كليات التقنية العليا تناقش تطوير المحتوى الأكاديمي في مؤتمرها السنوي

 عقدت كليات التقنية العليا أمس مؤتمرها السنوي الثامن والعشرين تحت شعار "مواكبة رؤية الإمارات 2021"، الذي ينعقد لأول مرة على مدار يومين كاملين في كلية دبي التقنية للطلاب، ويتناول موضوعات عديدة مرتبطة بالنظرة المستقبلية للتعليم الجامعي في الدولة، ودور الإدارة العليا للكليات في رفع مستوى جودة التعليم في كافة التخصصات التي تقوم بتدريسها.

وناقش المؤتمر، الذي عُقد بحضور كافة أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في كليات التقنية العليا، قضايا تتعلق باستراتيجية الكليات الأكاديمية والإدارية، وطرائق التعامل مع الطالب، وتقديم الخدمات الحديثة التي تتناسب مع مكانة الكليات المرموقة في الدولة وخارجها.

وقال الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا: "يأتي انعقاد المؤتمر السنوي لكليات التقنية العليا في الوقت الذي تتحول فيه الإدارات الأكاديمية والخدماتية للعمل وفق خطة متطورة للسير باتجاه المستقبل وفقاً لرؤية الدولة 2021، وإرساء القواعد الضرورية للحفاظ على جودة مخرجات التعليم في كافة مسارات العمل في الكليات".

وأضاف الشامسي: "تعتبر المحاور التي تم مناقشتها في المؤتمر خطة عمل للأشهر المقبلة، وسيتم متابعة التوصيات للوصول إلى مخرجات تعليمية عالية الجودة".

وأكد الشامسي، الذي دعا الحضور في الكلمة الافتتاحية إلى الاهتمام في الطموح والتطور لزيادة الكفاءة والإنتاجية في العمل، أن المرحلة القادمة ستشهد اهتماماً بالغاً في بناء شراكات فاعلة مع قطاعات سوق العمل الصناعية، والحكومية، والاقتصادية، إلى جانب الشراكة المهمة مع المجتمع، وسيكون هناك تواصل مستمر مع كافة الشركاء لتلمس حاجة السوق من الكوادر المواطنة، ومتابعة متغيرات ومتطلبات سوق العمل بشكل دائم، والمساهمة في تنمية مشاريع التوطين في القطاعات الحيوية بالدولة.

وكشف الشامسي عن أن الخطة الحالية لإدارة كليات التقنية العليا تتضمن تطويراً للمحتوى الأكاديمي من خلال الاهتمام بمراجعة المنهاج في كافة التخصصات، وذلك بهدف تلبية المعايير الأكاديمية الوطنية والدولية، والحفاظ على مستوى متقدم لمخرجات التعليم القادرة على مواجهة تحديات سوق العمل، ومواكبة تطوراته المستمرة. 

ترحيب بالأكاديميين الجدد

ورحب الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، بالمدرسين والمدرسات أعضاء الهيئة الأكاديمية، خلال استقباله لهم قبيل انعقاد المؤتمر، والذين انضموا حديثاً للكليات، وعددهم 120 أكاديمياً متخصصاً في المجالات التي تدرسها كليات التقنية في الدولة.

رؤية أكاديمية حديثة

وقدم الدكتور "جيلبرت لين"، نائب مدير كليات التقنية العليا للشؤون الأكاديمية، ملامح الرؤية الأكاديمية المتطورة التي تشتمل على تحديث متواصل لكل ما يتعلق بطبيعة عمل الهيئة التدريسية، والاهتمام بالابتكار، والبحوث، وتطبيقات التعليم والتعلم بما يتناسب مع التطور العالمي في هذه المجالات. 

وأكد "لين" أن هذه الرؤية ستتحقق من خلال خطة استراتيجية متكاملة ومدروسة بعناية، وعمل دؤوب يرافقه قياس لمؤشرات الأداء، وتنظيم لاتجاهات تنفيذ المهام، ما يحقق بيئة عمل داعمة لهذه الخطة، تعتمد في الأساس على جهود وكفاءة الهيئة التدريسية في الكليات.

