خبراء قطاع الدفاع العسكري يأكدون أهمية التعاون للنجاح في تطوير القوات المستقبلية
بحضور معالي محمد أحمد البواردي وكيل وزارة الدفاع، وسعادة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، أكد الخبراء المشاركون في فعاليات اليوم الأول لمؤتمرات الدفاع الدولي "آيدكس" 2015 التي عُقدت في نادي ضباط القوات المسلحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي على أهمية التعاون للنجاح في تطوير القوات المستقبلية.
ورحب اللواء الركن طيار عبد الله الهاشمي المدير التنفيذي للتحليل الاستراتيجي بوزارة الدفاع، واللواء الركن طيار محمد راشد آل علي مدير مركز العمليات المشتركة بالقيادة العامة للقوات المسلحة بالمشاركين من كبار الضباط والوفود الرسمية المدعوة من معالي وزراء ورؤساء أركان من خلال كلمات إفتتاحية سلطت الضوء على الموضوع الرئيسي للمؤتمر ألا وهو التكنولوجيا الدفاعية للقوات المستقبلية والاهمية المتزايد للتعاون الدولي في النزاعات الحديثة.
والقى فيليب دان النائب في البرلمان البريطاني ووزير المملكة المتحدة لشؤون معدات الدفاع العسكري والدعم والتكنولوجيا الكلمة الرئيسية في المؤتمر، والتي أكد خلالها على أهمية ليس تطوير القوات العسكرية فحسب، بل والشراكات وعلاقات التعاون أيضاً. وصرح الوزير والذي تتضمن مسؤولياته تطوير العلاقات العسكرية مع دول الخليج العربي: "يمكننا التوفير في النفقات وفي الوقت، كما يمكننا أن نزيد من حجم قواتنا إذا تعاونا مع بعضنا البعض". كما ناقش الوزير الدور المتزايد للتكنولوجيا في النزاعات الحديثة قائلاً: "إن موقفنا من الإبتكار هو الذي سيحدد ما إذا كنا سننجح أو سنفشل في أي صراع."
وشهدت الجلسة الحوارية الأولى للمؤتمر إدارة نائب الأدميرال جوزيف دبليون ريكسي لحوار معمق حول التوافقية العسكرية الحديثة، وإنضم اليه في الجلسة التي ناقشت كيف يمكن للقوات العسكرية المتعددة الجنسيات أن تحارب مع بعضها البعض بشكل فعال كلٌ من الجنرال رينر كروف نائب القائد العام للجيش الالماني، واللواء أنطوان بيوسان من القوات الفرنسية.
وأكد اللواء بيوسان على أهمية التعاون لتعظيم القدرات وتخفيض النفقات في زمن التقشف، في حين قال الجنرال كروف: "إن التعاون هو المستقبل الحقيقي للعالم العسكري، ومن خلال التطوير المتزامن للقوات المستقبلية فقط يمكننا أن نواجه التحديات العديدة التي نواجهها اليوم."
وتبع الجلسة كلمة رئيسية من الوزير ويليان أس كوهن، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة كوهن، والتي تحدث فيها عنتطور العلاقات الدولية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وتحدث كوهن الذي شغل سابقاً منصب وزير الدفاع الأمريكي عن العلاقات الثنائية القوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. وبدأ كوهن كلمته بالحديث عن علاقته مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واصفاً أياه بالرجل الحكيم والمتواضع، قبل أن يشرح كيف قامت الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان وكوسوفو لأكثر من عقد من الزمن.
وخلال جلسة سلطت الضوء على عمل الحكومة السودانية مع الدول المجاورة لتأمين الحدود، شرح اللواء المهندس حسان صالح عمر محمد دين من وزارة الدفاع السودانية كيفية النجاح في هذا المجال. وأكد اللواء على أهمية الحفاظ على علاقات طيبة مع دول الجوار، مقدماً علاقات بلاده مع جمهورية تشاد مثالاً عن القوات العسكرية المشتركة.
