٢٣ محرم ١٤٤٧هـ - ١٩ يوليو ٢٠٢٥م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين دبي
الرعاية الصحية | الخميس 23 أبريل, 2015 2:32 مساءً |
مشاركة:

جراحات السمنة تحمل الأمل لمرضى ضغط الدم الناجم عن زيادة الوزن

يتواصل ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما أصبحت مخاطر المضاعفات الصحية المزمنة المرتبطة بها أكثر انتشاراً في الدولة.

ويعد ارتفاع ضغط الدم، الذي يوصف بالقاتل الصامت، من الأمراض المرتبطة بالسمنة، وهو المسؤول عن العديد من حالات الجلطة الدماغية المسجلة في دولة الإمارات في العام الماضي، إذ يصاب شخص واحد بجلطة كل ساعة. ووفقاً لأحد أخصائيي الجلطات في الإمارات، يعاني 70% من المصابين بالجلطة من ارتفاع ضغط الدم. وأكدت دراسة أجرتها هيئة الصحة بدبي خلال العام 2013 أن ارتفاع ضغط الدم مستشرٍ بين المواطنين الإماراتيين بشكل كبير، حيث يعاني 40.8% من الإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 35 إلى 70 عاماً من ارتفاع ضغط الدم. وعلى الصعيد العالمي، يعاني واحد من كل ثلاثة بالغين من ارتفاع ضغط الدم الذي يتسبب في وفاة 90.4 مليون شخصاً حول العالم في كل عام، وفقاً للدراسة ذاتها.

وبمناسبة قرب اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، الموافق يوم 17 مايو، يعمل المركز الأمريكي الجراحي (The American Surgecenter)، المركز الطبي الأحدث الذي يقدم الرعاية الطبية المتطورة عالية الجودة في أبوظبي، على المساعدة في رفع مستوى الوعي على نطاق أوسع حول المضاعفات المصاحبة لارتفاع ضغط الدم، وطريقة التعامل مع هذا المرض.
وبهذا الصدد، قال الدكتور باتريك نويل، أخصائي في جراحة السمنة بالمنظار، المركز الأمريكي الجراحي: "يعتبر نمط الحياة الصحي أحد أفضل وسائل الدفاع في مواجهة ارتفاع الضغط الدم. ولكن مع الأسف، رغم جهود البعض الجادة والمتكررة لاعتماد نظام حمية متوازن وممارسة التمارين الرياضية، إلا أنهم لا يتجاوبون مع التعديلات المصاحبة لنمط الحياة هذا، فهم لا يزالون غير قادرين على التعامل مع ضغط الدم المرتفع، وبالتالي لا يزالون في خطر. وهنا، يمكن اعتبار العمليات الجراحية لعلاج البدانة الخيار العلاجي الأفضل والأكثر صحة للتخلص من الوزن الزائد والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم".

يُشار إلى أن جراحات إنقاص الوزن تعد عمليات آمنة وفعالة، وهي تعد حلاً مناسباً للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ومساعدتهم على فقدان الوزن الزائد. ويعتبر المعهد الطبي للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، أحد أبرز مراكز البحوث الطبية في العالم، جراحات التخلص من السمنة علاجاً فعالاً لمكافحة السمنة المفرطة والحفاظ على الوزن المناسب على المدى البعيد، والمساعدة بالتالي في تحسين أو حل العديد من المشاكل المرتبطة بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم.

وقد أكد الدكتور نويل على أن جراحة التخلص من السمنة ليست خياراً لحل سريع، وإنما على المريض أن يستوفي المعايير المنصوص عليها ليكون مرشحاً لهذا الإجراء. ولكي تصبح مؤهلاً للقيام بهذه الجراحة، عليك على الأقل تلبية المعايير الأساسية التالية: أن يكون مؤشر كتلة الجسم 40 أو أعلى، وأن يزيد الوزن على الأقل 27 كيلو غرام عن الوزن المثالي وأن يزيد عمر المريض عن 18 عاماً ( رغم أن العملية قد تجرى لمن هم أصعر سناً في الحالات الحرجة). وأوضح الدكتور نويل: "من الممكن أن يتأهل مريض ضغط الدم لهذه الجراحة إذا بلغ مؤشر كتلة جسمه 35 فما فوق، فنحن نستطيع إجراء العملية بأمان مع السيطرة على ضغط الدم، حيث ينبغي معالجة الضغط والسيطرة عليه قبل الخضوع للجراحة".

