آشريدج تضع الدروس المستفادة من أصعب سباق محيطات في العالم أمام إدارات الشركات في الإمارات العربية المتحدة
- كلية آشريدج للأعمال تدرُس بالتفصيل الرحلة الشاقة لفريق أبوظبي لسباق فولفو للمحيطات بهدف فهم ما الذي يلزم حقاً لقيادة فريقٍ عالي الأداء سواءً في الرياضة أو في عالم الأعمال
تعاونت كلية آشريدج للأعمال مع فريق أبوظبي لسباق فولفو للمحيطات، بدءاً من قاعة اجتماعات الفريق في الإمارات العربية المتحدة وصولاً إلى المحيط الهندي، في محاولةٍ للتعرف على أهم الدروس التي يمكن الاستفادة منها عند قيادة فريقٍ عالي الأداء في أصعب سباق محيطاتٍ في العالم، وتطبيقها على عالم الأعمال هنا في الإمارات العربية المتحدة.
وقد أنفقت كلية آشريدج للأعمال شهوراً طويلة في متابعة العمل الشاق الذي يقوم به فريق أبوظبي للمحيطات (ويضم بين أعضائه الربان والبحار الإماراتي المشهور عادل خالد، الذي يخوض السباقات مع أفراد فريقه الآخرين في المحيط في أصعب ظروفٍ يمكن أن يواجهها الإنسان)، بينما كان الباحثون ينقبون عن أهم عناصر نجاح الفريق عالي الأداء.
ركز البحث على مدى أهمية دور التخطيط الاستراتيجي لكلٍ من القادة والفرق، وكشفت النتائج عن ارتباطٍ وثيق بين الضغوط والتوتر والتحديات التي يواجهها الرياضيون الأشداء في بيئاتهم الصعبة، وتلك التي يواجهها كبار التنفيذيين في المناصب التي تعرضهم لضغوط عالية في الإمارات العربية المتحدة. وبعد أشهر من الأبحاث الدقيقة، توصل الباحثون إلى أنه على القادة في الفرق عالية الأداء، سواء في عالم الرياضة أو الأعمال، التحرك بسرعة واغتنام الفرص، وبناء علاقاتٍ متينة مع فرقهم، وإيجاد توازن مناسب بين الحياة والعمل، لضمان أقصى قدرٍ من الأداء والتمكن في العمل. وفي النهاية، سواء كان السباق عبر المحيط أو للحصول على ترقية، فإن الأمر يتعلق بقدرة القائد على التخطيط والتنفيذ وتغيير الاتجاه حسب الظروف والمستجدات.
وقال إيان ووكر، قائد فريق أبوظبي للمحيطات المكون من تسعة بحارة أقوياء متعددي الجنسيات، والذي يُعدّ أحد أبرز البحارة في المملكة المتحدة: "لقد شاركت أنا وفريقي في هذا البحث المهم، ويوجد تشابهٌ بالتأكيد بين عالم الرياضة وقطاع الأعمال في الشرق الأوسط، في نواحٍ عديدة مثل الاستراتيجية والأداء والتخطيط والتحليل والرؤية. نحن فخورون بالتنوع الثقافي لأعضاء فريقنا المنتمين لسبع جنسيات، وكذلك نشعر بالفخر لوجود إماراتي بيننا، وهو الربان والبحار القدير عادل خالد".
نظرة معمقة على النتائج أولاً وقبل كل شيء، تتطلب القيادة الناجحة القدرة على تكوين رؤيةٍ موحدة يشعر كل فرد في الفريق أنه يمتلكها، وبالتالي يكون لديه الدافع للإنجاز. كذلك هناك البراعة، والمرونة العالية، والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة في اللحظة المطلوبة. كما ظهر جلياً أنه عندما تصبح ظروف العمل صعبة، يجب أن يتمكن القادة من إظهار القوة في مواجهة المصاعب والمحن، وإعطاء فريقهم الثقة بالنفس ورفع معنوياتهم، مع إظهار قدرٍ معين من الضعف أيضاً للمساعدة على التواصل مع الآخرين ومواساتهم.
ومن الأمور التي تم التوصل إليها أيضاً الحاجة إلى أن يُظهر القادة الجانب الإنساني في شخصياتهم، مع بعض الفكاهة والمرح عند التعامل مع فرقهم، إلى جانب الحرص على أن يكونوا سعداء في عملهم اليومي، وخلق بيئة إيجابية إجمالاً للفريق، حيث يغلب على الفرق السعيدة أن تكون نشطةً وقادرة على التحرك بسرعة واغتنام الفرص، حتى لو كان ذلك يعني التفاعل السريع والقيام بمجازفة محسوبة لتحقيق رؤية الفريق.
وفي حين يحتاج القادة إلى بناء علاقاتٍ وثيقة مع فرق عملهم لحثهم على تقديم أفضل ما لديهم، فإنهم بحاجة أيضاً للابتعاد عن المشهد بما يكفي لرؤية الصورة بشكل شامل، واتخاذ قرارات صارمة عند الضرورة. وعلى نفس المنوال، فإن قدرتهم على النظر عن بعد للفريق تعني أيضاً أن عليهم الابتعاد عن إدارة التفاصيل الدقيقة، والتركيز عوضاً عن ذلك على تمكين الآخرين وتفويضهم ببعض المهام اليومية. وكانت القدرة على التعلم من الأخطاء والانفتاح والأمانة في عرض الخبرات من العناصر الحيوية لبناء علاقاتٍ قوية، وثبت أن ذلك أمرٌ بالغ الأهمية أيضاً لإنشاء فريق أكثر مرونة واستجابة.
إن مرونة الفريق واستفادته من دروس الحياة تتعلق بالقدرة الجماعية والمشتركة على فهم التجارب والتكيف معها. وبمجرد أن يتمكن الفريق من ذلك، سيكون لديه القدرة على تجاوز التحديات والاستفادة من الخبرات وتحويل ذلك إلى مكاسب في الأداء.
وفي حديثهما خلال المناسبة، شرح كل من أليكس دافدا و روري هندريكز من كلية آشريدج للأعمال كيف تعكس التحديات التي واجهها فريق سباق أبوظبي للمحيطات (ADOR) بعض التحديات التي تواجهها الشركات الرائدة اليوم.
"يستكشف البحث الذي امتد على مدى 18 شهراً كيف يحافظ فريق سباق أبوظبي للمحيطات على ذروة أدائه، وكيفية وضع الاستراتيجيات وتنفيذها في مواجهة المنافسة القوية، والسعي للريادة في بيئةٍ دائمة التغير ولا يمكن التنبؤ بها، وكيف يمكن أن تصبح الدروس التي يتعلمها الفريق ميزة تنافسية تعزز نجاحاته. وبالأخذ في الاعتبار مدة السباق وتشابه التحديات في جوهرها، فقد وفرت نتائج الدراسة أفكاراً جديدة ومهمة لقادة المؤسسات".