وناقش الجزء الثاني للمؤتمر كيف يمكن للقطاعات العسكرية والصناعية أن تتعاون مع بعضها البعض بشكل أكثر فعالية، وذلك خلال جلسة حددت المخاطر المستقبلية وكيفية العمل المشترك في تطوير القدرات لمواجهتها. وضمت الجلسة كلاً من داني سبرايت رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي، وباتريك ديوار نائب الرئيس التنفيذي في شركة لوكهيد مارتن الدولية، ونائب الأدميرال ماتيو بورشوم مدير مؤسسة العتاد العسكري في وزارة الدفاع الهولندية، وولفغانغ كيوبك مدير مركز تطوير القدرات العسكرية في الجيش الألماني.
وانطلقت الجلسة بدعوة نائب الأدميرال بورشوم للتعاون الدولي في جميع المجالات مؤكداً على ضرورة أن تتوافق الصناعات مع الحكومات عند تطوير تكنولوجيا الدفاع، في حين قام باتريك ديوار بشرح كيف قامت شركة لوكهيد مارتن الدولية بالعمل في ظل مثل هذا النوع من التعاون من خلال استثمار بقيمة 600 مليون دولار أمريكي في الأبحاث والتطوير بما يتماشى مع المتطلبات التي يحددها شركائهم الحكوميون.
كما شدد داني سبرايت على الحاجة المتزايدة للتعاون في مجال عمليات الأبحاث والتطوير والمشتريات، والذي سلط الضوء على كيف ستتمكن آلية موحدة للشراء بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية من تطوير أحدث التكنولوجيا الدفاعية بطريقة أكثر فاعلية من ناحية التكلفة.
وشهدت الجلسة ما قبل الأخيرة حواراً أداره البروفيسور كينيث ويتشر، عميد كلية علوم الطيران في جامعة جامعة إمبرى ريدل للملاحة الجوية حول العوامل البشرية في تجنيد وتدريب القوات المسلحة الحديثة. وشارك في الجلسة اللواء دايفيد أم كولن مساعد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش البريطاني، واللواء دانا بيارد نائب القيادة الوسطى للجيش الأمريكي، والدكتور يحيى المرزوقي المدير التنفيذي لقسم تطوير الكفاءات في شركة توازن القابضة، والجنرال آرتو راتي نائب وزير الدفاع الفنلدني.
وناقشت الجلسة أساليب التجنيد المتغيرة للقوات الحديثة، إضافة الى الحاجة المتزايدة للحصول على تعليم قبل الإنخراط في الجيش. وقال الجنرال راتي: " إننا نواجه دائما تحديات جديدة، ولكن التعليم هو الأهم"، وأضافت بيتارد: " يجب الحصول على شهادة ثانوية للإنخراط في جيش الولايات المتحدة الأمريكية، ونتيجة لذلك أصبح لدينا قوة عسكرية أكثر مهنية."
واختتمت فعاليات اليوم الأول بمقابلة مباشرة مع حميد الشمري المدير التنفيذي لوحدة مبادلة لصناعة الطيران وتكنولوجيا الاتصالات والخدمات الدفاعية ورئيس مجلس إدارة شركة الإمارات للصناعات العسكرية "أديك"، ولوك فيجنيرون الرئيس التنفيذي في شركةالإمارات للصناعات العسكرية، والتي ناقشت توجهات قطاع الدفاع العسكري العالمي ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي عرضت شركة "أديك" كدراسة حالة.
وفي معرض حديثه عن الحفاظ على الأعداد المتزايدة من طلبات الأطراف المعنية، قال الشمري أن دولة الإمارات أضطرت الى تطوير منصة مركزية للعمل من خلالها موضحاً: "نحن نراعي الأطراف المعنية والحكومة والقوات المسلحة والشركاء والموظفين وفرص النمو وتطور الصناعة والمؤثرات السياسية لدولة الإمارات في المنطقة، وبالتالي فإننا نحتاج الى الكثير لمراعاة هذه الأطراف، ولذلك أخذنا قرار المنصة الواحدة."
وسيقام اليوم الثاني للمؤتمرات يوم 23 فبراير 2015 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وسيشمل مؤتمر الدفاع البحري ومؤتمر الأنظمة الغير المأهولة.