٢٥ محرم ١٤٤٧هـ - ٢١ يوليو ٢٠٢٥م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين دبي
الثقافة والتعليم | الثلاثاء 7 يوليو, 2015 1:15 مساءً |
مشاركة:

المسلسلات الكرتونية العربية.. استثمار في جيل المستقبل

بعد سبع جلسات حوارية أثرت مساءات الجمهور في شهر رمضان المبارك، أسدل الستار يوم أمس الأول (الاثنين) على المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي، في موسمه الرابع، والذي اختتم فعالياته بجلسة حملت عنوان "حوار الإبداع الكرتوني"، استعرض خلالها ثلاثة من المبدعين والفنانين الإماراتيين والكويتيين واقع المسلسلات الكرتونية العربية والتحديات التي تواجهها هذه الأعمال الجديدة نسبياً على المنطقة.

 

وشارك في الجلسة التي قدمت في مسرح المجاز بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، كل من الممثلة الكويتية انتصار الشراح، والمخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، والرسام والمخرج الإماراتي عبدالله الشرهان، وأدارها الإعلامي والمذيع عبدالله إسماعيل. وأقيمت الجلسة برعاية مؤسسة فن، وشركة بداية للإعلام، منتجة مسلسل "افتح يا سمسم". 

 

وحضر الجلسة سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، والدكتور محمد عايش، رئيس قسم الاتصال الجماهيري بالجامعة الأمريكية في الشارقة، والدكتورة كايرو عرفات، المديرة العامة لشركة بداية للإعلام، وسعادة أسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي وعدد كبير من الجمهور والأطفال المحبين للمسلسلات الكرتونية، والمهتمين بالتعرف على جديدها.  

 

وأكدت الفنانة الكويتية القديرة انتصار الشراح أن ما يميّز الأعمال الكرتونية بالنسبة للطفل هو سهولة مشاهدتها، حيث يمكنه متابعتها في المنزل وفي أي مكان آخر من خلال الهواتف والأجهزة الكفية والمحمولة، على عكس المسرح مثلاً الذي يتطلب تواجد الطفل في مكان العرض، وفي أوقات محددة، لذلك كان إقبال الطفل على هذه المسلسلات الكرتونية أكبر من العروض المسرحية. 

 

وأشارت الشراح إلى أن العاملين في مجال إنتاج هذه الأعمال يجب أن يكونوا قريبين من سلوك الطفل، ويعرفون اهتماماته، كي يجذبونه إلى أعمالهم. مضيفة أن ظهور فنان معيّن على شاشة إحدى القنوات في فترة زمنية معينة يرجع إلى دعم هذه القناة له، نافية أن تكون "مليونيرة" من وراء أعمالها، وقالت: "لو وصلت ثروتي إلى المليون دينار كويتي لما رأيتم وجهي على الشاشة بعدها!".  

 

وأعربت الفنانة الشهيرة التي ظهرت في عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية الكويتية والعربية، عن رغبتها بالعمل مع الشباب، مؤكدة أن لا عيب في أن يجدد الفنان نفسه وعمره. وطالبت بوجود مؤسسات تدعم إنتاج المسلسلات الكرتونية العربية، التي تتماشى مع قيمنا المجتمعية، كما دعت أولياء الأمور إلى مراقبة الأعمال التي يشاهدها أطفالهم، لضمان عدم تسرب الأفكار الخاطئة والسلوكيات السلبية إليهم من خلالها. 

 

وتحدث المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، صاحب "فريج" والمندوس"، عن جدوى الاستثمار في الأعمال الكرتونية، فقال أنه عندما بدأ العمل في هذا المجال كان يهدف إلى تقديم مادة كرتونية يستفيد منها الأطفال الإماراتيين والعرب، لكن القنوات التلفزيونية رفضت عرضها بسبب صعوبة إقناع شركات الإعلان بها، ولذلك تم التوجه إلى فئة عمرية أعلى، بحيث يكون "فريج" موجهاً إلى أفراد الأسرة كافة، مشيراً إلى أن هذا العمل في أساسه كان يستهدف فئة النساء لأنهن يملكن قدرة شرائية عالية، يمكنها اقتناء التذكارات والمنتجات التي تحمل اسم العمل.

 

وأضاف حارب أن الجميل في الأعمال الكرتونية هو إمكانيات التسويق الكبيرة لها خارج التلفزيون، نظراً لعمرها الطويل، وإمكانية الترويج للعديد من المنتجات المصاحبة لها. معترفاً بأنه أنفق مبلغاً كبيراً من المال، يتجاوز المليون درهم إماراتي، من أجل حفظ حقوق "فريج" في جميع أنحاء العالم، لكنه "يأس" من هذه القضية، نظراً لصعوبة مراقبة كافة الأسواق ومعاقبة المنتهكين لحقوق الملكية الفكرية الذين ينتشرون في مساحات شاسعة بدول مختلفة. 

 

وأعرب محمد سعيد حارب عن سعادته بتمكنه أخيراً من تقديم عمل كرتوني للأطفال حصراً، وهو مسلسل "المندوس"، الموجه بأكمله لهذه الفئة العمرية المهمة. وتناول جوانب مختلفة من كواليس أعماله، والتحديات التي واجهها، وفي مقدمته اللهجات التي تحصر عرض العمل في دول معينة، مشيراً إلى أنه لا يعتبر ما أنفقه من أموال لإنتاج أعماله "خسارة" بل هو "استثمار" لإنتاج مسلسلات راقية تحترم المشاهد وذوقه. 

