شهدت المحاضرات باللغات الأجنبية حضوراً كثيفا خلال الأيام القليلة الماضية، وقد نظم ملتقى دبي الرمضاني يوم السبت الماضي محاضرة مؤثرة بلغة التغالوغ (الفلبينية)، والتي ألقاها المغني الفلبيني السابق فريد أقيولار والداعية الفلبيني المعروف الشيخ نادر أوكيندو.
وتأتي هذه المحاضرات ضمن فعاليات الملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر، الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.
وقد استهل فريد أقيولار، وهو أحد أشهر المغنيين ومؤلفي الأغاني في الفلبين والذي تعتبر أغنيته "Anak" منذ عام 1977 ولا تزال واحدة من أشهر الأغاني وكانت ضمن أكثر الألبومات الموسيقية الفلبينية مبيعاً في التاريخ" المحاضرة بسرد قصة رحلته إلى الإسلام والذي قدمه بعنوان "كيف اعتنقت الإسلام؟". وخلال سرده العوامل التي أثرت على قراره لاعتناق الإسلام، ذكر أن سعيه للإيمان بالإله الواحد حقيقي بدأ طويلاً قبل أن يصبح نجماً شهيراً.
وقد أسرد قائلا :" ولدت في عائلة رومية كاثوليكية، وكان والدي ضابطاً في الشرطة وكان كأب صارم جداً، ومع سخطه من القواعد والمبادئ التوجيهية الصارمة التي كان لزاماً عليه اتباعها دوماً، تركت منزلي وانتهى بي المطاف في مقاطعة في الفلبين غريبة تماماً علي، وكلما ابتعدت عن أسرتي، كلما اشتقت أكثر إليها، وخاصة والدتي. فبدأت أؤلف أغنية من وحي عاطفتي وشوقي لأسرتي، وكتبت أغنية "Anak" أو "الابن"، والتي حققت نجاحا ًكبيراً في جميع أنحاء العالم. وترجمت الأغنية إلى 28 لغة وغنت من قبل أكثر من 100 فنان من مختلف الجنسيات".
وعلى الرغم من الشهرة والثروة الكبيرة التي حظي بها، إلا أن أقيولار كان يشعر بفراغ عاطفي، فسعى لملء هذا الفراغ من خلال الانضمام إلى جماعة دينية، ولكنه كان يعرف أن هناك شيء لا يزال مفقوداً في حياته. فأصبح رجلاً بلا دين بعد مرور بعض الوقت، ولكنه في قلبه كان يؤمن بأن هناك إله واحد حقيقي. ومع مضي السنوات، وجد نفسه يقع في الحب مع سيدة شابة (وهي زوجته الآن) التقى بها خلال الحملة الانتخابية في إقليم في جنوب لوزون. وكان فارق السن كبيراً بينهما، والذي بات محل سخرية الصحافة الفلبينية والعديد من معجبيه، وهو الذي كان بمثابة المحفز لأقيولار لاتخاذ أهم قرار في حياته. فبمساعدة صديق مسلم، أدلى بتصريح عام قال فيه: "ليس هناك إله يستحق العبادة إلا الله، وأن محمداً(عليه الصلاة والسلام) هو عبده وخاتم مرسليه". ثم اختار بعد ذلك اسماً مسلماً، وهو "فريد".
وفي نهاية حديثه، ذكر أقيولار أنه منذ أن أصبح مسلماً، بات يشعر بالسلام في مختلف جوانب حياته. وقد انتهت جميع الشائعات والجوانب السلبية في حياته، والتي أصبحت منذ ذلك الحين نموذجاً لرحمة الله. كما أعلن بفخر أن ابنه "جيريكو" قد اعتنق الدين الإسلامي قبل أن يلقي محاضرته.
كما شهدت الأمسية أيضاً محاضرة قوية ألقاها الشيخ نادر أوكيندو، تحت عنوان "الحياة الأبدية"، والشيخ أوكيندو، أحد أبرز الدعاة المسلمين في الفلبين، حاصل على درجة بكالوريوس العلوم في التكنولوجيا الطبية من الفلبين قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية لمواصلة دراسته في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث حصل فيها على بكالوريوس الدعوة وأصول الدين. وهو حاليا الأمين العام لمركز اكتشف الإسلام في مدينة باجيو، الفلبين، وهو مركز إسلامي يلبي احتياجات المسلمين وغير المسلمين، كما أنه أيضاً مدرس للغة العربية والقيم الإسلامية في مدرسة جوزيفا كارينو الإبتدائية في باجيو سيتي.
وخلال محاضرته، شرح الشيخ أوكيندو للجمهور الحقيقة وراء مفهوم "الحياة بعد الموت". وذكر أنه وفقاً لتعاليم الإسلام، فهناك مكانين فقط حيث نذهب بعد الموت: (1) الجنة مع الفرح والسلام، و(2) الجحيم مع الألم والحزن. وأكد الشيخ أوكيندو أنه من أجل أن يكون المرء قادراً للوصول إلى الجنة، فينبغي عليه أن يتبع الشروط السبعة للإسلام، بما في ذلك طلب العلم والاعتراف بأن الله هو واحد فقط يستحق العبادة والحزم في الاعتقاد بالله، والقبول بأن ليس هناك أي دين آخر غير الإسلام والامتثال لتعاليم الإسلام، والصدق، والإخلاص في العقيدة، والحب في سبيل الله.
وعقب المحاضرة أعلن 12 شخصاً من الجمهور اعتناقهم الإسلام على الفور - من بينهم 10 من النساء و2 من الرجال.
كما أقيمت مسابقة "خطيب الأمة" قبل بدء المحاضرة، حيث قدمت خطبة ملهمة باللغة العربية، وانتهت الأمسية الرمضانية الرائعة بالسحب على الجوائز للجمهور الذين حضروا المحاضرة، والتي اشتملت على جوائز رائعة، بما في ذلك رحلات "العمرة"، والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.
وتقام المحاضرات غير العربية خلال ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر بخمس لغات أجنبية، وهي الإنجليزية، الماليبارية، الأوردو، البنغالية، والتغالوغ.
وتتضمن أجندة ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر الكثير من الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك المحاضرات باللغة العربية والمحاضرات غير العربية، مسابقة "خطيب الأمة"، حملة "قافلة الخير"، ركن "كن داعياً"، وبرنامج "صحة صائم4" التوعوي، وخيام الإفطار الجماعي، وموائد الإفطار لغير المسلمين.
وتشمل الأنشطة الأخرى التي تقام في إطار الملتقى هذا العام معرض "تاريخ وفن الخط العربي" الذي يستضيفه دبي مول، ومعرض "نشأة الخلق" في مركز دبي التجاري العالمي، الذي يعرض لوحات معبرة عن قصة وبداية الخلق، مع العرض المصور الذي يحتوي على آيات من القرآن الكريم تشرح نشأة الخلق، تصاحبها الترجمة باللغة الإنجليزية للآيات القرآنية والتفسير.
يذكر أن "ملتقى دبي الرمضاني" يحظى هذا العام برعاية كبيرة، من الرعاة الاستراتيجيين: المكتب للثقافة والإعلام، ومبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي، إلى جانب الرعاة الرئيسيين سعيد ومحمد النابودة القابضة، وصديقي القابضة، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وملبار للذهب والماس، وشبكة قنوات دبي، وفليكر شو للإنتاج ذ.م.م. والرعاة الداعمين: موانئ دبي العالمية، وإينوك، وتماني مارينا فندق وشقق فندقية، وآي فون إسلام، وباور برينت.