إعداد الجيل القادم

وشهد محور "الطلاب الدوليين في عالم متغير"، الذي قدمه ضيف المؤتمر، الخبير الأكاديمي الدكتور "ريتشارد وين" في الجلسة الافتتاحية، مناقشة مهمة لموضوعات تتعلق بطبيعة بناء الطالب، وتنمية مهاراته، وشخصيته، وأساليب العمل والإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الأمر في كبريات المؤسسات الأكاديمية، وطبيعة التأثير في هذا المجال الحيوي الذي يُعنى في الطالب والمؤسسة على حدٍ سواء.

وشرح الدكتور "ريتشارد وين"، نائب الرئيس السابق للمنظمة الغربية للطلاب والكليات (WASC)، التقارب بين الاتجاهات المعمول فيها دولياً في المؤسسات الأكاديمية الراقية، والخطة الاستراتيجية للرؤية الجديدة لمسيرة كليات التقنية العليا الأكاديمية، وكيفية التدرج من تطبيق المعايير الوطنية، وصولاً إلى العالمية في التعليم والتعلم، وبالتالي تحضير الطالب لمرحلة الاندماج في سوق العمل بسلاسة، ودون أية معوقات قد تعترض طريقه بسبب المهارة أو الشخصية.

وشملت محاضرة الأكاديمي البارز، الدكتور "ريتشارد وين"، توصيات إلى أعضاء الهيئة التدريسية فيما يخص مسألة دورهم الأساسي، والأدوار الثانوية التي من شأنها إعداد الجيل الجديد، والأجيال الصاعدة في الصورة الصحيحة التي تلبي متطلبات التحول إلى "الطالب الدولي" بجدارة.

الكفاءة والجودة

وناقشت جلسات اليوم الأول للمؤتمر السنوي الثامن والعشرين لكليات التقنية العليا مجموعة من المحاور والموضوعات المرتبطة بعنوان المؤتمر "مواكبة رؤية الإمارات 2021"، وتركزت الجلسات على تعزيز الكفاءة والجودة في كافة المجالات الأكاديمية والإدارية، وتنظيم المسؤولية الفاعلة في العمل.

وشارك في الجلسة النقاشية الأولى، التي تناولت موضوع "تفويض الصلاحيات"، الرئيس التنفيذي للتدقيق في الكليات، أيمن الصاحب، ومحمد رسول، رئيس خدمات إدارة المخاطر للمشاريع في "ديلويت"، إلى جانب د. جيلبرت لين، نائب مدير كليات التقنية العليا للشؤون الأكاديمية، ود. أحمد سيف النصر، المستشار الأكاديمي للكليات. فيما شهدت الجلسة الثانية محوراً أكاديمياً مهماً هو "الامتحانات، والدرجات"، وشارك فيها فريق متخصص من كليات التقنية العليا، ضم د. ديفيد كينيدي، مدير التعليم والتعلم، ود. عائشة عبدالله، العميد التنفيذي لقسم إدارة الأعمال، وليزلي إيفانس، مشرف شؤون الامتحانات والتخطيط.

وحظيت جلسة النقاش المفتوحة مع المدير المشارك لخدمات الموارد البشرية، طالب عبيد، بمشاركة واسعة من أسرة كليات التقنية العليا، حيث قام المحاضر بتقديم عرض مفصل حول آليات وأنظمة الموارد البشرية المعمول فيها، والتطوير الحاصل عليها، والرؤية المستقبلية لتحديثها باستمرار لتواكب المعايير الإدارية الوطنية والعالمية في عملها.

وتبع هذه الجلسة رد المحاضر على اسئلة الأكاديميين والإدرايين حول الأمور المستجدة في سياسة الموارد البشرية، وكيفية التعامل معها في الصورة الصحيحة، حيث أجاب طالب عبيد على الأسئلة موضحاً أن كافة التحديثات جاءت مواكبة للتطور الإداري والتقني المعمول فيه دولياً.