 

من ناحيته، قال الرسام والمخرج الإماراتي عبدالله الشرهان، إنه اعتمد على نجاح تجربة "فريج" في إنتاج مسلسله الكرتوني الأول "حمدون"، الذي كان التمويل الرئيسي لإنتاجه يأتي من الرعاة، لكن الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، دفعت كثيراً من الشركات والمؤسسات إلى إلغاء الرعاية، ما أجبر فريق العمل على البحث عن طرق أخرى لتغطية تكاليف العمل، مقراً بأن صغر حجم السوق يقود إلى صعوبة التسويق وبالتالي يحد من العوائد المالية. 

 

واستعرض الشرهان بعضاً من جديد المسلسل الشهير "افتح يا سمسم" الذي تعمل شركته على إنتاجه حالياً، فأكد أن العمل سيبدأ بالعرض على شاشات القنوات الخليجية والعربية اعتباراً من سبتمبر المقبل، وسيتضمن العديد من التغييرات، أهمها إضافة شخصية جديدة إلى العمل، تدعى "شمس"، وهي طفلة مفعمة بالنشاط والحيوية وسرعة البديهة، مع استحداث جيران جدد في الحي الذي يعيش فيه أبطال المسلسل، إلى جانب التركيز على الجانب التفاعلي من خلال التطبيقات الذكية المصاحبة للعمل، بما يواكب اهتمامات الجيل الجديد.  

 

وأضاف عبدالله الشرهان أن كافة فقرات العمل مبنية على دراسات، تربوية وعلمية، استند عليها في كتابة النص وتصوير المشاهد، كما تم الاعتماد على مواهب مبدعة في تحريك الدمى، يشارك معظمها للمرة الأولى في أداء هذه المهمة، مشيراً إلى أن الحكم الأول والأخير على المسلسل سيكون الأطفال. ونفى وجود مشكلة في تمويل الأعمال الكرتونية، ولكنه أقر هناك بعدم تفهم الكثيرين لأهمية الاستثمار في هذا المجال، الذي يجب النظر إليه كمشروع متكامل طويل الأمد.

 

وتميّزت الجلسات السبع الذي تضمنها المجلس الرمضاني هذا العام بتركيزها على مواضيع جادة ومتخصصة، بدايةً من الرواية العربية والحكومة الذكية والفن الكوميدي، مروراً باحتراف اللاعب الإماراتي والتواصل الاجتماعي وانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وصولاً إلى الجلسة الأخيرة التي تمحورت حول الأعمال الفنية الكرتونية، مستقطبة حضوراً نخبوياً، لم يقتصر في تواجده على متابعة مجربات الجلسات، وإنما تفاعل معها، بالاستفسارات والمداخلات والنشر والتعليق على مواقع التواصل الاجتماعي. 

 

وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: "أصبح المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي من أبرز الفعاليات التي تحظى باهتمام المسؤولين والجمهور، نظراً لغنى مضامين الجلسات وتنوعها، بحيث تناولت العمل الحكومي، وقضايا الثقافة والفن والرياضة والدين والإعلام، واحترامها لوجهات النظر المختلفة، ونتمنى أن يكون مجلسنا قد ساهم في ترسيخ مبدأ الحوار، بين كافة الفئات والآراء التي يتكون منها المجتمع".

 

وشكر الشيخ سلطان بن أحمد المشاركين في المجلس الرمضاني، من الوزراء والمسؤولين والشخصيات الإماراتية والعربية، الذين ساهم حضورهم في زيادة التفاعل مع الجلسات، إلى جانب عشرات الضيوف، من الإعلاميين والفنانين والمثقفين والرياضيين، والجمهور الذي ظل يتردد على الجلسات بصورة متكررة، رغبة في متابعتها جميعاً، كما ثمن دور الرعاة من المؤسسات والشركات، وجهود فريق عمل مركز الشارقة الإعلامي، في إنجاح المجلس. 

 

ومع اسدال الستار على موسمه الرابع، أحدث المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي حراكاً حقيقياً في فضاءات الحوارات الجادة، التي تتجاوب مع اهتمامات الجمهور، وتتناول القضايا غير التقليدية المهمة لهم، وتشكل في الوقت ذاته زاداً معرفياً يمكن التوسع في أبعاده وجوانبه كافة، منسجمة في ذلك مع رؤية إمارة الشارقة التي تشجع على التسامح والسلام، وتؤمن بلغة بالحوار، وتؤكد على أن الثقافة ستظل أساس الحياة مهما تقدم الزمن أو تغيّر العصر.     

 

وحظي المجلس الرمضاني هذا العام برعاية عدد من المؤسسات والشركات المحلية والعربية الرائدة، ومن بينها تلال العقارية (الراعي الرسمي)، والرعاة الإعلاميون مؤسسة الشارقة للإعلام وقناة "سي أن بي سي عربية"، فيما أقيمت الجلسات برعاية مكتب الاتصال الحكومي بالأمانة العامة لمكتب شؤون مجلس الوزراء، وجمعية المسرحيين بالشارقة، ومؤسسة فن، ومدارك للنشر، والدار العربية للعلوم، وثقافة بلا حدود، ، وسبورت انفستمنت الإمارات، وشركة بداية للإعلام.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين دبي
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة