قادة التكافل في العالم يجتمعون لرسم المسار المستقبلي لقطاع التكافل العالمي
أكثر من 400 من قادة قطاع التأمين الإسلامي الدولي يقصدون دبي لحضور الدورة العاشرة والخاصّة من مؤتمر التكافل العالمي
في تأكيدٍ لمكانته كأكبر ملتقى عالمي سنوي مؤثر لقادة قطاع التكافل العالمي، افتتحت اليوم في فندق ’دوسيت ثاني‘ بدبي الدورةُ العاشرة من مؤتمر التكافل العالمي (WTC 2015) بحضور حشدٍ من الشخصيات رفيعة المستوى؛ حيث حضر افتتاح المؤتمر- الذي تدعمه سلطة مركز دبي المالي العالمي- ما ينوف على 400 من قادة قطاع التكافل العالمي وأهم صنّاع القرار من أكثر من 150 مؤسسة دولية وإقليمية. وشهدت الفعالية نقاشات مميّزة شارك فيها ما يزيد على 50 من المتحدثين وقادة الفكر التكافلي المرموقين، وتطرقوا إلى أبرز القضايا التي تواجه قطاع التكافل العالمي في الوقت الراهن وسبل إعادة صياغة القطاع بما يتيح تحقيق مزيد من النجاح. واستُهلّ المؤتمر رسميًا بكلمة افتتاحية ألقاها السيد عبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، تلتها مباشرةً جلسة افتتاحية خاصة شارك فيها كلٌّ من سعادة إبراهيم عبيد الزعابي، مدير عام هيئة التأمين في الإمارات العربية المتحدة؛ والسيد تشيراغ شاه، مدير أول شؤون الاستراتيجيات وتطوير الأعمال في سلطة مركز دبي المالي العالمي. وركّزت الجلسة على تقييم مسار قطاع التكافل في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها مختلف البيئات القضائية، وتطلعات إمارة دبي لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للاقتصاد الإسلامي. وفي معرض حديثه أثناء الجلسة الرئيسية، أشار السيد عبدالله العور إلى أن "قطاع التكافل العالمي شهد نموًا استثنائيًا خلال السنوات القليلة الماضية بفضل عدد من العوامل، ومن أهمها تطور الاقتصاد الإسلامي بشكل عام، وأطر العمل التنظيمية الصارمة، والتحسّن المتزايد لوعي العملاء، والمعدلات المنخفضة لاغتنام الفرص المتاحة. وفي المقابل يواجه قطّاع التكافل العالمي تحديات رئيسية تتمثل في المنافسة الشديدة، وتناقص هوامش الأرباح، وانخفاض كفاءة التشغيل وإمكانية التوسع. وكي يتمكّن القطّاع من تحقيق هدفه في الاستقرار على المدى الطويل، بات لزامًا إيجاد حلول رائدة للتأقلم مع تحديات سوق التكافل التي تزداد حدة المنافسة فيها. وقد أتى مؤتمر التكافل العالمي 2015 (WTC 2015)-المنعقد هذا العام تحت شعار ’إعادة إحياء الصناعة: طريقٌ جديدة لتقدم التكافل‘- كي يتيح رؤى معمّقة حول سبل إعادة تنشيط القطّاع وفتح طريق جديدة للمضي قدمًا". فضلًا عن ذلك، فقد تمثلت إحدى أهم الملامح الأخرى لدورة هذا العام من المؤتمر في جلسة "مناظرات القوة" الإبداعية التي ضمّت حوارات ونقاشات هامّة حول السبل التي يستطيع موفرو خدمات التأمين اتبّاعها لإعادة تنشيط القطاع وتقييم الاستراتيجيات الجديدة التي تسمح له بتحقيق النمو. وترأس الجلسة السيد محمد حسين الدشيش، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات لإعادة التأمين التكافلي (EmiratesRE)، وشارك فيها السيد غسان ماروش، الرئيس التنفيذي لشركة ’نور للتكافل‘؛ والسيد عامر ضياء، الرئيس التنفيذي لشركة ’الهلال للتكافل‘؛ والسيد فراس العظم، المدير العام لشركة ’تكافل ري ليميتد‘؛ والسيد إرشيد طيب، رئيس شركة ’بن شبيب وشركاه‘ (BSA) للتأمين وإعادة التأمين؛ والسيد الأخضر موسي، الاستشاري المستقل في ’باين بريدج الشرق الأوسط للاستثمارات‘. وفي سياق حديثه أثناء الجلسة، قال السيد محمد حسين الدشيش، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات لإعادة التأمين التكافلي (EmiratesRE): "بالرغم من النمو الذي تشهده سوق إعادة التأمين التكافلي اليوم، إلا أنها مازالت دون مستواها الحقيقي، ناهيك عن أن ضخّ رؤوس أموال إضافية في أسواق التأمين التقليدية يتسبب بمزيد من الضغط على الأسعار بمستوياتٍ مقلقة وغير مسبوقة، وفي ذات الوقت نجد أن إدارة الاستثمار قاصرة عن توفير الإنعاش المطلوب. وتتمثل أحد الحلول لهذه المشكلة في توحيد الجهود، إلا أن أحدًا لم يبادر بهذا الطرح. غير أن القائمين على الهيئات التنظيمية أدركوا هذا الواقع، ما دقع بهيئة التأمين في الإمارات العربية المتحدة كي تسنّ لوائح تنظيمية جديدة في الوقت المناسب، وهي خطوة ستترك أثرًا إيجابيًا على أسواق الإمارات في القريب العاجل إن شاء الله. لكننا نبقى بحاجة نظم جديدة، فالسوق تحتاج إلى دعم القائمين على الهيئات التنظيمية عبر إدخال التحسينات اللازمة، إذ إن الأسواق الضعيفة تعود بالخسائر على كافة الأطراف الداخلة فيها". واختتم السيد الدشيش حديثه قائلًا: "توفر الدورة العاشرة لمؤتمر التكافل العالمي (WTC 2015) هذا العام منصة مثالية لإجراء مناقشات جادة حول القضايا الرئيسية، بما فيها تطورات الجوانب التنظيمية واستراتيجيات إدارة الاستثمار، وذلك من أجل التصدي للتحديات التي يواجهها قطّاعنا. وإنه لمن دواعي سروري بحق أن أشارك في هذا المؤتمر الرائد". ومن المقرر أن يتابع اليوم الثاني من المؤتمر أعماله يوم الثلاثاء 14 أبريل متضمنًا جلسات رفيعة المستوى، من بينها مقابلة حصرية على المنصة مع السيد فريد لطفي، الأمين العام لجمعية الإمارات للتأمين واتحاد التأمين الخليجي، والذي يعتبر من الشخصيات الريادية في مجاله؛ حيث سيتشارك مع الحضور رؤيته الفريدة حول التقدم الذي شهده قطاع التأمين الإسلامي العالمي خلال العقد الماضي وسيناقش ما يحتاجه القطّاع لمواصلة المضي قدمًا. وسيجري المقابلة السيد نيكولاس باراسي، المراسل الصحفي في صحيفة ’وول ستريت‘. وصرّح السيد عامر ضياء، الرئيس التنفيذي لشركة ’الهلال للتكافل‘، في حديثه عن المؤتمر قائلاً: "تشير التوقعات إلى أن قطاع التكافل مقبل على نمو كبير، ومن الواضح بأنه ذاخر بالفرص. غير أن صناعة التكافل- شأنها شأن أي قطاع ناشئ آخر- تواجه عددًا من التحديات مثل زيادة التنافس، والحاجة إلى مختصين مهرة، وهيكلية تنظيمية أفضل، والمزيد من فرص الاستثمار المتوافقة مع الشريعة. وفي هذا الإطار، يشكل مؤتمر التكافل العالمي هذا العام منصةً مثالية للحوار حول هذه التحديات، وتبادل المعرفة مع الزملاء، واتخاذ خطوات عملية لإرساء أساس متين لنمو القطّاع. ويسرّنا في ’الهلال للتكافل‘ أن نتعاون مع المؤتمر بصفة شريك استراتيجي بلاتيني". تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر التكافل العالمي 2015 يترافق مع معرض تخصصي يسلّط الضوء على أحدث المنتجات والخدمات والابتكارات والأفكار القيادية.