تعتبر جراحتا تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة الأكثر شيوعاً للتخلص من الوزن الزائد، حيث تمثلان حوالي 80% من جميع جراحات التخلص من السمنة في جميع أنحاء العالم. ويقرر الجراح أي العمليات أفضل للمريض بناءً على العديد من العوامل مثل العمر والتاريخ المرضي وتاريخ النظام الغذائي، إضافة إلى العمليات الجراحية السابقة. وقد كشفت العديد من الدراسات أن مرضى السمنة المفرطة الذين خضعوا لجراحات التخلص من البدانة لاحظوا تحسناً كبيراً وطويل الأجل في ضغط الدم بعد فقدانهم الوزن بفضل هذا الإجراء. وفي هذا الشأن، تمكنت نسبة كبيرة من المرضى الذين كانوا يخضعون لعلاج فعلي لارتفاع ضغط الدم قبل العملية من تقليل أو إيقاف الجرعة الدوائية بعد إجراء العملية.

ونشر الدكتور فيليب شاور، عضو الجمعية الأمريكية لجراحة السمنة والتمثيل الغذائي، العام الماضي أحدث ما توصل إليه من نتائج في الجريدة الرسمية للجمعية، حيث ذكر أنه خلال المتابعة طويلة المدى (بعد ست سنوات)، ظهرت نتائج عملية تحويل مسار المعدة على مرضى السكري، حيث سُجّل تحسن أو ثبات في مستوى الهيموجلوبين السكري لدى 85% من المرضى، كما ظهر أيضاً تحسن لدى 63% من مرضى ضغط الدم. كما كتبت الدكتورة نانسي بوزيفيري، الأستاذ المساعد في الجراحة وعضو فريق جراحة التخلص من السمنة في المركز الطبي في جامعة جنوب غرب تكساس، في جريدة الجمعية الطبية الأمريكية عام 2014، أنه وفقاً لدراسات سريرية على 7,371 حالة، أظهرت جراحة تحويل مسار المعدة نتائج أفضل من عملية ربط المعدة للتخلص من الوزن على المدى الطويل، للسيطرة على سكري النوع الثاني بل وعلاجه، ولعلاج ارتفاع ضغط الدم (بحد أقصى 90/140 مم زئبقي دون الحاجة إلى علاج لدى 60.4% من مرضى تحويل مسار المعدة مقارنة بـ 22.7% من مرضى ربط المعدة). إضافة إلى ذلك، أظهر بحث نشرته مجلة "جراحة السمنة"، الجريدة الرسمية للاتحاد الدولي لجراحة السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي عام 2012، أن 33 دراسة مختلفة شملت 3,997 مريضاً، أسفرت عمليات تكميم المعدة عن استقرار في ضغط الدم لدى 58% من المرضى، وتحسن أو استقرار لدى 75% منهم.

وفي الوقت الذي تَعِد فيه جراحات السمنة المرضى بوضع صحي أفضل مع التخلص من الوزن الزائد، فضلاً عن انخفاض المخاطر الناجمة عن أمراض الأوعية القلبية، يحذر الدكتور نويل المرضى الذين سبق وخضعوا لجراحات التخلص من السمنة ويذكرهم بضرورة الالتزام بنظام غذائي وبرنامج رياضي طوال حياتهم، وذلك للحصول على القدر الأكبر من فوائد العملية. واختتم حديثه قائلاً: "ستفقد وزنك الزائد بعد إجراء جراحة التخلص من السمنة، ومع ذلك، يعتمد الحفاظ على وزنك المنخفض وصحتك الجيدة بعد الجراحة على مدى جديتك وتصميمك على اتباع التوصيات الغذائية الصارمة والانخراط في أنشطة بدنية منتظمة".
مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين دبي
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة