٢٢ محرم ١٤٤٧هـ - ١٨ يوليو ٢٠٢٥م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين دبي
الرعاية الصحية | الخميس 9 يوليو, 2015 8:46 صباحاً |
مشاركة:

مستشفى "جريت أورموند ستريت للأطفال" يجري عملية زراعة قوقعة الأذن للمريض الألف

 

  • أصبح الطفل مكسيم من مدينة إيلينغ المريض الألف الذي يحصل على جراحة زراعة قوقعة الأذن في مستشفى "جريت أورموند ستريت للأطفال" لتمكينه من السمع وتعلم النطق

 

أظهرت اختبارات السمع الخاصة بالمواليد الجدد مشكلة في السمع لدى مكسيم منذ ولادته، واضطر بعدها لاستخدام مساعدات السمع منذ كان عمره 8 أسابيع، والتي منحته القدرة على سماع ترددات ضعيفة من الأصوات ولكنه لا يزال يعتبر مصاباً بصمم حادّ.

 

تمت إحالة مكسيم إلى مستشفى "جريت أورموند ستريت للأطفال" في شهر سبتمبر من العام 2014، وشخّصت حالته على أنه مصاب بالصمم الناتج عن الجين كونيكسين 26، العامل الوراثي الرئيسي المسبب في الإصابة بالصمم عند الأطفال.

 

وبعد تقييم حالته بعناية، رأى الفريق الطبي بإشراف الدكتور كوكب راجبوت بأن مكسيم سوف يستفيد من عملية زراعة قوقعة ثنائية في أذنيه. تعمل هذه الأنظمة الالكترونية على تحفيز الأعصاب السمعية مباشرة متجاوزة الخلايا الشعرية في القوقعة، التي تكون عادة مسؤولية عن السمع. وتساعد زراعة القوقعة على إعادة الاحساس بالسمع إلى الأطفال المصابين بالصمم الكامل أو الحاد من غير القادرين على السمع حتى باستخدام أقوى المساعدات السمعية.  وتساهم هذه الخطوة في تغيير حياة المريض كلياً، إذ يبدأون تدريجياً بفهم الأصوات من حولهم، ويتعلم الكثير منهم الكلام، فضلاً عن تمكن أغلبهم من الإصغاء إلى الحديث دون الحاجة لقراءة الشفاه.

 

بعد مرور أسبوعين على الاحتفال بعيد ميلاده الأول، أدخل مكسيم إلى مستشفى "جريت أورموند ستريت للأطفال" ليخضع لعملية جراحية مدتها 6 ساعات. وأجرى الجراح شقاً خلف إحدى الأذنين قبل البدء بعمل حفرة في العظم لتوفير مساحة لوضع القوقعة، التي تم إدخالها لاحقاً باستخدام ميكروسكوب. وتم إجراء الخطوات ذاتها في الأذن الأخرى. وقد تعافى مكسيم مباشرة بعد الجراحة، وأخرج من المستشفى في اليوم التالي.

 

كان والدا مكسيم متحمسين ومتوترين في الوقت ذاته منذ تحديد موعد جراحة مكسيم. وتقوله والدته جوليا: "اجتاحتنا الكثير من المشاعر المتناقضة خلال العام الماضي بدءاً من عجزنا عن معرفة أسباب مشكلة السمع لدى مكسيم، وحتى معرفتنا بأنه قد يكون مؤهلاً للحصول على زراعة قوقعة".

 

وأضافت: "سوف تغيّر هذه الجراحة حياة مكسيم إذ أنه سيتعلم النطق كأي طفل طبيعي. أنا من ايطاليا وزوجي فرنسي، ونأمل بأن مكسيم سوف يتحدث اللغتين يوماً ما، وبالطبع لم يكن هذا ممكناً من دون زراعة القوقعة".

 

وبعد مرور أسبوعين على إجراء الجراحة، عاد مكسيم لزيارة "مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال" ليقوم الفريق الطبي بتشغيل القوقعتين المزروعتين الجديدتين. وعمل اختصاصي السمع جيمس شارب على تفعيل كل قوقعة تدريجياً لتحديد مستويات السمع لدى مكسيم، ومن ثم برمَج كل واحدة منهما بحيث يكون الصوت مقبولاً ومريحاً بالنسبة لمكسيم. وعند القيام بذلك ارتعش مكسيم قليلاً وبدا مندهشاً كما لو أنه سمع صوت خربشة لعبة في أذنيه، وهذا دليل قوي على أن القوقعة تعمل.

 

كانت هذه اللحظة مليئة بالمشاعر بالنسبة لجوليا حيث قالت: "لقد انتظرنا هذا اليوم طويلاً، وها نحن نعيشه فعلاً. إنه لمن المذهل أن نرى مكسيم يقوم بردّة فعل عند سماعه الأصوات. وهذه هي الخطوة الأولى نحو رحلة مليئة بالحيوية لنا جميعاً".

 

وبهذه المناسبة قال الدكتور كوكب راجبوت، رئيس قسم زراعة قوقعة الأذن في مستشفى "جريت أورموند ستريت للأطفال": "يشكل اجراء العملية لمكسيم انجازاً هاماً بالنسبة للمستشفى، خاصة وأنه المريض الألف الذي نجري له هذه الجراحة. لقد تغيرت الأمور بشكل كبير منذ أجرينا الجراحة الأولى في العام 1992.  فمنذ ابتكار اختبارات فحص السمع لدى المواليد الجدد في العام 2006، بات بإمكاننا تحديد ومعالجة المرضى المصابين بالصمم بسرعة أكبر. وقد أصبح بالإمكان إجراء جراحة زراعة القوقعة حتى قبل بلوغ الطفل عامه الأول، بما يمنحهم فرصة أفضل لتعلم كيفية التحدث كأي طفل طبيعي. إن كان هناك معجزات في الطب، فلا بدّ من أن جراحة قوقعة الأذن هي إحدى تلك المعجزات".

 

وقد تم تدريب والدي مكسيم على كيفية استخدام القوقعة المزروعة، وسوف يتم إدراج مكسيم في برنامج متخصص لتعليم النطق واللغة للتأكد من قدرته على التأقلم والاستفادة القصوى من هذه التقنية.

 

يعتبر مستشفى "جريت أورموند ستريت للأطفال" أحد أكبر مراكز طب الأطفال التي تجري جراحة زراعة قوقعة الأذن في المملكة المتحدة. وعندما بدأ توفير هذه الخدمة في العام 1992، أمِل اختصاصيو السمع بزراعة 12 قوقعة في العام، واليوم، يتم إجراء أكثر من 100 جراحة كل عام.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين دبي
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة