهم في الحد من التأثيرات السلبية للمرض.
وحول البرنامج قالت الدكتورة سوسن الماضي، المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان: "يأتي قرار الجمعية بتحويل فعالية "لوّن عالمي" إلى برنامج متكامل تندرج تحته جميع الفعاليات والأنشطة المتعلّقة بالدعم المعنوي للمرضى، لإيماننا بأهمية هذا الشق من الدعم في رحلة العلاج، فالدعم النفسي يوازي ما بين الاحتياجات النفسية والطبية، ويساعد المريض على الاسترخاء والإقلال من التوتر والانفعال مما ينعكس إيجاباً على استجابته للعلاج، ففي دراسات عديدة أجريت في عدد من الدول الأوربية تم التوصل إلى أن المرضى الذين تلقوا هذا النوع من الدعم استطاعوا أخذ كميات أكبر من العلاج الكيميائي الذي كان من المفترض أن يأخذوه، بينما لم يستطع أولئك الذين لم يتلقوا ذلك الدعم من إكمال العلاج الكيميائي المطلوب بسبب الأعراض الجانبية التي ظهرت عليهم".
وأكدت المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، على أن هناك اتجاه عالمي لأن يكون هناك تخصص ودراسة كافية للدعم النفسي لعلاج الأورام، يسير جنباً إلى جنب مع العلاج الجراحي والكيميائي والإشعاعي، بعد أن تأكد علمياً أن الحالة النفسية لمريض السرطان تعتبر من أهم مقومات شفائه ونجاح علاجه، وأن إرادة الشفاء بداخله هي العامل الأساسي الذي يحفز الجهاز المناعي بداخله لكي يتصدى ويقضي على المرض.
وأثبتت نتائج الدراسات والأبحاث أن الأشخاص المصابين بالسرطان ويحصلون على دعم نفسي ومعنوي تكون حالتهم النفيسة أكثر استقراراً، وتسجل نسبة هرمونات الانفعال عندهم ـ وخاصة الكورتيزول ـ أقل بمقدار 25 % عن الحالات التي لم يتم التدخل لدعمها نفسيا، ومن المعروف أن هرمونات الانفعال لها تأثير سلبي على الجهاز المناعي، ليس هذا فحسب بل إن الأجسام المضادة التي تقاوم الخلايا السرطانية مثل الأجسام المضادة لمادة "الميوسين" التي تزيد مع تقدم الورم السرطاني، تزيد بنسب تصل إلى 25 % عند الأشخاص المستقرين نفسياً.
ومن النتائج المشجعة أيضا في عدد من البحوث أن النساء اللاتي كن يتلقين الدعم النفسي استطعن أخذ كميات أكبر من العلاج الكيميائي المطلوب، بينما لم تستطع المجموعة الأخرى إكمال الجرعات المطلوبة بسبب أعراض جانبية مختلفة ظهرت بنسبة أكثر عشر مرات من المجموعة الأخرى، مما جعل الأطباء يضطرون إلى ايقاف الجرعات، الأمر الذي يؤثر بالطبع على احتمالية عودة الورم مرة أخرى.
وسيشهد برنامج "لوّن عالمي" إقامة العديد من الفعاليات والبرامج المتنوعة التي ستتضمن رحلات ترفيهية، وأنشطة رياضية، وورش عمل تدريبية، وستتسم هذه الفعاليات بالاستمرارية، وستقام في فترات متقاربة خلال العام، وستضمن إقامة هذه الفعاليات بشكل منتظم فرصة التقاء المرضى ببعضهم البعض وجمعهم في مكان واحد ضمن أنشطة ترفيهية متنوعة، ما يزيد من تكاتفهم وعملهم بشكل جماعي من أجل التغلّب على المرض.
وكانت جمعية أصدقاء مرضى السرطان قد نظمت فعالية "لوّن عالمي" عدة مرات من قبل، بهدف دعم النساء المريضات بالسرطان وإزالة التأثيرات الجانبية للمرض، من خلال مجموعة من الأنشطة الترفيهية التي يترك أمر تنفيذها للمريضات تحت إشراف فرق الجمعية، لرفع معنوياتهن وتعزيز ثقتهن بأنفسهن.
ودرجت جمعية أصدقاء مرضى السرطان على تنظيم الفعاليات والبرامج التي تهدف إلى تقديم الدعم النفسي للمرضى، فقد نظمت في أبريل الماضي، وبالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية، مبادرة "عمرة لمرضى السرطان"، بهدف دعم المرضى معنوياً، والتخفيف من معاناتهم، وذلك من خلال توفير فرصة أدائهم لمناسك العمرة، وحرصت الجمعية على مشاركة المرضى الفرحة في المناسبات الدينية والوطنية على مدار العام، فعلى سبيل المثال تقوم الجمعية سنوياً بإقامة إفطارها الرمضاني للمستفيدين من خدماتها، كما تقوم بإقامة برامج وفعاليات ترفيهية في مواسم الأعياد، وقد لعبت هذه المبادرات الإنسانية دوراً كبيراً في تفادي الآثار والأعراض الجانبية التي يتركها العلاج الكيميائي والإشعاعي على المرضى.
وتأسست جمعية أصدقاء مرضى السرطان في عام 1999 بتوجيهات ورعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، وتهدف الجمعية إلى نشر الوعي بالسرطانات الستة القابلة للكشف المبكر، وهي: سرطان الثدي، وعنق الرحم، والبروستاتا، والجلد، والقولون، والمستقيم، تحت مظلة برنامج "كشف" الذي أطلقته الجمعية بغرض توفير خدمات الكشف المبكر عن هذه السرطانات مجاناً، وتوفير نفقات العلاج، لجميع المرضى والمصابين.